صحيفة معاريف تنشر مقالاً للكاتب بن دافيد: نتنياهو بين بن غفير وإيران ورمضان يتزامن مع “قرابين نيسان”.. والأردن: “تغريدة الابن من رأي الأب”

7 يناير 2023
صحيفة معاريف تنشر مقالاً للكاتب بن دافيد: نتنياهو بين بن غفير وإيران ورمضان يتزامن مع “قرابين نيسان”.. والأردن: “تغريدة الابن من رأي الأب”

وطنا اليوم – نشرت معاريف لااسرائيلية مقالاص للكاتب الاسرائيلي ألون بن دافيد ، تحدث فيه بن دافيد عما يجري في الضفة الغربية واسرائيل وحول التصعيد الذي تقوم به حكومة اليمين الاسرائيلية بن دافيد قال في مقاله الذي رصدته وطنا اليوم بأن اسرائيل ستواجه معضلة مع العالم وخاصة من اقتراب شهر نيسان ، وقال بن دافيد في مقاله:

مثل أطفال نجحوا في سرقة مفاتيح السيارة، تندفع هذه الحكومة بسرعة 200 كيلومتر في الساعة. الأنباء الطيبة أنه في سرعة كهذه لن يستغرق وقتاً طويلاً حتى تصطدم بالحائط فتتحطم، وهكذا تصل إلى نهاية طريقها. الأنباء السيئة أننا كلنا نسافر في السيارة ذاتها.
زيارة وزير الأمن القومي بن غفير إلى الحرم جاءت كي يرى العرب من هو رب البيت هنا، أو بلغة برلمانية وفقاً للنائب تسفيكا بوجيل: أن يريهم من أين يبول بن غفير. لكن زيارته جعلت رئيس الوزراء نتنياهو يرى من هو رب البيت في هذه الحكومة، وأن بن غفير لا يبول على العرب فحسب؛ فنتنياهو هو الآخر لا ينبغي أن يتفاجأ من هذه الزيارة المتسرعة إلى الحرم. فمن عاش طوال حياته السياسية مشعلاً للنيران، ومن لم يدر شيئاً في حياته (باستثناء ملفات الاتهام بالإرهاب)، سيكون أول أمر يفعله هو أن يأخذ بزجاجة الإحراق (الحرم) ويلقي بها.
أؤمن عن حق وحقيق بأن بن غفير صادق في نيته لأن يعيد الحوكمة في النقب، ويقضي على الجريمة العربية، لكن على ما يبدو فهم هو الآخر بأنه لا احتمال لتحقيق ذلك في سنة، أو سنتين أو حتى ثلاث من الولاية. ما تبقى له هو العودة إلى الملعب الطبيعي، الذي اعتاد اللعب فيه – الاستفزاز. زيارته إلى الحرم لم تساهم في شيء لإسرائيل ولأمنها القومي، لكن الثمن الذي سندفعه عليها سيكون عالياً. ارتفعت شدة التحريض في السلطة الفلسطينية إلى الأعلى دفعة واحدة، والتجربة تفيد بأن هناك من يدفع هذا التحريض ليترجم إلى فعل.
لشدة الحظ، كان الصاروخ الوحيد الذي أطلق من غزة مساء الثلاثاء غير ناجع، ولم يجتز جدار الحدود. ومن حظنا أكثر أن في وزارة الدفاع وزير واثق بنفسه لا ينجر إلى رد فعل متسرع أيضاً. لكن موجات الصدى لهذه الزيارة الزائدة انتشرت بسرعة في المنطقة، ونتنياهو الذي أمل في بدء ولايته بإظهار علاقات طيبة مع دول المنطقة، سيضطر الآن إلى إجراء غسيله في البيت. من يحلم بتحقيق علاقات مع السعودية في هذه الولاية ملزم بمعرفة أن زيارات بن غفير إلى الحرم ستبقي أحلامه في الجارور.
يائير يهدد الأردن
من بين جملة التنديدات التي تعرضنا لها، ينبغي أن ننظر بخاصة إلى تلك التي تأتي من الأردن. ليس سراً أن الملك الأردني يشتبه بنتنياهو كمن عقد مؤامرة، مع ولي العهد السعودي والرئيس الأمريكي السابق للإطاحة به. قبل سنة ونصف نشرت “واشنطن بوست” بأن الرئيس دونالد ترامب وولي العهد محمد بن سلمان ونتنياهو اتحدوا معاً للتآمر على الملك الأردني عبد الله، الذي يصر على امتلاك مكانته في القدس والمسؤولية التي أعطيت له على الأماكن المقدسة في اتفاق السلام مع إسرائيل. وزعمت المنشورات بأن الثلاثة عملوا على أن يملّكوا أخاه بدلاً منه، الأمير حمزة. كما جاء في المنشورات أن رئيسَي الموساد و”الشاباك” الإسرائيليين اللذين زارا قصر الملك وسئلا عن القضية، أجابا بأن شيئاً ما “يجري من فوق رأسيهما”.
من الصعب أن نعرف ما إذا كانت شبهات الملك مسنودة، لكن القصر يتابع المنشورات الثابتة للابن المراهق في عائلة نتنياهو (ولا شك عندي أنهم يتابعون)، وأنهم يجدون تعزيزاً لقلقهم هناك. نتنياهو الشاب يغرد مؤخراً بتهديدات على المملكة الأردنية، ويذكر بأن إسرائيل تورد لهم الماء والكهرباء واستخدام مجالها الجوي. في عيون النظام الملكي: تغريدة الابن رأي الأب.
معضلة تقترب
حتى قبل أن يتمكن أعضاء الحكومة من الارتياح في كراسيهم الجديدة، تمكن دخول بن غفير إلى الحرم من دهورة العلاقات مع جيراننا، مع الشريكة الولايات المتحدة، ومع باقي العالم. هذا كفيل بأن يطغى على الخطة التي يرى فيها نتنياهو درة التاج في ولايته الحالية: الهجوم على إيران. الخيار العسكري الإسرائيلي حيال إيران يعتمد بقدر كبير على دعم أمريكي يجعله أكثر نجاعة وربما أيضاً يقلص ثمن رد الفعل من إيران ولبنان.
القدرة الإسرائيلية بحد ذاتها، لا تكفي كي توقف إيران؛ فسلاح الجو يعرف كيف يضرب منشآت النووي الإيرانية من فوق الأرض، أو تلك التي تحت الأرض قليلاً، لكن ليس منشأة مدفونة عميقاً داخل الصخر في فوردو. في الماضي تبين لنا بأن الهجمات الكبيرة، مثل التخريب الذي نسب للموساد في منشأة نطنز، وإن كانت ألحقت ضرراً شديداً، لكنها سرعت البرنامج النووي بدلاً من أن تبطئه.

وعليه، إسرائيل ملزمة بإسناد أمريكي لعملية كهذه. وإلى جانب ضرب منشآت النووي، يجب أن يأتي تهديد مصداق على بقاء النظام في طهران. خطوات رئيس الوزراء تجاه إيران سترتبط بخطوات بن غفير في الحرم. ويتعين عليه أن يختار الأهم. هذه المعضلة ستأتي قريباً، أو مثلما قال وزير الدفاع يوآف غالنت لأعضاء أركان قيادة المنطقة الوسطى هذا الأسبوع: “استعدوا. سيقع شيء ما سيئ قبل رمضان. هنا أو في غزة أو في الجبهتين”.
رمضان هذه السنة يتداخل مرة أخرى مع فصحنا. رفاق بن غفير من الجمعية من أجل الهيكل، يضغطون الآن للسماح لهم بتقديم القرابين في الحرم في الفصل القريب. كل هذا الخير في نيسان المقبل، قد نفتح دفتر اليوميات ونسجل.
بقلم: ألون بن دافيد
معاريف 6/1/2023