المهندس بلال الحفناوي/ استشاري ومتخصص بمجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والتحول الرقمي
بالإضافة لما تم توضيحه بالمقالين السابقين عن تقنية التسلل شبه الآلية ونظام الحكم المساعد بالفيديو، فإن الفيفا قامت بتطوير تطبيق مميز للاعبين App FIFA Player ، وهو يستخدم لأول مرة في هذا المونديال وقد تم تصميمه بناءً على مدخلات من لاعبين محترفين ، وبالتعاون مع النقابة الدولية للاعبي كرة القدم المحترفين FIFPRO وهي الممثل العالمي للاعبي كرة القدم المحترفين.
حيث سيتمكن اللاعبون في كأس العالم 2022 في قطر ولأول مرة من التعرف على أدائهم على أرض الملعب من خلال تطبيق FIFA Player، وسيوفر التطبيق الفرصة لكل لاعب الوصول إلى بيانات أداءه الفردي وبشكل تفصيلي بعد فترة وجيزة من كل مباراة وسوف تشمل البيانات التي تم جمعها ما يلي:
◀️ مقاييس بيانات كرة القدم المحسّنة ((Enhanced football data metrics والتي يتم حسابها باستخدام بيانات الأحداث المحسّنة التي تم التقاطها من قبل فريق من محللي أداء كرة القدم المدربين تدريباً عالياً ومدمجة مع بيانات التتبع (والتي تم توضيحها سابقا بعدد 29 نقطة تتبع لكل لاعب يتم تجميعها 50 مرة بالثانية). حيث تتضمن الأمثلة ما إذا كان اللاعب قد قدم عرضًا أو تحركًا لاستلام الكرة، وما إذا كان توزيع الكرة قد كسر خطوط الخصم، والضغط الذي مارسه اللاعب على الخصم الذي استحوذ على الكرة.
◀️ مقاييس الأداء البدني (Physical performance metrics) وهذه يتم جمعها من خلال نظام تتبع عالي الدقة داخل الملعب، يتكون من عدة كاميرات موجودة حول الملعب لتحقيق أقصى تغطية للاعبين، حيث تشمل المقاييس المختلفة مثل المسافة المقطوعة والسرعات المختلفة للاعب والسرعة القصوى، ويتم عرض كل تلك البيانات على خرائط حرارية توضح كافة التفاصيل لأداء اللاعب.
◀️ مقاييس ذكاء كرة القدم المحسّنة ((Enhanced Football Intelligence metrics وهي مقاييس أنشأها فريق تحليل وإحصاءات أداء كرة القدم في الفيفا من خلال تطوير سلسلة من الخوارزميات والنماذج التي تعمل مباشرة لدمج الأحداث وبيانات التتبع. حيث توفر المقاييس الجديدة طرقًا مبتكرة ومثيرة لتحليل اللعبة باستخدام الذكاء الاصطناعي، بما في ذلك مرحلة اللعب، وأحداث كسر الخطوط للخصم، ومواقع الاستلام، والضغط على اللاعب الذي يمتلك الكرة.
ومن الجدير بالذكر انه تتم مزامنة هذه البيانات مع لقطات المباراة لتمكين اللاعبين من مشاهدة جميع اللحظات الرئيسية لأدائهم بالتفصيل، باستخدام الزوايا المختلفة للكاميرات، وبالإضافة إلى ذلك، ستتاح صور الحركات المتعددة التي تم التقاطها خلال اللحظات المهمة من كل مباراة في كأس العالم فيفا 2022 لكل لاعب على حدة.
ومن حيث اختبار هذه التقنية، فانه تم تجربة تطبيق FIFA Player بنجاح مع لاعبين من فرق مختلفة في كأس العالم لكرة القدم 2021 وتم تقديمه للفرق المشاركة في كأس العالم فيفا 2022 خلال ورشة عمل الفيفا الأخيرة في الدوحة في تموز 2022.
أما التقنية الأخيرة التي سنتحدث عنها فهي تقنية خط المرمى (GOAL-LINE TECHNOLOGY)، وتعتبر هذه التقنية وسيلة لتحديد ما إذا كانت الكرة بأكملها قد عبرت خط المرمى، ولا تزال هذه التقنية عنصرًا أساسيًا في عالم كرة القدم منذ أن تم تطبيقها لأول مرة في عام 2014.
ومن حيث مبدأ العمل فإن هذه التقنية تعطي إشارة واضحة إلى ما إذا كانت الكرة قد تجاوزت الخط بالكامل، وستعمل هذه المعلومات على مساعدة الحكم في اتخاذ قراره النهائي، حيث يتم إرسال المعلومات للحكم آليا في غضون ثانية واحدة مما يضمن استجابة فورية من الحكم، حيث يتم تلقي الإشارة من هذه التقنية عبر ساعات يد يلبسها حكام المباراة فقط.
يستخدم نظام تقنية خط المرمى 14 كاميرا عالية السرعة مثبتة على ممر الملعب/ تحت السقف، كما يتم استخدام البيانات من هذه الكاميرات لإنشاء رسوم متحركة ثلاثية الأبعاد لتصور القرار للجماهير المتابعين على التلفاز وعلى الشاشات العملاقة داخل الاستاد.
وتعود بدايات التفكير في هذه التقنية إلى 10 سنوات، حيث قرر مجلس الاتحاد الدولي لكرة القدم (IFAB) في 5 يوليو 2012 أن الاستخدام المحتمل لتكنولوجيا خط المرمى يجب أن يتم تنفيذه في قوانين اللعبة وأن إجراءات الاعتماد يجب أن تتحكم في جودة أنظمة تكنولوجيا خط المرمى.
ومن الجدير بالذكر انه يتم اختبار جميع ملاعب المنافسة من قبل معاهد اختبار مستقلة قبل بدء البطولة، وعلاوة على ذلك، يقوم الحكم بفحص النظام قبل بدء كل مباراة لمعرفة ما إذا كان قيد التشغيل وتمت معايرته بشكل صحيح.
وخلاصة القول ان مونديال قطر 2022 كان من سماته المميزة استخدام التقنيات الحديثة مثل انترنت الأشياء والذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة في عدة مجالات منها كرة القدم المتصلة وتتبع أداء اللاعبين وتقنيات الحكم المساعد وتقنية خط المرمى مما ساهم برفع الأداء تماشيا مع رؤية فيفا 2020 – 2023 التي يتوخى منها رئيس الاتحاد الدولي استغلال التطور التكنولوجي لتسريع وتيرة النهوض بكرة القدم وأيضا تماشيا مع رؤية قطر بعمل نسخة ناجحة ومميزة من كاس العالم لأول مرة في دولة عربية.