وطنا اليوم:لا يتوقف الفن والإبداع الأمريكي عن إبهار العالم؛ إذ يغوص كتاب الدراما في عوالم خفية، فيمحاولة لفك شفرة المستقبل، من خلال مسلسلات وأفلام تتسع فيها مساحة الخيال، ويتراجع أمامها المنطق والحسابات.
ومن الأعمال الأمريكية التي أبهرت شعوب العالم مسلسل The Last Of Us، والذي يعرض عبر منصة HBO MAX.
أحدث المسلسل مقتبسة من لعبة فيديو تحمل نفس الاسم، وهو من تأليف كريج مازين ونيل دروكمان، ويشارك في بطولته نجوم من العيار الثقيل في مقدمتهم، بيدرو باسكال في دور “جويل”، ونيكو باركر في دور “سارة”، “ابنة “جويل” صاحبة الـ14 عاما، وبيلا رامزي في دور “إيلي”، وجابرييل لونا في دور “تومي”، وآنا تورف في دور “تيس”.
وفي إطار من الإثارة والغموض، تدور الأحداث حول استئجار الناجي المتمرس “جويل” لتهريب فتاة عمرها 14 عاماً، من منطقة حجر صحي إجباري، في مهمة تبدأ محدودة، ولكنها تتحول إلى رحلة وحشية، حيث تضطر الشخصيتان إلى الاعتماد على بعضها البعض من أجل البقاء.
المسلسل مكون من 9 حلقات فقط، وانطلق عرضه 16 يناير/كانون الثاني الجاري، وحققت الحلقات الأولى ضجة واسعة، وبلغت المشاهدات 4.7 مليون مشاهدة، الأمر الذي يؤكد أن هذا العمل سيحقق مشاهدات غير مسبوقة، مع تطور الأحداث وتعقد الصراع.
ويرى الناقد المصري خالد محمود أن المسلسل ينتمي إلى فئة الأعمال الضخمة والمثيرة.
وقال: “في هذه التجارب يحاول صناع العمل، اختراق عوالم الدراما الجديدة، وتجاوز حاجز الزمن، وسبق أن حقق فريق العمل نجاحا لافتا في تجارب سابقة، المؤلف هو صاحب مسلسل House of the Dragon الذي عرض عام 2010 وحقق نجاحا كبيرا وقت عرضه”.
وواصل خالد محمود حديثة: |تخيل الكاتب في هذا العمل ما سيحدث بعد انهيار جزء كبير من العالم، وقرر أن يخاطب شريحة من الجمهور المعاصر، العاشق للأعمال المليئة بالغموض، وتم تنفيذه بشكل رائع جدا، أحداث المسلسل تبدأ في عام 2023، ولكنها تتنبأ بشكل العالم بعد 20 عاما، وفكرة الصراع بين الخير والشر موجودة بصورة مميزة جدا”.
وتابع خالد محمود حديثه قائلا: “اعتمد الكاتب على فكرة الفيروسات والأوبئة، عندما تشتد الأزمة يتم وضع المواطنين في حجر صحي، ويرفض البطل البقاء في الحجر ويساعد الناس على الهروب، وتجمعه قصة مثيرة مع طفلة عمرها 14 عاما، وأثناء مساعدة الطفلة على الهروب يكتشف حياة جديدة أخرى، من عناصر الجذب في المسلسل مستوى التصوير، والأداء التمثيلي للنجوم، وأعتقد أن هذا العمل سيحقق نجاحا كبيرا، وسيكون خالدا مثل فيلم “حرب الكواكب” ومسلسل “صراع العروش”.
ووصف الناقد أحمد سعد الدين المسلسل بأنه خيال علمي قائلا: “توقيت عرض المسلسل رائع جدا، لأنه جاء بعد جائحة كورونا التي أجبرت الشعوب على البقاء في المنازل خوفا من العدوى، والقصة مكتوبة بشكل رائع، بالمناسبة كتابة أفلام الخيال العلمي صعبة جدا”.
وتابع أحمد سعد الدين حديثه قائلا: عنوان المسلسل هو “نهايتنا” فهو يناقش الفيروسات التي تحول البشر إلى وحوش، من خلال قصة إنسانية بين البطل الخارق، وطفلة رائعة، لمست في المسلسل حالة من الإبهار في الصورة، وشكل الكتابة، والمونتاج والموسيقى،
كما علق الناقد نادر ناشد على مستوى الحلقات الأولى قائلا: “مستوى المسلسل متميز جدا، نحن نرى تكنيك رائع، في الصورة، والصوت، وتوحد الممثلين مع الشخصيات، هذا إلى جانب الغموض والإثارة في الأحداث.
وأضاف أن مؤلف المسلسل يمتلك الذكاء والخيال، لذا يعرف جيدا كيف يغازل جمهور هذه المرحلة الذي تأثر بمستوى التكنولوجيا، وانشغل بالمستقبل