وطنا اليوم- كتب محرر الشؤون المحلية_ يبدو ان رواد مواقع التواصل الاجتماعي يعبثون من خلال ممارسة هواية الهاشتاقات والاشاعات بطرحهم فكرة العودة الى التدريس الوجاهي في الفصل الثاني؛ في الوقت الذي يتجه العالم الى مزيد من الحرص والحذر ، مع تفشي سلالة جديدة من فيروس كورونا اشد فتكا من الفيروس الحالي حسب الانباء المتواترة وما أكدته منظمة الصحة العالمية عن انتشار هذا النوع الجديد في جنوب إنجلترا وبعض الدول الأوروبية مما استدعى على الفور وقف الرحلات الجوية الى بريطانيا حتى يتسنى لمنظمة الصحة العالمية بيان مدى خطورته، إضافة الى اتخاذ دول مثل المانيا وهولندا قرارا بالحظر الشامل حتى أواخر شهر يناير القادم.
المشكلة لدينا في الأردن ان كثيرين من لا يجدون ما يملؤون به فراغهم الا العبث بتناقل الأفكار المتضاربة ساعدهم في ذلك تخبط اعلامي وتصريحات لبعض من يريدون التموضع في الملف الصحي فيطلقون تصريحات متناقضة فتحت شهية هؤلاء على استخدام الفضاء الإلكتروني للتحشيد وخلق بلبلة عند أصحاب القرار في هذا الشأن.
الاقدام على أي خطوة باتجاه عودة التعليم الوجاهي قد تسبب انتكاسة حقيقية في ضوء ارتفاع عدد الإصابات والوفيات كما ان موسم الشتاء الذي تكثر فيه أساسا الامراض التنفسية يعتبر بيئة خصبة ومناسبة لانتشار الفيروس.
المطلوب من الحكومة حسم الجدل واتخاذ قرار مناسب مع هذه الجائحة ونحن نعلم ان دول الاتحاد الأوروبي قد اتخذت قرارا بالتعليم عن بعد منذ فترة، فهل تقدم الحكومة على قرار بهذا الاتجاه حتى لا يعيش الطالب والاسرة في حالة قلق.
التطمينات التي لا تستند الى دراسات حقيقية مع تصاعد هجمة الفيروس في دول العالم ومنها الدول الأكثر تقدما ، تجعل المواطن يشك في تلك التطمينات ونأمل دائما بالمكاشفة الحقيقية دون تسجيل انتصارات وهمية قد تغرينا على اتخاذ قرارات متعجلة نندم عليها في المستقبل.
حسم ملف التعليم في الفصل الثاني ضرورياً ولا يحتمل التأخير في ضوء تطورات الجائحة عالميا، وهنا أُذكر بأننا اغلقنا البلد عندما سجلنا 10 إصابات في بداية الجائحة المطلوب اليوم اتخاذ التدابير التي تساعد على استقرار منحنى الإصابات وعدم تصاعده.