وطنا اليوم:مع قرار اللجنة اللوائية “الإسرائيلية”، قبول مخطط وزارة البناء والإسكان لإقامة مستوطنة تضم 9 آلاف وحدة شمالي القدس المحتلة، تكون “إسرائيل” قد قضت على ما تبقى من “مطار القدس الدولي”.
وحتى العام 1967 (سقوط الضفة الغربية تحت الاحتلال الإسرائيلي)، كان “مطار القدس الدولي”، الميناء الجوي الوحيد في الضفة، قبل أن تضع إسرائيل يدها عليه، وتحوّله إلى مطار لرحلات داخلية قليلة، إلى أن أغلقته نهائيا عام 2000.
ويقول خليل التفكجي، مدير دائرة الخرائط في جمعية الدراسات العربية، إن “إسرائيل” تسعى لإقامة مستوطنة جديدة كليا، تقع في معظمها على أرض مطار القدس، أو ما يعرف محليا بـ”مطار قلنديا”.
ويضيف التفكجي لوكالة الأناضول: “المطار كان يستقبل الطائرات حتى الاحتلال الإسرائيلي عام 1967، ومن ثم استخدمته إسرائيل لرحلات داخلية، حتى إغلاقه نهائيا في العام 2000”.
وكانت هيئة البث “الإسرائيلية”، قالت الأحد الماضي، إن اللجنة اللوائية للتنظيم والبناء بالقدس، أقرت بأن خطة بناء 9 آلاف وحدة استيطانية في منطقة قلنديا، شمالي القدس، تستوفي المعايير المطلوبة للمصادقة.
وأشارت إلى أن دفع الخطة، يأتي قبيل تسلم إدارة الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن السلطة، أواخر يناير/كانون الثاني المقبل، والذي أعلن خلال دعايته الانتخابية معارضته للاستيطان وتمسكه بمبدأ “حل الدولتين”.
وكانت وزارة البناء والاسكان الإسرائيلية، قد تقدمت في فبراير/شباط الماضي، بالخطة، إلى اللجنة اللوائية من أجل المصادقة عليها.
ويشير التفكجي إلى أن المصادقة على المشروع، ما زالت “غير نهائية”.
ويقول بهذا الخصوص: “ينبغي أن تصادق اللجنة اللوائية “الإسرائيلية” بشكل نهائي على الخطة، ثم تنشرها للاعتراضات، ويلي ذلك نشر مناقصات البناء قبل الشروع الفعلي في إقامة المستوطنة”.
ويضيف: “يدور الحديث عن مستوطنة ضخمة، وهي جزء لا يتجزأ من مشروع القدس الكبرى، التي تعمل “إسرائيل” بلا كلل على ترسيخه على الأرض”.
وكان المطار قد أنشأ في العام 1920، قبل أن تبدأ سلطات الانتداب البريطاني استخدامه في العام 1924، إلى حين تم افتتاحه أمام الرحلات المنتظمة عام 1936.
وللمطار مدرج، وبرج مراقبة، وصالة استقبال للقادمين والمغادرين، ولكن منذ أن أغلقته السلطات الإسرائيلية عام 2000، تم إهماله بشكل كامل.
ويقول التفكجي إن المطار والأراضي التابعة له، تقع على أرض مساحتها 1200 دونم (الدونم ألف متر مربع)، مشيرا إلى أن مخطط المستوطنة الجديدة يقع على أرض مساحتها 900 دونم.
وبهذا الصدد، قالت منظمة “السلام الآن” الإسرائيلية، في تقرير اطلعت عليه الأناضول: “اعتبرت السلطات الإسرائيلية معظم مساحة المخطط أراضي دولة، وهذا يسمح لإسرائيل ببناء المستوطنة دون الحاجة إلى مصادرة الأراضي من أصحابها الفلسطينيين”.
واستدركت المنظمة: “في الوقت نفسه، لا يزال جزء كبير من الأرض يعتبر أرضًا خاصة”.
وأضافت: “كما تتضمن الخطة هدم عشرات الوحدات السكنية الفلسطينية، التي تم بناؤها في المنطقة دون تصاريح على مدار السنوات”.
ولفتت إلى أن “الخطة تقع في قلب سلسلة متواصلة فلسطينية حضرية تمتد من رام الله، عبر أحياء القدس الشرقية الفلسطينية، التي ضمتها إسرائيل في كفر عقب وقلنديا، إلى بيت حنينا وشعفاط، التي يقطنها مئات الآلاف من السكان الفلسطينيين”.
وكشفت “السلام الآن” عن أن المستوطنة “تهدف إلى دق إسفين وأن تصبح جيبًا إسرائيليًا من شأنه أن يمنع التطور الفلسطيني للمدينة المركزية، والأكثر أهمية في الدولة الفلسطينية المستقبلية، وهي منطقة القدس ورام الله وبيت لحم”.
وأوضحت أن “إنشاء مستوطنة تضم آلاف الوحدات السكنية، وهو ما يعني عشرات الآلاف من “الإسرائيليين”، سيجعل من الصعب على أي ترتيب قائم على حل الدولتين في المستقبل، لشعبين، بسبب عدم الاستمرارية (الجغرافية) الفلسطينية، والضرر الذي يلحق بإمكانيات العاصمة الفلسطينية في القدس الشرقية”.
وبهذا الصدد، يشدد التفكجي على أن “إنهاء مطار القدس، يعني أن “إسرائيل” تنهي أي فرصة لقيام عاصمة للدولة الفلسطينية في القدس الشرقية”.
ويحذر قائلا: “إقامة هذه المستوطنة، هو بمثابة فصل إسمنتي بين القدس ورام الله، بعد الجدار الذي أقامته إسرائيل في المنطقة”.
ويلفت التفكجي إلى أن الإعلان عن قرب المصادقة على المستوطنة، يتزامن مع إعلان وزيرة المواصلات الإسرائيلية الأحد الماضي، عن المصادقة على شق نفق أسفل حاجز قلنديا الإسرائيلي، شمالي القدس، ليربط المستوطنات في محيط رام الله والقدس مع الطريق المؤدي إلى مدينة “تل أبيب.”
وتقع إلى جانب المنطقة المنوي إقامة المستوطنة عليها، منطقة صناعية “إسرائيلية” كبيرة تدعى “عطاروت” أقيمت أيضا على أراض فلسطينية.