قرابين رخيصة ( لمن يقرأ )

8 أكتوبر 2022
قرابين رخيصة ( لمن يقرأ )

بقلم : سهل الزواهره

وضع الحمار في اسطبل للخيل لا يجعل منه خيلًا و لو حدوه بالذهب و لو خلطوه باليحموم و الأبجر ، تماما إذا ارتدى الجبان زي الإسكندر فمع أول صيحة سيكون طليعة الفرار و مقدمهم ، و أحسن من قال” إذا ظهر الحمار بزي خيل تكشف أمره عند النهيق”، فلا تغتروا بنوع القماش أو حرير الفِراش أو رصيد المصارف أو معدن المعالف، فجُل أولئك خدَمتهم صُدفة لعينة أو ضربة حظ سمينة فأصبحوا في مقدمة الناس و تفتح لهم المجالس و يتناقل الناس أقوالهم البلهاء على أنها فتوح عظيمة ، فكل طلاء يبقى طلاء و لو صبغ الدنيا و بمجرد محك حقيقي ستراه يتساقط كما أوراق خريف مضى و مضت معه أوهام خلود بخس بُني على ركام جيل من الأجساد التي كانت تتوق لفرصة تظهر فيها و تُبدي ما تملك من إشعاعات تعود خيرًا عليها و على بلادها.
كثيرة هي الأصوات المرتفعة و المتشعبة آثارها و بصماتها و لا بأس إذا كانت آثارًا في صخر أو بصمات على ماء فالردىء ردىء مهما بلغ من الكثرة ، و الناس لا ترى ما في الجبل من ذهب بل تراه هو لحجمه و لا ملامة ، و لا يهم كذلك إذا كان الغالب كذبًا أو صدقًا سفهًا أو قيمةً “فما كل سوداء ثمرة و لا كل بيضاء شحمة” ، و من الحرص أن نرى الأمور كما هي و لكن من الحكمة أن نرى ما خلفها “فإذا ركلك حمار فلا تركله” و اذا تدانىء نكرة و تحدى الخلق طالبًا منهم شرب بحر فهل من داعي أن يترفع عنه آخر طالبًا منه فقط تلقف ضرع أتان لعله يصيب من لبنها سكنًا لنفسه التي لم تعتد إلا دور المطية !!!
أسِّرة الحيرة المهتزة لا يمكن أن تكون بيئة مثالية لقيام مجتمع حصين و لا بلد أمين ، لا بد من ثبات و نظر و حسن تقدير و تدبير و أول طلائع ذلك تطهير مراكز التأثير من أولئك القوارض التي لا تنفك تقظم لحوم و عظام البلاد بأجرٍ بخس حُبًا بالعبث و مداراة لشذوذ تمكن من عروقهم و عقول أرباب نعمهم المسروقة من دم أهل الملح و التراب .
لا براءة لصامت و لا عذر لنائم هائم في ملكوت الخضوع و التبرير ، فالحق لا تتوه فيه النفس السوية و الزلل لا يهضمه إلا خائن أو متخاذل و لا يجلس على مآدب اللئام و يحوم حولها إلا لئيم رقيع أو خادم وضيع ارتضى ألا يرد ربيب و لو سقط الف وطن و مهلهل.
كثيرة هي العواصف و العواطف المتضاربة و التي تضيع فيها القيم و المبادىء،و شر نهاية هي تلك التي تكون فداء لظلم أو ترغيبًا بفكرةٍ ممسوخة غُلِّفت و سوِّقت على بُسطاء العامة فجعلتهم درجًا ليصعده أخس الخلق ، إياك عزيزي الإنسان أن تموت قربانًا رخيصًا لمُستبد أو أسيرا لفكرة زينها فرخ شيطان ذات تاريخ ….