وطنا اليوم_محمد ملكاوي_ تمكن الشاب جميل أحمد دعامسة من محافظة اربد لواء الرمثا وبإصراره المتواصل بأن يكون نموذجاً للشاب الأردني الطموح وتحويل تحدي الظروف والواقع إلى قصة إنجاز ونجاح بعد أن تخرج ك فني أشعة من كليه نسيبة عام 2003 وانتظر فرصته بالوظيفة لمدة سنة كاملة، بعدها توجه للإمارات بدون عقد عمل في مغامرة لا يملك سوى الامل منها .
الدعامسه حصل على فرصة عمل في مستشفى خاص لمدة 8 أشهر براتب 3000 درهم -أقل من 600 دينار- لا تكاد تكفي لأي متطلب من متطلبات الحياة الكريمة هناك ، و في هذه الفترة اكتشف الدعامسه ان الطلب في الخليج كان أكثر على شهادات البكالوريوس ، ليعود من جديد الى الاردن ويحصل على مقعد بجامعة العلوم والتكنولوجيا “تجسير” .
وخلال هذه الفتره التحق الدعامسه بوظيفة في وزارة الصحه براتب 180 دينار ، وعمل في الوزاره لغايه عام 2008، بعدها حصل على عقد عمل في مستشفى زايد العسكري ، روح التحدي و الحماس دفع الدعامسه الى السفر مباشرة دون تردد، رغم الغلاء وارتفاع الاسعار انذاك في دولة الإمارات حيث كان عام 2008 من اشد فترات الغلاء وارتفاع السلع ومتطلبات المعيشة وكان ابرزها السكن.
بعد ثلاث اشهر من العمل مارس فيها الدعامسه عمله ك فني اشعة عام، قرر القسم افتتاح قسم Intervention Radiology
حيث تم اختياره ليكون احد الفنيين المشغلين للفترة الأولى ولذي تحتوي على زملاء له من كافه الجنسيات.
في تلك الفترة تم اختيار الدعامسة من قبل طبيب القسطرة وهو مواطن إماراتي بأن يكون دائم معه ضمن غريقه الطبي، وقدم له الكثير من الدعم والخبرة ،وارساله في دورات لأكثر من مكان حول العالم ، خلال”4″ سنوات تمكن الدعامسة من تطوير نفسه ورفع دخله الشهري الى “1600”درهم وكانت (بكج) تضمن سكن وتعليم وكافة احتياجته، رغم ذلك كان شبح الغلاء وارتفاع الاسعار ما زال يقف عائق في وجه الدعامسة ، لكن هذا لم يمنع الدعامسة من السعي خلف الهدف الرئيسي وهو إتقان المهنة والتعلم قدر المستطاع.
في تلك الفتره تقدم الدعامسة الى وزارة الاصحة الإماراتية للحصول على ترخيص ليكون :
“Senior Intervention Radiology technologist”
وبعد عناء سنة ونصف تمت الموافقه وكان الشاب الوحيد في الدولة الذي حصل عليها ،و في عام 2014 تم اختيار الدعامسة ليكون أحد المشغلين في مستشفى كليفلاند كلينك ابو ظبي حيث كان العربي الوحيد في القسم من أصل 38 فني وممرض في القسم جميعهم من اصول اوروبية .
طموحاته ورغبته جعلت منه محط اهتمام الجميع حيث استطاع الدعامسة العمل مع أكبر الأسماء واشهرها في العالم ومن جميع التخصصات، ومنها القامة العلمية في قسطرة الدماغ في العالم البروفسور ورئيس الجامعه الامريكيه في لبنان حاليا الدكتور ميشيل معوض والذي اختاره ليكون المسؤول الأول عن قسم قسطرة الدماغ ومركز الجلطات الدماغية .
الدعامسة لم يكن الاردني الوحيد في المستشفى و وكان هناك أسماء أخرى اردنية تزين جميع أقسام الاشعة في المستشفى وفي مستشفيات دولة الإمارات الشقيقة .
واليوم الدعامسة يروي قصة كفاح ونجاح ليكون مثلآ اردنيآ اصيل يحتذى به ويوجه رسالة الى الشعب الاردني يقول فيها :
انا فخور جدا بكوني فني اشعة.. أردنيّ !! أمثل الأردن في دولة عربية شقيقة أقل ما يقال عنها إذا كانت الاردن امي فالامارات العربية هي أبي وأعمامي.
في النهايه لي رجاء من جميع فني الاشعة وطلابها .. لا تستنقصوا من قيمتنا، و السر يكمن في العمل الجاد صدقوني هو سر قصة النجاح في نهاية المطاف. .. اعلموا أيها الزميلات و الزملاء أن من يؤمن بنفسه سيستطيع الوصول إلى أبعد من الطموحات. …
وفقكم الله جميعا اخوة و أخوات وزملاء و زميلات وأصدقاء
أخوكم
جميل دعامسة
أبو ظبي.