وزارة الثقافة “صناعة وإضافة للاقتصاد وطني”

25 أكتوبر 2022
وزارة الثقافة “صناعة وإضافة للاقتصاد وطني”

عبد الفتاح طوقان

على مر العصور شاهد الأردنيون تشكيلات حكومية تعدت المئه حكومة كانت وزارة الثقافة ترضية و توزيع المحاصصة بلا لون او طعم او مغزى، و زرت عديد من الوزراء في مكاتبهم و كان بعض منهم جل ما يفعله ، مثل من سبقه ،يحتسون القهوة و يقرآون صفحات النعي في جريدة الرآي للمشاركة في أداء واجبات العزاء، بل بعضهم اتي في مساومة مقابل عدم خوض الانتخابات النيابية لاجل مرشح من بلدته اصبح مسؤولا كبيرا فيما بعد و اتي به وزيرا، و اخر لمجرد انه نشر كتاب لمسؤول ، واخر لانه يقدم خدمات لمسؤول كبير ويرعى مصالحه و غيرها من الم الاختيارات و اوجاعها في جسد الوطن الذي اتي بوزير ثقافة عندما قيل له ان هناك مناسبة عالمية يشارك بها الأردن للفنان و الرسام الشهير ” بيكاسو” مؤسس المدرسة التكعيبية في الفن ، أجاب بانه سيكون اول مستقبلين الفنان في مطار الملكة علياء طوقان وهو الجهل نفسه حيث الوزير لا يعلم ان الفنان الاسباني الذي رسم ١١٧٠ لوحة هو أيضا نحات السيراميك و خبير ديكورات المسارح الذي عاش حياته في فرنسا ” بابلو دايجو جوزيه فرانسوا دي بولا نيبوموسينو ماريا دي لا ريميديوس سيبريان دي لا سانتياجو ترينداد رويز يو بيكاسو” المولود عام ١٨٨١ قد توفي في ٨/٤/١٩٧٣، و ماهذه الاختيارات الا طريق الالام و كان الخاسر الوحيد الوطن و المواطن الأردني.

لنتفق أن الثقافة ” الأردنية ” مغيبه أولا و بعيده عن تمكين الانسان الأردني من اكتساب المعرفة وادراك تاريخه ” الأردني” و تاريخه ” الملكي الهاشمي” الي الحد الذي قمع حرية الأردني في ممارسة الثقافة الوطنية الأردنية و فهمها .

اقصد أن وزارة الثقافة هي وزارة صناعة تدر الربح المادي و المعنوى و تساهم في بناء الأجيال عن طريق تطوير المؤسسات الثقافية و حماية و تعزيز التراث الثقافي الأردني و الاهتمام بالقدرات و بث كافة التراث الثقافي الأردني في اوصال الحياة التي تقطعت علي يد غير المؤهلين.

لابد من وجود استراتيجية و اهداف واضحة وفق معايير محددة لتمهد عبر خريطة ثقافية الوصول الي حراك ثقافي في مختلف المجالات بزخم و تنوع تتكامل فيه اراء الأجيال و تفرز ابداع الأردن الحقيقية تساهم في بناء منظومة الشباب درع الأردن المتين . وزارة الثقافة لا يجب ان تستمر ضمن وزارات الترضية و لكنها وزارة ذات دور تفعيلي من اجل تقديم الأردن المبدع المتميز، و تتعدى “الترضية” الي صناعه متكاملة تقدم المنتج الحقيقي وتوفر الإمكانات لترسيخ الأثر الأردني الذي يعكس استثمار الانسان الأردني ومنها نشر الروايات والكتب، صناعه الموسيقي، الفن، المسرح ، السينما، تنمية الموهوبين، رعاية المبدعين، نشر و تعزيز قوة الأردن ومكانتها وتحقيق تفوقها ووضعها علي الخريطة العالمية للثقافة و الفنون.

ان “الثقافة و المعرفة ” مصدر قوة إيجابية في المجتمع الأردني، ومن احد مهام وزارة الثقافة ان تساهم في ادراك المواطن الأردني لتراثه الحضاري، و تؤمن لكل مواطن حرية ممارسة الثقافة من فنون و مسرح و غناء وشعر و تلفزيون و سينما و غيرها حتي تصبح قوة أساسية و قيمة صناعية إضافية لاقتصاد الأردن إقليميا و دوليا .

وزارة الثقافة ليست اكمال لحصص التوزيع أيا كانت اوصافه لملء شاغر في كراسي الحكومة ، هي تعبير حقيقي عن حق الارتقاء بشكل مميز بكل أنواع الثقافة لاجل رفعة الوطن الأردني.

في النهاية الوطن بحاجة الي نقلة نوعية في الفكر والثقافة لخلق مجتمع اكثر وعيا و إدراكا لأهمية الثقافة الوطنية واحداث التغيير المطلوب باعتبار الثقافة و الفكر تتكامل في المجتمعات وتقضي على الوضع الثقافي المؤرق الساكن وتحقق اهداف الوطن المرجوة و تحافظ علي الهوية الثقافية الأردنية في غدا افضل.