بقلم: د. محمود المساد
هذا ما يجتاح العالم مؤخرا، وخاصة دول العالم الثالث، وقد يكون ذلك نوعا من الاستعمار بثوبه الجديد، حيث يبدأ نخر الفيروس، وعمله الشاذ، وفعله الشيطاني بتوجيه من الشيطان الأب داخل الحدود، أو من خارجها في المؤسّسات، وقادتها، فيرفع التافه ويقرّبه، ويبعد العالم الخبير ويهمّشه، كما حدث معه بالضبط حينما رفعوه وقرّبوه: لتتحول المؤسّسات إلى مزارع خرِبة وخاوية فتسقط الدولة، وتبدأ الاستغاثه، ولات من مجيب لها، حيث تؤول إلى الهاوية .
وليعلم الجميع، وخاصة التافهين أن وضع الحمار في اسطبل للخيل لا يجعل منه فرسًا، ولو غمروه بالذهب، وأحاطوه بالأترج، تماما كمثل الجبان إذا ارتدى زيّ الإسكندر، فمع أول صيحة سيكون طليعة الفرار، ومقدمهم ، وأحسن من قال: ”إذا ظهر الحمار بزيّ خيل تكشّف أمره عند النهيق”!!، فلا تغتروا بنوع القماش، أو بحرير الفِراش، أو برصيد المصارف، أو بمعدن المعالف، فجُلّ أولئك خدمتهم صُدفة لعينة ما، أو ضربة حظ سمينة، فأصبحوا في مقدمة الناس، ولسوء الطالع غدت المجالس تفتح لهم ، وصار الناس يتناقلون أقوالهم البلهاء على أنها فتوحات عظيمة .
لن أبالغ إن قلت: إننا نشهد ذلك، ونعيشه في كل قطاع، وفي كل شارع، ولا يسرّني ذلك، بل يؤلمني واقع الحال، فهذا هو الوطن الذي يسترنا ويحمينا، وهو ترابنا الأخير. نعم، فالذي يفتك به حفنة مجرمة، ولكن ليس بأيدنا إلا أن نكتب لمن يقرأ ويدرك ……. ولعلّ الله فاعلٌ ذلك.