حتى يكون الأردن بخير

29 نوفمبر 2022
حتى يكون الأردن بخير

الدكتور نعيم الملكاوي 

 

نعم ليس امامنا خيارٌ اخر إلا أن نعمل و نجد و نجتهد ونتكاتف لتحقيق مشروع الدولة السامي ، فهناك الكثير من مفاصل الدولة وجب العمل على تعزيزها و تقويتها ، وأن نبتعد عن الأسلوب القديم الممجوج ” نعم سيدي كل شي بخير  ”  ولنكون صادقين مع القائد والشعب و في الأصل أن نكون صادقين مع أنفسنا حتى يبقى الأردن بخير .

شاهدنا لقاء جلالة الملك مع مجلس الوزراء و ما سمعناه كان صادماً وامراً يدعو الى القلق و التساؤل المغلف بالخوف حيث لم يبقى منه إلا أن يسميكم بأسمائكم التي آثر الاحتفاظ  بها لنفسه و كانت صراحته  جلية كسطوع شمس تموز مبنية على معلومات قائد صادق معكم و مع الشعب واليكم بعض منها  : 

    •  بشكل عام بدنا نركز بالتحديد على الجانب السياسي ، الاقتصادي و الإداري وهذا هو مشروع الدولة …
    • وليس مقبولا التراخي في تنفيذه وسيتم تقييم كل وزير و كل وزارة على أدائها …
    • جزء من التحديات التي نواجها هو عملية التواصل مع المواطن و لازم نكون صادقين مع المواطن كيف سيتم حل المشاكل حتى يشعر المواطن انه جزء من التشارك بين السلطات الحكومية والشارع.
    • وأيضا التنسيق بيننا وبين الاعلام ” لأنه انتو ما بتشتغلوا بجدية مع الاعلام ” خوفي ان نعطي مجال للأخبار الكاذبة على السوشيال ميديا .
  • وخلينا نعرف هل التأخير أسبابه ” سوء التفاهم او الكسل ” في أداء الوزراء و الوزارات ، واللي مش قادر يتحمل المسؤولية خلينا نكون صريحين مع بعض اذا واحد او اثنين مش قادر بلاش يخرب على البقية .

المراقب للوضع يقف عاجزاً عن تقييم الموقف وغير قادر على فهم و ادراك الاحداث و مجريات الساعة فما بالكم في المواطن البسيط، هل تريدون سماع كلام أقسى من هذا الكلام … 

الذي نفهمه هنا انكم لا تعملون بجدية و تجاهلتم مشروع الدولة، ومنكم من يتراخى ويتكاسل في أداء مهامه واصبح هناك فجوة اصطنعتموها بين السلطة التنفيذية و المواطن ، هذا إذا احسنا النوايا و لم نذهب ابعد من ذلك .

إعلامكم غائب ولم يقم بواجبة ولهذا تتخاطف المواطن وسائل الاعلام المشبوهة و الموجهة وكل هذا يجعل الأردن ليس بخير  .

فغياب أركان الدولة عن الشارع و الإختباء خلف الكراسي وفي المكاتب المغلقة و خلف موائد اللئام وعدم ممارسة السيادة الكاملة و المطلقة على مفاصل الدولة وضبط إيقاع مجريات الاحداث و تصرفات اللاعبين في توجيهها لمصلحة الوطن و إعطاء المصالح الشخصية فرصة الاستراحة ليأخذ الوطن نفساً عميقا من نيركم ، وما انتشار مجموعات الاسترزاق على الهبات والمغلفات و الأقلام الملونة الا بيان واضح و صريح على عدم احكام السيطرة و ضبط الإيقاع وعدم العمل بجدية في أداء مهامكم .

وفي ضل غياب الاعلام الرسمي القوي، الواضح، الصريح والاهم من ذلك الصادق يبقى العموم في حيرة المشهد وضياع البوصلة ويفتح الطريق للأخرين للاستهانة بالدولة واختطاف بعضاً من شخصياتها واستغلالهم وعندها لن يكون الأردن بخير.

 ثم استكمالاً للصورة هل الناطق الرسمي باسم حكومة من ضمن مهامه النطق بأحاسيس و مشاعر الملك ليقول للناس أنه غاضب أو غير غاضب ؟ ام ربما أسّر الملك له بالقول الصريح الذي لا مراء فيه أنه ليس غاضبًا إن حصل ذلك فليقل لنا و سنصمت عن هذا الأمر !!!! و هل التعمية و عدم أخذ هذا اللقاء حقه بالإعلام و التعاطي  أمر متقصد حتى لا تتكشف مزيداً العورات و يطول عمر حكومة ليست إلا سلسلة من حكومات ملكها و شعبها في وادٍ و هي في وادٍ آخر لا يعنيها إلا حفظ مكانها و مكانتها ، متناسية أن من يجئ بها هو الملك و من أجل شعب ، و ليس تكريما لشخوصها و حرصاً على نيلهم تقاعد اخر في لحظة ما ، و هنا لا بد من الإشارة اليقينية لمن يتولى النطق بأحاسيس الغير و ليس لكلامهم أن الشعب كان يريد ملكًا غاضباً فعلاً و هذا ما لمسناه و هذا ما يثلج صدورنا و يردم جزء من هوة صنعتها إخفاقات حكومية متتالية .

نعم سيدي سأكون أول من يقول لكم كل ما تفضلتم به صحيح ونحن المواطن نعيشه و نراه من كافة السلطات ونحن قلقون ويتملكنا الخوف من القادم على أردننا لأنه بسببهم ليس بخير .