فوضى كورونا.. نقص الأدوية بالصين يفرغ صيدليات من الدول المحيطة

22 ديسمبر 2022
A delivery driver picks up medicine from a pharmacy as coronavirus disease (COVID-19) outbreaks continue in Beijing, December 7, 2022. REUTERS/Thomas Peter

وطنا اليوم:أدى الانتشار غير المسبوق لفيروس كورونا بالصين إلى تسجيل نقص كبير في الأدوية، يضطر معه الصينيون في مناطق بالبلاد إلى الوقوف في طوابير انتظار طويلة لشراء مسكنات الألم والتخفيف من أعراض العدوى.
ووصلت “حمى شراء الأدوية” إلى مناطق هونغ كونغ وماكاو وتايوان وأستراليا، التي تعرف صيدلياتها إقبالا كبيرا على علاجات كورونا، ما دفع السلطات الصحية إلى اتخاذ قرارات لتنظيم بيعها، بحسب شبكة “سي أن أن”.
وحث مسؤولو الصحة في هونغ كونغ، وهي منطقة إدارية خاصة بها نظام حكم منفصل عن البر الرئيسي الصيني، السكان على الامتناع عن تخزين الأدوية، مطالبين بـ”عدم المبالغة في التصرف”.
وسجلت صيدليات هونغ كونغ نقصا كبير في كميات أدوية تقليل الحمى ومسكنات الألم والصداع، بالإضافة إلى أدوية علاج السعال والإنفلونزا.
وكشف أحد باعة الأدوية لـ”سي أن أن”، أن النقص الحاصل، يرجع أساسا إلى أن الكثيرين يشترون العلاجات بكميات كبيرة لإرسالها إلى أصدقائهم وأقاربهم في البر الرئيسي بالصين.
وتابع أنه عندما سيتمكن من الحصول على بعض الإمدادات، سيكون قادرا أيضا على تمكين عملائه القدامى في الصين، بالرغم من أن العملية معقدة وتستغرق وقتا طويلا.
وفي ماكاو، أمرت هيئة تنظيم الأدوية الأسبوع الماضي، عددا من الصيدليات بالحد من شراء مسكنات الألم وأدوية الحمى، وذلك بعدما اشتكى سكان من غياب هذه الأدوية، وفقا لصحيفة Exmoo News المحلية.
وتواجه الصين أسوأ انتشار لفيروس كورونا منذ بداية الجائحة، حيث وصف محللون من بنك الاستثمار نومورا، بأن الوضع في البلاد عبارة عن “فوضى”.
وأعلنت السلطات الصينية، الاثنين، عن تسجيل أول حالة وفاة بالفيروس، منذ تخفيفها القيود المفروضة على انتشار الوباء في 7 ديسمبر.
ولم يتم الإبلاغ إلا عن عدد قليل من الوفيات في الأيام الموالية، على الرغم من أن منشورات على وسائل التواصل الاجتماعي، تشير إلى زيادة الطلب على خدمات دور الدفن، بالإضافة إلى الطوابير الطويلة بمستشفيات البلاد.
ومع ثقل الخدمات الصحية، اعتمد الصينيون على أصدقائهم ومعارفهم، في جميع أنحاء العالم لتأمين إمدادات مواجهة عدوى فيروس كورونا.
وزار صحفي “سي ان ان”، عشرات الصيدليات في مناطق مختلفة عبر تايبيه، ليلة الثلاثاء، دون أن يتمكن من العثور على صندوق واحد من دواء بانادول.
في هذا السياق، قال موظف في متجر أدوية بوسط المدينة، إن الطلب ارتفع خلال الأسبوعين الماضيين.
وتابع: “لقد واجهنا دائما نقصا في الإمدادات من بانادول منذ تفشي الجائحة، لكن الوضع أصبح أكثر حدة”، مضيفا: “أخبرنا بعض العملاء أنهم يريدون إرسال الأدوية إلى أقاربهم وأصدقائهم في الصين، نظرا للوضع هناك”.
من جانبها، قالت الصيدلانية في منطقة شينيي في تايبيه آي لي تشن، إن صيدليتها تتوصل بطلبات كثيرة للحصول على حبوب دواء بانادول خلال الأيام الأخيرة.
وأضاف: “الكثيرون يرغبون في شرائها لإرسالها إلى أقاربهم في الصين، بينما يحتاجها آخرون ممن يخططون لزيارة الصين قريبا”.
وربطت الشبكة، بين هذا الإقبال الكبير على علاجات كورونا والنقص الحاصل في صيدليات بالولايات المتحدة وكندا، على مستوى مسكنات الألم الخاصة بالأطفال والتي يزداد الطلب عليها مع انتشار فيروسات الجهاز التنفسي.
وبأستراليا، التي تضم أيضا عددا كبيرا من أفراد الجالية الصينية، بدأ العديد من الصينيين في إرسال أدوية الحمى والإنفلونزا التي لا تستلزم وصفة طبية إلى أفراد أسرهم المتواجدين بالصين، وفق ما نقلته ABC News.
وتأتي الموجة الجديدة للإصابات، بعد أن بدأت الصين بداية الشهر الجاري، تخفيف نظام الإغلاقات والفحوصات الصارم المعروف باسم سياسة “صفر كوفيد”، وذلك بعد اندلاع احتجاجات على القيود التي قللت انتشار الفيروس لثلاثة أعوام، ولكن بتكلفة باهظة على المجتمع وعلى ثاني أكبر اقتصاد في العالم