وطنا اليوم:تظهر الخرائط الجوية عبر نظام بدر المُطور في “طقس العرب” استمرار تأثر المملكة يومي الإثنين والثلاثاء بِكُتلة هوائية ذات درجات حرارة أقل من مُعدلاتها المُعتادة وذات رطوبة مُرتفعة، بحيث تكون الأجواء صيفية مُعتدلة في المُرتفعات الجبلية بينما تكون صيفية اعتيادية في مُختلف المناطق والمُدن الرئيسية بإذن الله، بينما تكون الأجواء حارة نسبياً في الأغوار والبحر الميت والعقبة.
ليس هذا فحسب، مع مغيب شمس يومي الإثنين والثلاثاء يُتوقع أن يتسارع إنخفاض درجات الحرارة بحيث تكون الأجواء في بادىء الأمر لطيفة بشكلٍ عام ولكنها سُرعان ما ستتحول مع ساعات الليل وحتى ساعات الصباح الباكر إلى مائلة للبرودة في العديد من المدن الأردنية بما فيها العاصمة عمّان، مع ارتفاع في نسب الرطوبة وظهور للسُحب المنخفضة شمال المملكة ونشاط في الرياح الغربية أحياناً.
وتصبح الأجواء حينها (أي بعد مُنتصف الليل) غير ملائمة للجلسات الخارجية بسبب إجتماع ظروف الأجواء المائلة للبرودة والرطوبة النسبية العالية كذلك الحال لنشاط الرياح الشمالية الغربية أحياناً. لذا ينصح “طقس العرب” بإرتداء معطف خفيف ليوائم برودة_الأجواء النسبية، إذ يُتوقع أن تنخفض درجات الحرارة إلى ما دون 23 مئوية مع ساعات الليل الأولى، وتبلغ 19-15 مئوية فجراً في المُرتفعات الجبلية العالية والسهول الشرقية.
لكن لن تدوم هذه الأجواء المُعتدلة طويلاً، حيثُ قال المُتنبئين الجويين في مركز “طقس العرب” أن درجات الحرارة ستبدأ رحلة ارتفاعها بشكلٍ واضح اعتباراً من نهاية الأسبوع الحالي، مع بقائها قريبة من مُعدلاتها العامة، على أن يبدأ التطرّف صعوداً بشكل أكبر مطلع الأسبوع القادم لتسود حينها أجواءٌ حارة في العاصمة والمدن الأردنية. ولا يُعرف من الآن إذا ما سيكون هذا الارتفاع يرتقي إلى مُسمى “موجة حارة” أم لا بمعنى ارتفاع درجات الحرارة بأكثر من خمس درجات مئوية عن مُعدلاتها الإعتيادية لمدة تزيد عن ثلاثة أيام مُتواصلة.
الى ذلك أعلن الراصد الفلكي عماد_مجاهد بمرصد وادي رم جبل أم الدامي، وزميل الجمعية الفلكية الملكية البريطانية، بدء طلوع نجم سهيل الشهير في سماء الجزيرة العربية وقريبا في بلاد الشام، والذي يبشر بانكسار حر الصيف وبداية سقوط الأمطار الرعدية في الجزيرة العربية.
وكان العرب منذ عصر الجاهلية ينتظرون ظهور نجم سهيل في الأفق الجنوبي الشرقي فجرا قبل شروق الشمس بقليل، وعند ظهوره يستبشرون بقدوم موعد سقوط أمطار أيلول المهمة وانكسار حر الصيف.
وقال مجاهد لوكالة الأنباء الأردنية (بترا) إن ظهور هذا النجم مرتبط بشكل كبير بتحديد موعد بداية سقوط المطر بعد فصل الصيف الحار عند ظهوره فجر يوم 24 آب تقريبا من كل عام.
وأشار إلى أن من الأمور التي زادت من شهرة نجم سهيل ظهوره وحيدا وبلون أبيض متلألئ في الأفق الجنوبي كألمع النجوم التي تظهر في تلك الناحية من السماء في هذه الفترة من السنة، لافتا إلى أن العرب أطلقت في الجاهلية عدة أسماء على سهيل مثل: الوزن، وسيم، لامع، النبيل، المجيد، من السهل الجارية، كما سمته ‘البشير اليماني’ أو ‘نجم اليمن’ و ‘سهيل اليماني’ وسبب نسبته إلى اليمن كونه يطلع من جهة الجنوب ويظهر مقابلاً للنجم القطبي الشمالي.
وقال إن العرب، باديهم وحاضرهم، كانوا يستبشرون بطلوع نجم سهيل الذي يختفي كمعظم نجوم السماء عن الأنظار فترة من السنة ثم يعود إلى الظهور مرة أخرى تبدأ في صبيحة الرابع والعشرين من آب من كل عام تقريبا، ثم يأخذ بالتقدم يوماً بعد يوم إلى أن يشاهد في وسط السماء عند منتصف الليل في نهاية كانون الأول، ومن ثم يظهر بعد غروب الشمس في الأفق الجنوبي الغربي مع نهاية آذار وبعدها يختفي تحت الأفق الجنوبي الغربي حتى يطلع من جديد في نهاية آب من كل عام.
وعن انكسار حدة حرارة الصيف في الجزيرة العربية بين الفلكي مجاهد أن طلوع نجم “سهيل” علامة على موعد نهاية أيام فصل الصيف الحارة في الجزيرة العربية وتراجع حدة حرارة الصيف تدريجياً، ويبدأ الجو بالاعتدال ليلاً، وفي فترة طلوع سهيل فانه يتوافق مع موعد تعرض مناطق واسعة من الجزيرة العربية والخليج العربي لحالة من عدم الاستقرار الجوي تؤدي إلى سقوط أمطار مفاجئة وغزيرة في بعض الأحيان تتشكل بسببها السيول الجارفة في الصحراء والأودية والمناطق المنخفضة.
وأضاف أن القبائل في البادية كانت تبتعد عن مجاري السيول والمناطق المنخفضة في فترة طلوع سهيل خوفا من هذه السيول، ومن هنا انتشر السجع العربي القائل” إن طلع سهيل لا تأمن السيل”.
و بين مجاهد انه بعد سهيل بـ 52 يوماً يدخل حساب ‘الوسم’ فإذا جاء فيها المطر فإنه يكون نافعاً بإذن الله للبر والبحر، أما في البر فأنواع كثيرة من النباتات لا تنبت إلا في مطر هذا الوقت، وكذلك تنبت ‘الكمأة’ أو ‘الفقع’.
و أوضح إن نجم سهيل ينقسم إلى 4 منازل تبدأ ‘بالطرفة’ ومدتها 13يوماً ويصبح الجو لطيفاً في الليل مع بقاء الحرارة في ساعات النهار، ثم ‘الجبهة’ وتمتد لمدة 13 يوماً وهي أول نجوم فصل الخريف ويبرد الليل ويتحسن الطقس نهاراً، تليها ‘الزبرة’ وهي الشعر الكثيف المحيط برأس الأسد وتستمر 13 يوماً وفيها تزداد برودة الليل إلى درجة ينصح بعدم النوم تحت أديم السماء، ثم ‘الصرفة’ وهي آخر نجوم ‘سهيل’ وتمتد 13 يوماً وسميت بذلك لانصراف الحر عند طلوعها.
وبين أن وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) اعتمدت على نجم سهيل كمرجعية في الملاحة الفضائية للمركبات التي خرجت من حدود المجموعة الشمسية باتجاه الفضاء المجري بين النجوم، حيث يمكن اعتماد المركبات الفضائية على موقع نجم سهيل في المجرة لتحديد ومعرفة مكان المجموعة الشمسية والمركبات نفسها أيضا داخل مجرة درب التبانة.
المملكة على موعد مع طلوع نجم سهيل وليلتان مائلتان للبُرودة
