ثورة ديسمبر .. دعوات تتصاعد للتظاهر والإضراب في إيران

5 ديسمبر 2022
ثورة ديسمبر .. دعوات تتصاعد للتظاهر والإضراب في إيران

وطنا اليوم:تتصاعد دعوات بإيران للمشاركة في مظاهرات وإضرابات تمت الدعوة لانطلاقها الإثنين ولمدة 3 أيام في عموم البلاد، تأكيدا على مواصلة الاحتجاجات التي أشعلتها وفاة الشابة الكردية مهسا أميني منتصف أيلول الماضي.
وامتلأ الفضاء الإلكتروني بالدعوة للاحتجاجات والإضرابات التي أطلقها ناشطو “ثورة طهران” و”شباب شوارع الثورة” في عموم إيران، وحملت هذه الدعوة شعار “ثورة ديسمبر”.
وقد حظيت هذه الدعوة الشبابية بتأييد عدد من الشخصيات السياسية والناشطين ومشاهير كرة القدم في إيران.
وقالت فاطمة سبهري، سجينة سياسية وموقّعة على بيان استقالة المرشد علي خامنئي، في رسالة من سجن وكيل آباد في مدينة مشهد شمال شرق إيران، إنها “تطلب من الإيرانيين المشاركة الواسعة في الاحتجاج والإضراب في 5 و6 و7 من ديسمبر/كانون الأول”.
وسخرت سبهري في رسالتها المقتضبة من قرار الحكومة الإيرانية تشكيل لجنة لتقصي الحقائق للتحقيق في “الجرائم” التي ارتكبت خلال الاحتجاجات.
بدوره، أعلن نجم كرة القدم الإيراني السابق علي دائي عن إغلاق متجره لبيع المجوهرات، دعماً للاحتجاجات والإضرابات، مضيفا في تدوينة عبر حسابه في انستغرام أن “متجر بيع المجوهرات سوف يغلق لمدة ثلاثة أيام”.

دعم رضا بهلوي
وأعلن رضا بهلوي، نجل شاه إيران الراحل، عشية هذه الاحتجاجات والإضرابات، دعمه للدعوة لمواصلة الاحتجاج والإضراب على مستوى البلاد خلال هذه الأيام.
وشكر الناس الذين “خلقوا ملحمة في الثمانين يوما الماضية بشجاعة ومثابرة في الشارع، وابتكار وتنوع في أساليب النضال”، وكتب: “ابقوا معاً، لاستعادة إيران”.

دعم علي كريمي
بدوره، دعا علي كريمي، لاعب كرة قدم إيراني معروف واكتسب الكثير من المشجعين بين الناس بسبب دعمه للمتظاهرين، لمواصلة الحركة الاحتجاجية في الأيام المقبلة، مؤكداً أنه “يدعم هذه الدعوة الشبابية لمواصلة الثورة”.

تشديدات أمنية
وفي سياق آخر، أفادت مصادر كردية بإرسال قوات أمنية للتعامل مع الاحتجاجات القادمة.
وقالت منظمة “هنجاو” الكردية، إن “قوات أمنية انتشرت بشكل واسع في مدن مهاباد وبوكان وسنندج وكرمنشاه”، مشيرة إلى أن “الناس تظاهروا مساء الأحد في تلك المدن وقاموا بإشعال الحرائق وإقامة حواجز على الطرق”.
وفي العاصمة طهران، بدأت الشعارات المناهضة للحكومة عند حلول الظلام.
وفي الوقت نفسه، أعلنت منظمة حقوق الإنسان الكردية عن شن “هجوم واسع للقوات الحكومية وحصار مدينة مرموري” بإقليم إيلام غرب إيران. وأشارت المنظمة وفق مصادر خاصة بها عن توقيف ما لا يقل عن 20 مواطناً في هذه العملية.

أحكام بالسجن
وفي ذات السياق، قضت “محكمة الثورة” في طهران، بالسجن لمدة 5 سنوات على المنتج الموسيقي “مهدي سوفالي”، الأحد، بعد مثوله أمام المحكمة الابتدائية بالفرع الخامس عشر للثورة وحظر من الأنشطة لمدة عامين.
ووجهت إليه تهمة “التواطؤ ضد الأمن القومي والدعاية ضد النظام”. وقد أنتج سوفالي الذي اعتقل خلال الانتفاضة التي عمت البلاد، ألبومين هما “باران توي” و”الطريق الراقص” لدعم الاحتجاجات.
كما أفادت شبكة حقوق الإنسان في كردستان، بأن “منيجة عزيزي، مصممة أزياء، محتجزة منذ 16 يومًا، ولا تزال عائلتها لا تعرف خبر اعتقالها واحتجازها على الرغم من المناشدات المتكررة للسلطات”.
فيما كشفت إدارة العلاقات العامة في هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمحافظة همدان غرب إيران، عن استدعاء مدير ومسؤول الأمن لسلسلة متاجر في هذه المحافظة بعد تقديم الخدمات إلى “زبائن بلا حجاب”.

رفض مشاركة المتظاهرين بلجنة التحقيق
بينما أعلن وزير الداخلية الإيراني، العميد أحمد وحيدي، رفض مشاركة وفد من المتظاهرين في لجنة تقصي الحقائق التي أعلنت وزارة الداخلية عن تشكيلها الأسبوع الماضي، للتحقيق في الاحتجاجات التي تشهدها البلاد.
وقال وحيدي في تصريحات صحفية إن “الأحزاب والتيارات السياسية ليس لها دور في هذه اللجنة”.
وأضاف: “يجب معرفة جذور هذا المشهد وعوامله المؤثرة والجهات الفاعلة فيه”، في إشارة للاحتجاجات، مبيناً أن “الجهات ذات العلاقة موجودة في هذه اللجنة (تقصي الحقائق الحكومية)”.
وأوضح وزير الداخلية الإيراني أن “المتظاهرين ليس لديهم في الواقع ممثل محدد، علاوة على ذلك واجهتنا أعمال شغب وليس احتجاجات، وهؤلاء المشاغبون لم يسمحوا لأي شخص لديه وجهة نظر معقولة بالتحدث، لذلك لا يمكن أن يكون للمحرضين ممثل محدد”.
وكان مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة وافق أواخر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، على تشكيل “لجنة دولية لتقصي الحقائق” للتعامل مع انتهاكات حقوق الإنسان في إيران، لكن الحكومة الإيرانية أعلنت أنها لن تتعاون مع هذه اللجنة