بوركَ الدمُ يا كرك

31 أغسطس 2022
بوركَ الدمُ يا كرك

محد داودية

وصف الملكُ الحسين في سيرته الذاتية العطرة «ليس سهلا أن تكون ملكا»، اغتيال هزاع المجالي بأنه «أسوأ اعتداء في تاريخ الأردن». (صفحة 183).

يوم الإثنين 29 آب 1960 اغتال الإرهاب الرسمي العربي رئيس وزرائنا هزاع المجالي بمتفجرات زرعت في مكتبه.

كان عملا إرهابيا خسيسا، وصفته اذاعة صوت العرب بأنه عمل بطولي، متوعدة بالمزيد من الاغتيالات !!

يقول الملك الحسين «كان هزاع المجالي رجلا عظيم الشجاعة، يؤمن بالحرية، وكان أحد أكثر الشخصيات شعبية في البلاد».

انفجرت الشحنة الأولى الساعة العاشرة والنصف صباحا فدمرت نصف مبنى الرئاسة وأودت بحياة هزاع المجالي. وانفجرت الثانية بعدها بأقل من 40 دقيقة، فتسببت في وقوع خسائر في الأرواح، زادت على ضحايا الانفجار الأول.

قطع قائد الجيش حابس المجالي الطريقَ على سيارة الملك الذي كان متوجها إلى موقع الانفجار، حائلا دون وقوع كارثة أخرى تتمثل في اغتيال الملك بالشحنة المتفجرة الثانية.

يقول الملك في الصفحة 186: «لقد خسرنا رئيسَ وزراءٍ عظيما، لقد نالوا من هزاع، ضربونا بقسوة اكثر من أي وقت آخر، لكنهم لن ينالوا من الأردن».

ويضيف: «بينت التحقيقات أن اثنين من موظفي مكتب رئيس الوزراء قد عبرا الحدود إلى سوريا، عندها تأكدت مما كنت أشك فيه».

جُرح في التفجيرين 41 أردنيا واستشهد 11 هم:

هزاع المجالي، زهاء الدين الحمود وكيل وزارة الخارجية، عاصم التاجي مدير السياحة، جمال عطوي المجالي شيخ مشايخ الكرك، جميل خليل المصاروة، أحمد محي الدين الصيرفي، أحمد حسن الرواشدة، مصطفى كايد الأحمد، ممدوح سعيد اسحاقات المرافق العسكري للرئيس والفتى صالح عارف إسماعيل.

في رثاء أستاذه ومعلمه هزاع، تنبأ وصفي باستشهاده قائلا: «المعركة ضد التهريج والتزوير لا بد لها ضحايا. من ضحاياها هزاع، وبجوز أنا أكون ضحية. المؤامرة التي قتلت هزاع ما أضعفتنا. وإللي بدها تقتلني ما بتضعفناش».

يرحم الله هزاع المجالي وقوافل الشهداء الذين حملوا الأردن العربي وبنوه وحموه، ليظل طليعة أمته في مواجهة التحديات الطبيعية والمختلقة التي لا تنقطع، و في الدفاع عن مقدساتها الإسلامية والمسيحية.