وطنا اليوم:توالت الإدانات الغربية لقرار روسيا تعليق اتفاق تصدير الحبوب من الموانئ الأوكرانية ردا على هجوم استهدف أسطولها في القرم، وقال الرئيس الأميركي جو بايدن إن القرار “شائن” ويؤدي إلى زيادة المجاعة، على حد تعبيره.
واستنكر بايدن موقف روسيا، قائلا “لا يوجد سبب للقيام بذلك. فهم يبحثون دائما عن أسباب ليقولوا إن ما أدى إلى فعلهم شيئا فظيعا هو أن الغرب دفعهم لذلك”.
وكذلك، قال البيت الأبيض إن روسيا تستخدم الغذاء سلاحا، وهو ما كرره أيضا وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن.
وقال بلينكن -في بيان- إن “أي إجراء من جانب روسيا لتعطيل هذه الصادرات المهمة من الحبوب هو في الواقع بيان مفاده أن على الناس والعائلات في جميع أنحاء العالم: إما أن يدفعوا المزيد مقابل الغذاء، أو يتضوروا جوعا”.
من جهته، حث الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الأمم المتحدة والقوى الغربية على الرد بقوة على القرار الروسي، داعيا إلى استبعاد روسيا من مجموعة العشرين.
صادرات معطلة
وذكر زيلينسكي -في كلمته المسائية عبر الفيديو أمس السبت- أن القرار الروسي يعطل حاليا تصدير أكثر من مليوني طن من الحبوب إلى نحو 7 ملايين إنسان في مختلف أنحاء العالم.
وقال إن “الجزائر ومصر واليمن وبنغلاديش وفيتنام.. هذه الدول وغيرها قد تعاني من تفاقم أزمة الغذاء التي تثيرها روسيا عمدا”.
وتساءل زيلينسكي “لماذا يمكن لحفنة من الناس في مكان ما داخل الكرملين أن يقرروا ما إذا كان سيكون هناك طعام على موائد الناس في مصر أو بنغلاديش؟”.
وقد أعلنت روسيا أمس السبت تعليق مشاركتها في الاتفاق الذي تم توقيعه برعاية الأمم المتحدة في إسطنبول يوم 22 يوليو/تموز الماضي لتصدير الحبوب من الموانئ الأوكرانية؛ ردا على هجوم أوكراني بالطائرات المسيرة على أسطولها في شبه جزيرة القرم.
وأبلغت روسيا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش -في رسالة- أنها ستعلق الاتفاق إلى أجل غير مسمى، لأنها لا تستطيع “ضمان سلامة السفن المدنية” التي تبحر بموجب هذا الاتفاق.
وقالت وزارة الدفاع الروسية إن القوات الأوكرانية استخدمت 16 طائرة مسيرة في هجومها على سفن من أسطول البحر الأسود في سيفاستوبول، أكبر مدينة في شبه جزيرة القرم، في الساعات الأولى من صباح السبت، وإن خبراء من القوات البحرية البريطانية ساعدوا في تنسيق هذا الهجوم “الإرهابي”.
روسيا تتهم بريطانيا
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية إن الخبراء العسكريين البريطانيين أداروا الهجوم من ميكولايف جنوبي أوكرانيا، مشيرا إلى أن الفريق البريطاني نفسه شارك في تخطيط وتنفيذ التفجير في أنابيب نورد ستريم للغاز.
وأعلنت الخارجية الروسية أنها تعمل مع الإدارات الروسية المختصة لاتخاذ خطوات عملية للرد على مشاركة هؤلاء الخبراء في الهجوم على سيفاستوبول.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا إن بلادها تعتزم لفت انتباه المجتمع الدولي إلى تورط بريطانيا في سلسلة من الهجمات “الإرهابية”.
وقد أعلن نائب المندوب الروسي في الأمم المتحدة أن موسكو طلبت عقد اجتماع لمجلس الأمن بعد الهجوم على أسطول البحر الأسود بميناء سيفاستوبول.
وردت وزارة الدفاع البريطانية على الاتهامات الروسية ببيان قالت فيه إن هذه “الرواية المبتكرة” ليست إلا تلفيقا للتغطية على تعامل موسكو مع الحرب في أوكرانيا، وفق تعبيرها