وطنا اليوم -.وعد مهرجان البحر الأحمر السينمائي السعودي بـ “صفر رقابة” بعد مشاركة فيلم عربي يناقش قضية خاصة بمجتمع الميم، على الرغم من إقامته في بلد يجرم المثلية الجنسية.
ويشارك الفيلم المغربي “القفطان الأزرق” في المهرجان السينمائي السعودي الذي انطلق، الخميس، للعام الثاني على التوالي.
وتدور أحداث الفيلم حول قصة خياط مغربي مثلي الجنس يتكتم على حياته الجنسية لمدة 25 سنة قبل أن يجبر على مواجهة حياته الجنسية عندما ينضم تلميذ ذكر إلى محله للتدرب على المهنة.
وينسب موقع مهرجان البحر الأحمر السينمائي الفضل إلى المخرجة مريم توزاني لتغطية “موضوع معقد بحساسية وشجاعة” مشيرا إلى “الطريق لمجتمع تزدهر فيه التقاليد والتسامح معا”.
وقالت صحيفة “الغارديان” إن السماح بمثل هذه الأفلام في مهرجان البحر الأحمر يخلق مفارقة، حيث يصبح فندق ريتز كارلتون بجدة فعليا معفيا مؤقتا من الممارسات السعودية المعادية للمثليين.
وقال الرئيس التنفيذي للمهرجان، محمد التركي، إن هناك “القليل من النفاق الغربي” عندما يتعلق الأمر بانتقاد إقامة مهرجان سينمائي في السعودية، مضيفا أنه كان متحمسا لاستضافة حدث في وطنه كان من الممكن أن يكون مستحيلا قبل بضع سنوات فقط.
وردا على سؤال من موقع أخبار صناعة السينما “ديدلاين” عن حقوق مجتمع الميم، قال التركي إن “المهرجان لديه سياسة رقابة صفرية … لا أعتقد أنه يمكنك إقامة مهرجان سينمائي دولي إذا كنت ستخضع للرقابة”.
كان من أكبر التحديات إقناع المهنيين السينمائيين والإعلاميين من خارج منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بالحضور وسط اتهامات بأن المملكة العربية السعودية تستخدم الثقافة للابتعاد عن انتهاكاتها لحقوق الإنسان، بحسب موقع “ديدلاين”.
ومن بين المشاركين، لوكا جوادانيينو، الذي أخرج فيلم “Call Me By Your Name” الحائز على جائزة الأوسكار، وهو فيلم يحكي قصة حب لشخصين مثليي الجنس من المؤكد أنها لن تتجاوز الرقابة السعودية.
قال مدير البرمجة الدولية في المهرجان، كليم أفتاب، إنه لا توجد قيود حكومية مفروضة على الأفلام التي يمكن اختيارها.
وفي حديثه إلى مجلة “سكرين إنترناشيونال”، قال أفتاب “إن النظر إلى المملكة العربية السعودية ككل واحد هو خطأ فادح – سيكون مثلي أن أقول إن كل شخص في إنكلترا هو بريطاني الأصل من ذوي البشرة البيضاء”.
وتابع: “انظر إلى أميركا اليوم، حيث تم قلب قضية رو ضد وايد. يمكن للأمور أن تعود إلى الوراء وإلى الأمام. كل مجتمع به عيوب”.
بعد خمس سنوات فقط من رفع النظام الملكي الخليجي حظرا دام عقودا على دور السينما، بدأت النسخة الثانية من مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي، الخميس، حيث يستمر لعشرة أيام من العروض.
ومن بين الضيوف الآخرين الممثلة والمخرجة اللبنانية نادين لبكي، بالإضافة إلى زملائها المخرجين جاي ريتشي، والفائز بجائزة الأوسكار سبايك لي. لكن المملكة تواجه مجددا اتهامات باستخدام مثل هذه المهرجانات الدولية أداة غسيل للسمعة.
واتهم نائب مدير قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في منظمة “هيومن رايتس ووتش”، مايكل بيغ، السلطات السعودية باستخدام “المهرجانات كأداة لغسيل السمعة بنفس الطريقة التي استخدموا بها الأحداث الرياضية والمشاهير لمحاولة تبييض صورتهم الرهيبة”، بحسب ما نقلت “الغارديان”.
كانت شارون ستون من بين النجوم الجذابة – وسط مجموعة كبيرة من الأسماء الكبيرة – في ليلة افتتاح المهرجان.
في اليوم التالي، شاركت الممثلة الأميركية الشهيرة في نقاش وصفت خلاله سبب حضورها للسعودية، على الرغم من الاعتراف بوجود مخاوف من المحيطين بها في الولايات المتحدة.
وقالت: “ما تعلمته هو أن ما يقوله الجميع ليس دائما على ما هو عليه الواقع”، بسحب موقع “ذا هوليوود ريبورتر”.
في حديثها من بلد كانت فيه قضية حقوق المرأة مصدرا رئيسيا للنقد، ولكنها شهدت تحولات سريعة خلال السنوات الأخيرة، ألقت ستون أيضا خطابا شديد الحماسة حول تمكين المرأة.
وقالت: “النساء لسن هنا فقط من أجل خدمة الرجال. الرجال هنا أيضا لخدمة النساء. وإذا لم نكن على قدم المساواة، فإننا بذلك لا نحترم الخالق”.
وأضافت وسط تصفيق من الجمهور – ومعظمهم من السعوديين – “نحن هنا لنخدم الخير والإنسانية”.