وطنا اليوم:رقم على حديدة بكذا مليون. عملة افتراضية” بآلاف الدنانير، حقيبة نسائية بالالاف هي الاخرى. وحذاء أيضا وأيضا. إن ما يقوم به الانسان المعاصر من تسليع “الأشياء” بوضع قيمة نقدية لها وبيعها، يعبث باقتصاد المجتمعات والدولة. إنها فقاعات يا سادة.
هو سلوك ليس حديث عهد – برغم تضخمه اليوم – فقد عرفت البشرية تسليع الاشياء والاحلام والمشاعر.
تلك ثقافة استهلاكية. أو قل: دين استهلاكي جديد.
“رقم” تحول إلى سلعة باهظة الثمن بعد أن حُفِر على حديدة/ وقيل للناس انه سلعة أغلى من الذهب. فصارت الحديدة بالملايين.
وقبل ذلك، وبعده، حولت البشرية الرياضات بأنواعها إلى دولار بعد أن عمدت إلى تسليعها.
المرأة قبل ذلك، والتعليم أيضا.
سابقا كانت “الجودة” معيار. والحاجة هي المسطرة. فلما تاهت البشرية ضاعت سلعتها.
أما الأكثر عجبا في أنواع سلع اليوم هو عندما سلّعت البشرية المعاصرة القيم الدنيا، كالغطرسة، كالكِبْرِيَاء، وباعتها لاشخاص في روحهم خيلاء، بانهم يملكون سلعة لا يملكها غيرهم، فطار سعرها.
قيل لهم أنكم تساوون ما تملكونه من مال وسلع وأشياء، وأن قيمتكم بسعر حذاء – مثلا – فصار الرأس يرتفع فوق وفوق وفوق من حذاء سعره باهظ.
انهم منتفخون: كل هذه المظاهر تعود لتمركز رأس المال عند بعض المال. يقول الخبير المالي محمد البشير.
“انهم منتفخون.. فأصبح التسابق على مثل هذه الاشتقاقات المالية. ومن تجليات ذلك “جاكيت” بعشرات الالف، أو حقيبة بكذا ألف.
كلها إفرازا لتمركز النقد والعملة والثروة بيد قلة في العالم، وتوزيع الثورة غير العادل لها. يقول البشير.
سألت البشير عما تعرف بـ “الفقاعات” التي انتجت الازمة العقارية الامريكية عام 2008م فقال: وهذه أيضا عندما جرى تحويل كثير من العقود العقارية إلى ورق.
أما من حيث العملات الافتراضية، فالبشير ينظر إلى المسألة بكونها “تمرد على النظام النقدي العالمي الذي تتحكم به البنوك المركزية في العالم، وخاصة امريكا.. لكن هذا لم يخرجها – العملات الافتراضية – من حضن قوى رأس المال في العالم، التي تحمل في داخلها تناقضها.
ما يجري تعزيز لنظام مالي واقتصادي يعيش في أزمة. يقول البشير: ربما تكون الحرب الروسية مدخلا لمعالجتها نحو نظام افضل وأكثر عدالة… ربما.