تفاصيل اعتقال احد ابرز قادة “داعش”… اختبأ في حي “علماني” في إسطنبول وتخفى بشعر مستعار واستخدم هاتفا صينيا

10 سبتمبر 2022
تفاصيل اعتقال احد ابرز قادة “داعش”… اختبأ في حي “علماني” في إسطنبول وتخفى بشعر مستعار واستخدم هاتفا صينيا

 

وطنا اليوم – تتوالى التصريحات والتسريبات حول تفاصيل إعلان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اعتقال القيادي البارز في تنظيم “الدولة”، بشار خطاب غزال الصميدعي، الذي ما زالت تتضارب التكهنات حول ما إن كان هو بالفعل الزعيم الأول للتنظيم الذي عين عقب اغتيال عبد الله قرداش الذي خلف أبو بكر البغدادي.

 

وبحسب ما أعلن أردوغان، الخميس، فقد تم اعتقال قيادي بارز في تنظيم “الدولة” يدعى “بشار خطاب غزال الصميدعي”، الذي قال إنه يحمل اسما حركيا هو “أبو زيد/ أستاذ زيد”. ووصف أردوغان الموقوف بأنه “من أبرز القياديين المهمين في صفوف تنظيم داعش الإرهابي”.

 

تخفى في حي “علماني”

بحسب ما أكدت وكالة الأناضول التركية، فإن الصميدعي اعتقل في حي “صاري يير” في إسطنبول، وهو الحي المطل على مضيق البوسفور وتسكنه طبقة من أثرياء تركيا معظمهم من ذوي التوجهات العلمانية في البلاد حيث يقود حزب الشعب الجمهوري العلماني بلدية المنطقة منذ عقود.

 

ويعتقد أن اختيار الصميدعي هذا الحي للاختباء به جاء في محاولة لتقليل الشبهات وإبعاد خطر كشفه، إذ تركزت طوال السنوات الماضية الاعتقالات ضد المشتبه بانتمائهم لتنظيم “الدولة” في تركيا في مناطق محافظة وأحياء ذات طابع ديني كحي الفاتح في إسطنبول ومنطقة إسنيورت، التي تسكنها أغلبية من الأجانب، بالإضافة إلى أحياء معينة في أنقرة وأضنة ومحافظات أخرى، ولم يسبق أن جرت عمليات في أحياء راقية مطلة على مضيق البوسفور كحي “صاري يير”.

 

كما كشفت مصادر تركية أن الصميدعي كان يتخفى عند تحركه في المنطقة عبر حلق لحيته وارتداء شعر مستعار ونظارات  حتى يصعب التعرف عليه، ونشرت صورة له يُعتقد أنه عثر عليها في هاتفه المحمول وهو حليق اللحية ويرتدي شعرا مستعارا.

 

وفي إحدى الصور التي نشرها الإعلام التركي ويعتقد أنها استخرجت من الهاتف المحمول الذي كان يستخدمه، تظهر علامات على الصورة تشير إلى أنه كان يستخدم هاتفا من طراز “شاومي” صيني الصنع، والتقط الصورة عبر تطبيق يتيح إجراء تعديلات عليها، إلا أنه يبقى من غير المؤكد ما إن كانت الصورة قد التقطت من هاتفه بالفعل أم لا.

فإن الاستخبارات التركية توصلت لمعلومات تفيد بتسلل الصميدعي إلى تركيا، وإثر ذلك بدأت الفرق المعنية بالتحري من أجل تحديد مكانه، وبعد جهود دامت نحو 7 أشهر، تمكنت الفرق من تحديد منزل يعتقد أن الصميدعي يمكث فيه، في منطقة “صاري يير” في إسطنبول، وأشار التقرير إلى أنه كان يتواجد في المنزل بمفرده وكان يستخدم وثائق ثبوتية مزورة وكان على الدوام يغير شكله الخارجي.

وجاء في الموقع: “عقب تعقب المشتبه، تبين أنه الإرهابي المطلوب، وأنه يخرج إلى الشارع بعد تغيير مظهره، عبر حلق لحيته ووضعه شعرا مستعارا ونظارة، للتمويه.. وبعد الانتهاء من جهود التحري والتعقب، تم إلقاء القبض على الصميدعي، عبر عملية مشتركة لفرق المديرية العامة للأمن، ومديرية أمن إسطنبول، وجهاز الاستخبارات”.

والجمعة، أحيل الصميدعي إلى القصر العدلي بإسطنبول حيث نقل من مقر الأمن المركزي في حي الفاتح إلى قصر العدل الواقع في منطقة “شيشلي” بالمدينة، وسط إجراءات أمنية مشددة وبحضور عشرات وسائل الإعلام المحلية والدولية.

عقب اغتيال الزعيم الأبرز لتنظيم “الدولة” أبو بكر البغدادي عين عبد الله قرداش زعيماً للتنظيم قبل أن تنجح الولايات المتحدة في اغتياله بسوريا حيث أعلن التنظيم تولي أبو الحسن الهاشمي القرشي زعامته، وهو الاسم الحركي الذي لم تصدر أي تقارير تجزم بشخصيته الحقيقية. وبينما رجح مختصون في شؤون الجماعات الجهادية أن الصميدعي عراقي الجنسية هو “أبو الحسن الهاشمي القرشي” لم تؤكد المصادر التركية ذلك، لكنها أكدت أنه أحد القادة البارزين في الصفوف الأولى للتنظيم.

وفي وقت سابق، نقلت وكالة رويترز عن مسؤولين أمنيين عراقيين قولهما إن الاسم الحقيقي لزعيم التنظيم هو جمعة عوض البدري، وهو عراقي والشقيق الأكبر للبغدادي. وحتى الآن لم تتأكد هوية “أبو الحسن القرشي” سواء من جانب “داعش” أو جهات أخرى، وهل بالفعل هو جمعة البدري، الشقيق الأكبر للبغدادي، خاصة أن باحثين في شؤون الجماعات الجهادية رجحوا أن يكون الزعيم هو بشار الصميدعي.

وقال أردوغان في حوار مع صحافيين، الخميس، “تضمنت التقارير الدولية والتقرير الأمني للأمم المتحدة ​​معلومات تفيد بأن هذا الإرهابي كان أحد كبار القياديين في التنظيم الإرهابي، وتضمنت إفاداته خلال الاستجواب أنه تولى منصبا فيما يسمى القضاء ووزارة التربية والعدل داخل التنظيم”.

وأضاف الرئيس التركي “منذ زمن طويل جرت متابعة ارتباطاته في سوريا وإسطنبول، وتم الوصول إلى معلومات استخباراتية حول نيته دخول تركيا بطرق غير شرعية، وبفضل عملية ناجحة للأمن والاستخبارات تم إلقاء القبض عليه، حيث أوضح للأمن في إسطنبول أنه يحمل بطاقة شخصية مزورة وأجرى تغييرات على شكله”.

كما ورد اسم “بشار خطاب غزال الصميدعي” ضمن التقرير الثلاثين لمجلس الأمن الصادر في 11 يوليو/ تموز 2022 حول التنظيم، وجاء في التقرير “في 3 فبراير/ شباط الماضي، قتل زعيم داعش أمير محمد عبد الرحمن المولى الصلبي في عملية قادتها الولايات المتحدة في أطمة السورية بالقرب من الحدود التركية وفي 10 مارس/ آذار الماضي، اعترف التنظيم الإرهابي بوفاة الصلبي وأن أبو الحسن الهاشمي القرشي سيحل محله، وفي حين لم يتم تحديد هوية القرشي بعد، إلا أنه يعتقد أن هذا الشخص هو على الأرجح العراقي “بشار خطاب غزال الصميدعي”، الذي يعتبر أحد وجهاء العشائر العراقية.