‏كلّنا في “المؤشر العربي “شرق ..!

24 يناير 2023
‏كلّنا في “المؤشر العربي “شرق ..!

حسين الرّواشدة

كيف يرى المواطن العربي الواقع الذي يعيش فيه ، وكيف يراه الأردني تحديدا ؟ الاستطلاع الذي أجراه “المؤشر العربي 2022 “، داخل 14 دولة عربية ، وشمل 33,300 الف مستجيب ، يعكس الحالة العامة لبلداننا ، سواء فيما يتعلق بالمسار العام ، أو الأوضاع السياسية والاقتصادية ،؟ أو الثقة بالدولة ومؤسساتها ، او بدرجة ” التدين” ، و الإحساس بالأمن ..وغيرها أيضا.

‏أشير إلى سبع حالات ، ثم اسجل ثلاث ملاحظات ، حالة الاقتصاد : 77% من الأردنيين يعتقدون أن أوضاعهم الاقتصادية سلبية( سيئة وسيئة جدا ) مقابل 54% من المستطلعين العرب يشاطرونهم الرأي ذاته ، حالة السياسة : 50% من الأردنيين يرونها سيئة ، فيما يعتقد 49 %من اشقائهم العرب أنها سيئة أيضا ، حالة المسار العام : 78% من الأردنيين يرون أن الامور في بلدهم تسير في الاتجاه الخاطئ ، ويرجعون ذلك لأسباب اقتصادية ، فيما يرى 49% من المستطلعين العرب أن الامور في بلدانهم تسير في الاتجاه السلبي أيضا .

حالة الثقة بمؤسسات الدولة : 39% فقط من الأردنيين يثقون بالحكومات (55% عربيا) ، و 16 % يثقون بالمجالس النيابية ( 47% عربيا) ، و 7% يثقون بالاحزاب (26% عربيا)، و 74% يثقون بالقضاء المدني (68% عربيا ) و 75% با لقضاء الشرعي (69% عربيا).

‏حالة التدين: يعتقد 85% من المستطلعين العرب أنهم متدينون (متدين جدا ومتدين )، فيما يرى 97% من الأردنيين انه متدينون . حالة الهجرة: لدي 44% من الأردنيين الرغبة بالهجرة للخارج( لأسباب اقتصادية أولا )، فيما تبلغ نسبة العرب الراغبين بالهجرة 28% . حالة الأمن : 78% من الأردنيين يعتبرون أن مستوى الأمن في بلدهم ايجابي، مقابل 61% من اشقائهم العرب يرون بلدانهم آمنة ، كما أن 90% من الأردنيين عبروا عن ثقتهم بجهاز المخابرات العامة ، و 89% بجهاز الأمن العام.

‏الملاحظة الأولى: تتطابق – نسبيا -نتائج استطلاع المؤشر العربي 2022 مع نتائج الاستطلاعات المحلية التي تم اجراؤها فيما يتعلق بالحالة الأردنية ، كما أن هذه النتائج تبدو متقاربة مع نتائج الحالة العربية عموما ، فالحال من بعضه في عالمنا العربي كله ، وكلنا في الهم ّشرق ، وإن كان ثمة اختلاف فهو في الدرجة لا في النوع ، ما يعني ان أوضاع العرب عموما ، ونحن جزء منهم ، تبدو صعبة ، خاصة اقتصاديا ، الأمر الذي انعكس على مجمل مواقفهم ، واهتماماتهم ، وثقتهم بمؤسساتهم الوطنية .

‏الملاحظة الثانية : على الرغم من أن أزمة الأردنيين ،وفق نتائج الاستطلاع ، اقتصادية بالدرجة الأولى ، وأنهم بسببها أصبحوا غير مهتمين بالشأن السياسي (58% ذكروا ذلك )، وبسببها ، أيضا ،يرون الامور تسير في الاتجاه الخاطئ( 78% قالوا ذلك)، إلا أن 34% منهم فقط يعتقدون أن الربيع العربي كان إيجابيا (مقابل 46 %من العينة العربية تراه كذلك)، ما يعني أن ورقة الشارع ،بالنسبة للاردنيين تحديدا ، ربما لم تعد موثوقة للمطالبة بتحسين الأوضاع ،أو المطالبة بالإصلاح.

‏الملاحظة الاخيرة: يعتقد 97% من الأردنيين انهم متدينون ، مقابل 85% من العينة العربية التي ترى نفسها كذلك ، ما يعني أن المجتمع الأردني على الرغم من التحولات التي شهدها بالعقود الماضية ، ما زال محافظا ، ولم يغادر مربع الالتزام بالدين ، المفارقة، هنا ، ان 13% من الأردنيين يرون أنفسهم “أشد تدينا” (مقابل 24% عربيا )، فيما وصف 84% من الأردنيين أنفسهم بأنه متدينون إلى حد ما، ما يعني ، أيضا ،أن المزاج الديني الأردني مازال معتدلا.

اللافت، أيضا، أن 54% من الأردنيين يرون ان نظاما إسلاميا محكوما بالشريعة ، دون انتخابات ، أو أحزاب سياسية، يبدو ملائما بالنسبة لهم ، ما يعني ،ثالثا، أن السياسة خذلتهم ، وأن الوازع الديني ما زال متغلغلا في الحياة العامة بشكل كبير، وأنه أصبح بمثابة “المنقذ ” لهم مما يوجهونهم من أزمات.