حابس باشا والجامعة الاردنية وتحويل المساعدات العسكرية لانشاء جامعة

4 سبتمبر 2022
حابس باشا والجامعة الاردنية وتحويل المساعدات العسكرية لانشاء جامعة

بكر خازر المجالي

العيد الستون لجامعتنا الأردنية العريقة هو محطة نقف عندها لنتناول قصة التعليم العالي في الأردن وكيف نهض  بزمن قياسي ليصل الى مرتبة متقدمة في هذا المجال .
كان قد مضى على تأسيس الدولة الأردنية أربعون عاما ونحن بعد لم نفكر بتأسيس جامعة وطنية ، ولا ننكر ابدا ان هناك محاولات قد كانت لإنشاء جامعة في الأردن ، ولكن أن يأتي قرار تأسيس الجامعة والبدء فيه في الأردن من القوات المسلحة الأردنية فهذا أمر نتوقف عنده .
كيف كانت البداية ؟
ولماذا لا نستذكر البدايات والاصل في كل ذكرى ونفيها حقها ؟
ربما دوما نحتاج الى حقائق التاريخ القريب في الوفاء المعنوي لرجال أسهموا في إحداث تغيير ملموس على مستوى الوطن .
دائما عندما أذهب الى الجامعة الأردنية أو حتى أن أمر بجوارها أتذكر طرقاتها وأشجارها ومطاعمها حين كنت طالبا فيها ، وأتذكر رحلة التأسيس من يوم أن طلب القائد العام للقوات المسلحة الأردنية المشير حابس المجالي رحمة الله عليه من الوفد العسكري البريطاني الذي كان يفاوض في القيادة العامة حول كيفية توزيع المساعدات العسكرية السنوية البريطانية لتلك السنة في نهاية عام 1959 ، ليأتي الرد غير المتوقع من حابس باشا بأننا لا نريد سلاحا ولا تجهيزات عسكرية ، إنما نريد جامعة لأبنائنا المنتشرين في جامعات العالم ، وقف الوفد البريطاني مشدوها أمام هذا الطلب المفاجئ ، وسرعان ما عاد الى بلاده ليأتي وفد أكاديمي بريطاني من جامعات بريطانية عريقة الى الأردن ويشرع في إنشاء جامعة وطنية أردنية ، وكانت الجامعة بهمة الرجال ، وصدرت الإرادة الملكية السامية بالموافقة على قانونها في عهد حكومة الشهيد وصفي التل ، وتكون الجامعة الأردنية جامعة الرجال والشجاعة والاصالة ممهورة بتوقيع رجلين نادرين اجتمعت فيهما أصالة وطنية وعزة أردنية ، لتشق الجامعة طريقها وتؤدي مهامها في خدمة الأردن .
بعد ستين عاما لا زالت قباب بوابة الجامعة وساعتها تشكل معالم راسخة في الوجدان ، وقد جمع نشيدها البوابة والقلم والانسان ، ونرى انها سيل ثقافي غزير روافده من كل قرية وبادية اردنية ، وشكل عدد خريجيها نسبة ملموسة من عدد السكان ، وتستذكر الجامعة خريجين اصبحوا في مراكز متقدمة ليس محليا بل في المحيط العربي والإسلامي .
جامعة الرجال أسسها الرجال الذين من حقهم علينا في كل ذكرى ان نسدي الشكر والتقدير لهم ، وهذا جزء من تاريخ الجامعة الأصيل ليبقى الوطن له ذاكرة نختال نحن بها قبل أن ….؟؟؟