اين رجالات الدولة…؟

5 أغسطس 2022
اين رجالات الدولة…؟

قيس زيادين

مشهد خطير ما نراه في الاونه الاخيرة و اعتقد انه يجب ان يقرا بطريقة اوسع من مجرد خلاف على قانون.
قد يعتبرني البعض معارض او من عائلة تاريخيا كانت معارضة، و البعض وصل الى اننا كنا عدميين في بعض الاحيان و هذا غير صحيح،فمثلا لم اعطي ثقة يوما لحكومة لاعتراضي على طريقة تشكيلها من افراد و ليس لمصالح او ما شابه.

كلامي اعلاه ليس استعراضا او شعبويات بل مدخل لتسليط الضوء على ما يحصل في الاونه الاخيرة و اخرها قضية قانون الطفل، و كيفية تم تضليل و تجييش الراي العام ليس ضد القانون فحسب بل ضد الدولة. فبروز خطاب تخويني قاسي ضد “الدولة” خطير جدا خصوصا ان المواطنين غير المسيسين اقتنعوا و اليوم الخطر اصبح بمحاولة القضاء على الثقة او الانتماء بين المواطن و دولته و ليس حكومته و الفرق كبير.

نسينا ان الدولة و موظفيها اردنيون و اردنيات ابناء هذا الوطن ، ابناء عشائر و ابناء بوادي و مخيمات. قانون الطفل مر على عدة جهات منها مثلا دائرة قاضي القضاة، و حماية الاسرة، و منظمات و خبراء و قانونيون و ديوان التشريع و الراي حتى الان و بعدها نواب و اعيان. و هذه الموسسات مكونه من مواطنين اردنيين لا يعقل ان جميعهم متامرين على الوطن و شياطين و و دعاة الحاد و ماسونية و يريدون تفكيك الاسرة و تدميرها و كل الكلام المعيب الذي استعمل !!!!

البعض بدا يهاجم المؤيدين مثلا بعبارات اقسى، من اشخاص و احزاب و تيارات متناسين انهم لم يصيغوا القانون. القانون تمت صياغته من اردنيين و اردنيات يعملون في الدولة الاردنية!

المشهد الاوسع خطير و خطير جدا، ان تصل بنا الامور الى تخوين “دولة” ووطن لمجرد اختلافنا على قانون! هذه ليست معارضة ولا حتى دعوة للنزول الى الشارع او حراك او غيره، الاسلوب اخطر كثيرا و اعمق كثيرا ، هذا تدمير لثقة المواطن بدولته ( المكونة من اردنيات و اردنيين باكثر من جهه و موقع و موسسه) عن سبق اصرار و ترصد

سوالي ، اين رجالات الدولة الذين هم الان خارج عملهم الرسمي، علما ان بعضهم “تنغنغ” او استفاد و الان مختبىء و خائف؛ او حتى اكون منصف اين من خدم بصدق و امانه فالمتوقع منهم ( الذين خدموا بصدق و امانه و حريصون على الاردن) ان يتصدوا للخطاب المستعمل لا ان يدافعوا بالضرورة عن القانون لانه مصيبه اذا لم يقراو المشهد الاوسع.

اين انتم من هذا الخطاب و اللغة “التخوينية” ضد “الدولة”. التاريخ لا يذكر من يقف على الحياد حفاظا على شعبية مزيفة اساسها كان التضليل.
اين “المحسوبين ” و اين و اين و اين في معركة ان لم يوضع لها حد الان و ترسم بها قواعد الاشتباك للمستقبل ، سنكون في خطر.

اين انتم؟