لماذا تتعرض قطر الشقيقة إلى هذه الحملة الشرسة وهي على أبواب إنطلاق منافسات نهائيات كأس العالم …؟

4 نوفمبر 2022
لماذا تتعرض قطر الشقيقة إلى هذه الحملة الشرسة وهي على أبواب إنطلاق منافسات نهائيات كأس العالم …؟

المحامي الدولي فيصل الخزاعي الفريحات
أن إهتمام الدول بالرياضة يعود إلى تاريخ قديم ، وخلال تاريخها المعاصر ، تَطوّرتْ البلاد أكثر فأكثر مِنْ التركيبة البدوية إلى التركيبة الحضرية ، وأصبح مواطنوها تدريجياً أغنياء بدرجة أكبر ، ودام ذلك حتى عام 1971 عندما أستقلت قطر الشقيقة عن بريطانيا ، ومُنْذ ذلك التأريخِ فصاعداً تطورت في هذه الدولة مختلف جوانب الحياة ، ومنها الرياضة ، والتربية الرياضية ، واللياقة البدنية. وتَلْعبُ قطر حالياً دوراً بارزاً وفعّالاً في مجالات الرياضة ، وتستثمر الرياضةَ كوسيلة لتَحسين صيَاْغَة العلاقات بين الدول ، وتقوية الصداقات مع دول العالم ، وقد أبدتْ قطر رغبتها بشكل واضح وفعّال لجميع دول العالمِ ، وكرّستْ ضمن أجندتها العامة حالةَ من الإنفتاح والتطلع إلى تحسين العلاقات بين الأممِ عبر الرياضة ، وقد تمخض عن إهتمام دولة قطر بالرياضة حصولها على فرصة تنظيم كأس العالم ، حيث تم إختيارها في عام 2010 لهذه الفعالية الدولية لدورتها عام 2022 ، وكان ذلك من أحد أهم الأيام التي أحتفل فيها القطريين بهذا الخبر السعيد ، كما كان يوماً سعيداً جدا لشعوب منطقة الخليج العربي ولكافة بلدان الشرق الاوسط وشمال أفريقيا ، حيث أنه فخر لعموم المنطقة أن يتم تنظيم هذه الفعالية في بلد عربي مسلم متحضر ، مثل قطر الشقيقة والغالية على قلبي ، له نظرة مستقبلية إيجابية ، يتطلع دائما إلى إبراز الجانب الإيجابي به متزينا بأجمل مظاهره ، وقد شهدنا هذا الإحساس بالفخر من خلال مداخلات كثير من المواطنين القطريين والخليجيين والعرب في وسائل الإتصال الإجتماعي والمواقع الإخبارية والمحطات الفضائيه ، معبرين عن سعادتهم ووقوفهم مع دولة قطر ، وتبقى الحقيقة تقول بأن دولة قطر الشقيقة ذلك البلد العربي المسلم هو اليوم يتعرض لحملة شرسة وغير مسبوقة لم يتعرض لها أي بلد مضيف لكأس العالم منذ أن كانت قد فازت قطر بإستضافة البطولة ، تحدث هذه الحملة الشرسة والدولة والشعب منشغلين بالتحضير لأستضافة هذا الحدث التاريخي الهام لأنه يشكل أحد أهم مشاريع الدولة القطرية ، ألا وهو كأس العالم ، ويبقى يظهر الإهتمام العالمي بهذه المناسبة وبالبلد المضيف دولة قطر الشقيقة نظراً لأهمية هذا الحدث الرياضي الذي يعد مناسبة إنسانية كبرى ، ويبقى ملفت للإنتباه هو أنه منذ أن نالت قطر الشقيقة شرف إستضافة كأس العالم وهي تتعرض إلى حملة غير مسبوقة لم يتعرض لها أي بلد مضيف ، وهو ما قد جعل قطر تتعامل مع هذا الأمر في البدايةً بحسن نية ، حيث إعتبرت أن بعض النقد إيجابي ومفيد ، وسيساعدها على تطوير جوانب لديها تحتاج إلى تطوير ، لكن هذه الحملة ظلت تتواصل وتتسع ، لكن مع هذا كله فإن قطر الشقيقة مقتنعة بأن إستضافة كأس العالم تجمع بين عناصر عدة من مكونات المصداقية والقدرة على التأثير الإيجابي ، وذلك بقبول التحدي وإدماجه ضمن مشاريعها وخطط التنمية ، وأيضًا على مستوى القدرات الإقتصادية والأمنية والإدارية واللوجستية ، وعلى مستوى الإنفتاح الحضاري والثقافي ، وأنها بإختصار مناسبة تظهر فيها من هي دولة قطر ليس فقط من ناحية قوة إقتصادها ومؤسساتها ، بل أيضاً على مستوى هويتنا الحضارية ( العربية ) ، كما تعتبر هذا إمتحان كبير لدولة بحجم قطر ، التي تثير إعجاب العالم أجمع بما حققته وتحققه ، خاصة وأنها كانت قد قبلت هذا التحدي إيماناً بقدرتها على التصدي للمهمة وإنجاحها ، وإدراكًا منها لأهمية إستضافة حدث كبير بحجم كأس العالم في الوطن العربي ، وتعيش قطر الشقيقة اليوم مرحلة أشبه بورشة عمل من التحضير والتجهيز لهذا الحدث الرياضي الكبير ، وقد إنخرط فيها كل القطريين وحتى المقيمين على أرضها ، وقد وضعت دول شقيقة وصديقة مشكورة إمكانياتها تحت تصرفها ، ويواصل الأشقاء القطريون اليوم العمل كل من موقعه لرفع إسم بلدهم عاليًا ، ويفتحون أذرعهم للترحيب بالجميع حتى يشهد العالم ضيافة القطريين وكرمهم ، وكانت قد تعرضت قطر لأنتقادات بسبب معاملتها للعمال المهاجرين وبسبب قوانينها المناهضة للمثلية الجنسية ، وأرسلت منظمة العفو الدولية رسالة مفتوحة ، وقعت عليها بالأشتراك مع منظمات أخرى لحقوق الإنسان ، إلى الإتحاد الدولي لكرة القدم تطالب بتخصيص 440 مليون دولار على الأقل لتعويض العمال المهاجرين الذين شاركوا في بناء ملاعب كأس العالم ، وها هو من جديد مونديال قطر 2022 في مرمى النيران والأنتقادات بعد قرار العاصمة الفرنسية باريس منع عرض مباريات المونديال قبل شهر ونصف من موعد إنطلاقها ، ما أثار الجدل عبر مواقع التواصل الاجتماعي ما بين رافضين لهذا القرار متهمين فرنسا تسييس كأس العالم من جهة ، وآخرين إعتبروا أن القرار يهدف إلى ترشيد إستهلاك الطاقة في المقام الأول في وقت تعاني فيه أوروبا من أزمة في الطاقة جراء الحرب الروسية – الأوكرانية ، ويأتي هذا الجدل في الوقت الذي أطلق فيه مغردون حملة تحت إسم ( أظهر إحترامك ) تدعو جميع الزائرين لحضور كأس العالم إلى إحترام العادات والتقاليد والثقافة القطرية ، ما أثار ضجة عبر مواقع التواصل الإجتماعي ، ومنذ شهور والجدل لا يتوقف حول مونديال قطر 2022 ، ومع بدء العد التنازلي لبدء البطولة ، أعلنت العاصمة الفرنسية باريس إنضمامها إلى عدة مدن قررت الإمتناع عن عرض المباريات التي تنطلق الشهر المقبل ، على شاشات عملاقة أو تخصيص أماكن للمشجعين ، وبرر روؤساء بلديات المدن الفرنسية قرارهم بملف حقوق الإنسان في قطر وسوء معاملة العمال وما يشاع عن وفاة أعداد كبيرة من العاملين في بناء منشآت المونديال القطري وملاعبه الثمانية ، فضلا عن توفير الطاقة ، كما أن باريس ليست الوحيدة التي منعت نقل المباريات في الساحات العامة ، فقد سارت على خطى مدن فرنسية عدة مثل مرسيليا وبوردو ونانت وريمس أو ستراسبورغ وليل وروديه ألتي إتخذت قراراً مماثلاً بشأن الحدث الذي تنظمه دولة قطرالشقيقة ، وهنا أقول ومن موقعي كأردني وعربي حمى الله قطر وقيادتها الحكيمة وشعبها العظيم وألف ألف مبروووك لهذا الإنجاز التاريخي .