د. ماجد الخواجا
منذ إعلان حالة الطوارى وبدء أوامر الدفاع وتعطيل القوانين السارية بسبب جائحة كوفيد – 19 وذلك منذ 20 أذار من عام 2020، فقد قامت الحكومة بسلسلة من الإجراءات التي ظهرت على شكل بلاغات وقرارات تستند فيها إلى أمر دفاع محدد، حيث تمت عملية ما تدعى بالاقتراض من أموال ومدخرات الضمان الاجتماعي التي فاقت المليار دينار أو قاربت على الملياري دولار، وهو رقم كبير بجميع المقاييس، ويكفي أن نتذكر بأن الوفود المالية الأردنية كانت تسهر الليالي الطوال في سبيل تحقيق متطلبات خاصة للجهات الإقراضية الدولية ولمجرد الحصول على قرض بعشرات أو مئات الملايين من الدولارات، فكيف يكون الحال مع ما تسميه الحكومة بأنه ” قرض” وصل إلى ملياري دولار تقريباً.
ثمة كثير من التساؤلات المشروعة الباحثة عن إجابات همها في ذلك المحافظة على مدخرات الضمان الاجتماعي باعتباره الجهة الضامنة للتقاعدات للموظفين في مختلف القطاعات.
- ما معنى قرض بهذا الحجم، وهل ينساق عليه مفهوم الإقراض والقروض كما هو الحال في البنوك ؟
- هل خالفت إدارة الضمان الاجتماعي قانونها وتعليماتها عبر منح الحكومة مثل هذا المبلغ، وتحت أية مظلة تم ذلك ومن هم المفوضون بالتوقيع على مثل هذا المبلغ؟
- هل هناك مدة محددة للسداد كحال أي اقتراض، وكم هي المدة ؟
- هل سيتم السداد للمبلغ دفعةواحدة وبالكامل ، أم سيسدد على دفعات وأقساط؟
- هل خالفت الحكومة القانون عبر وضع اليد على مدخرات الضمان بذريعة الغطاء الممنوح لها في ظل أوامر الدفاع، وهل تجيز أوامر الدفاع للحكومة مثل هذه التصرفات؟
- هل الحكومة تحت أمر الدفاع خالفت كثير من القوانين أو عطلتها. وهل ما سمي بالاقتراض من الضمان هو في حقيقته تم بوضع اليد أو ” الخاوة” بلغتنا المحكية، ما هي الضمانات والكفلاء الذين وفرتهم الحكومة للضمان وهل تم تحديد مدة للسداد وهل السداد بشكل أقساط أم كامل المبلغ، وهل هناك فوائد مترتبة على الحكومة أم قرض حسن وهل وهل وهل؟
- والسؤال الأخطر هل خالف الضمان قانونه بمنح الحكومة مثل هذا المبلغ.. إذا كانت نقابة المعلمين التي قدمت تبرعا لصندوق همة وطن تم تحويلهم للمحاكمة بدعوى مخالفة التعليمات وعدم الإختصاص فكيف بمن يوقع على منح مليار دينار ؟
- هل سنكتشف بعد الانتهاء من إعلان الطوارئ وأوامر الدفاع أن هناك مخالفات جسيمة اقترفتها الحكومات المتعاقبة منذ الإعلان عن حالة الطوارئ ؟
- هل ستفتح ملفات قد تكون مزعجة وموجعة ومفاجئة ؟
أسئلة تتوارد في الأذهان وتخشى الحصول على أية إجابة عنها لأن البوادر لا تبشّر بالتفاؤل .