وطنا اليوم – خاص- انطلق التزاحم النيابي على المايكروفونات لاعلان الترشح لمنصب نائب رئيس مجلس النواب لدرجة اختلط على المراقبين الذين اعتبروا ان جميع النواب او جُل النواب قد ترشحوا لمنصب نائب الرئيس ، في خطوة يبدو انها محسوبة وتم هندستها لاظهار حالة حراك ديموقراطي او إنتخابي تحت القبة، بعد أن حُسم او طُبخ منصب رئيس مجلس النواب باكراً قبل افتتاح الدورة العادية لمجلس النواب من خلال اعلان النائب احمد الصفدي ترشح لمنصب الرئيس ومبايعته من منزل القطب البرلماني عبدالكريم الدغمي.
فيما ظهر عدد من النواب المحسوبين او الذين يوصفون بانهم محسوبين على التيار المحافظ والكلاسيكي ضد ترشيح الصفدي، حيث عقد النائب فراس العجارمة مؤتمرا صحفيا يمكن وصفه باعتباره مناكفة محسوبة الابعاد ضد ترشيح الصفدي، كما اعلن النائب يحيى عبيدات ترشيح نفسه لموقع منصة مجلس النواب وكذلك احدى العضوات من السيدات اعضاء البرلمان والمرشحون الثلاثة يعلمون مسبقا بان فرصتهم غير متاحة خصوصا وانهم نواب مستجدون في النسخة الاخيرة من البرنامج.
وهو أمر يبدو انه أغضب بعض النواب أو لم يلتقطوه في جوهره وعمقه وعلى اساس ان الدغمي المشرع الابرز في التجربة البرلمانية يدعم ترشيح الصفدي الذي اعلن اصلا قبل خمسة ايام عن ترشيحه لنفسه خلفا للدغمي من منزل الاخير في خطوة توافقية برلمانيا لم تحصل من قبل.
هذه النمطية النيابية يمكن اعتبارها شغب برلماني لن يتجاوز الميكروفانات في الوقت الذي تم الانتهاء من وضع اللمسات الاخيرة والمكياجات لمنصب رئيس مجلس النواب، فيما لايمكن وصف كل هذه الشغب من قبل بعض النواب الطامحين لمنصب الرئيس الا محاولة انتزاع تنازلات على الاقل في المستقبل القريب من قبل الرئيس الجديد نفسه والذي على مايبدو قد حسم امرهم بعد مباركة شرعية حصل عليها من قبل القطب البرلماني الدغمي وتيار عريض يتبع لتوجهات الدغمي.
ثمة حراك نيابي نشط رصد من قبل وطنا اليوم نهاية الأسبوع الذي كان مشبع بالاتصالات من كل الاطراف لاعادة ترتيب اوراق المجلس ، اجتماعات واتصالات وصفت بانها مكوكية واستمعت وطنا اليوم لحديث بعض النواب الذين يصرون على الدخول بدورة نيابية عادية هادئة بعيده عن ضجج وصخب الشغب النيابي في محاولة لفتح ملفات كانت ومازالت بحاجة للحسم، في اجواء وانطباع عام لمسته وطنا اليوم، يشير الى ان توافق الاغلبية قد يتم الاعلان عنه تحت القبة في افتتاح الدورة العادية في مؤشر واضح ان الصفدي حسم امره وحزم امتعته للصعود لمنصة الرئيس يوم 13 من الشهر الجاري، وان مايحدث من مناكفات لن تتعدى المايكروفونات ولن تتعدى ايضاً حالة الاستعراض الاعلامي، في ظل غياب الاستقطاب وفقدان القدرة على التحشيد من قبل التيار الكلاسيكي، فيما تلك الثنائية بين الصفدي والدغمي لافتة جدا للأنظار، وإن كان المشهد سيترتب بصورة مختلفة بعد ضربة المعلم التي صدرت من منزل الدغمي.