بين شارع “داوننغ” والرابع الفرق بين حكومة جونسون والخصاونة…. وكيف فكك الإعلام البريطاني حكومة جونسون…؟

7 يوليو 2022
بين شارع “داوننغ” والرابع الفرق بين حكومة جونسون والخصاونة…. وكيف فكك الإعلام البريطاني حكومة جونسون…؟

وطنا اليوم – خاص – في مقارنة بسيطة بين كيفية تعاطي الصحف البريطانية مع الازمة التي تواجهها حكومة رئيس الوزراء بوريس جونسون وبين تعاطي الاعلام الأردني مع ما واجهه رئيس الوزراء بشر الخصاونة من أزمات نجد ان المشهد الإعلامي الأردني بحاجة الى وقفة طويلة خاصة في كيفية التعاطي مع مشاكل حكومية ترتقي لمستوى أزمات حيث تأخذ وطنا اليوم ملف تسرب غاز العقبة إنموذجا للقياس وهو اخر ازمة واجهت حكومة #الخصاونة حيث لم يتم رصد وسيلة إعلامية واحدة طالبت بإقالة الحكومة رغم وفاة 13 شخص في هذا الحادث الأليم، سبقها حوادث متعاقبة ترقى لمستوى الازمات تشير الى تخبط في المشهد الحكومي الأردني  .

بالمقابل الصحف البريطانية طالبت ليس فقط بإقالة جونسون وانما باعتزاله العمل السياسي وتداولت مواقع بريطانية ان الاعلام البريطاني هو من فكك حكومة بوريس جونسون .

وركّزت الصحف البريطانية اهتمامها  حسب ما رصدت وطنا اليوم على مصير رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، بعد سلسلة الاستقالات داخل حكومته.

نبدأ من صحيفة الإندبندنت التي علّقت على وضع حكومة بوريس جونسون بالقول إنها “قد بلغت خاتمة فوضوية”. بالمقابل لم تشير أي وسيلة اعلام اردنية الى الفوضى التي تعيشها حكومة الخصاونة .

وقالت الإندبندنت إن بوريس جونسون معروف بإطلاق شعاراته ذات الكلمات الثلاث، لكن عبارته الأخيرة، “كفى تعني كفى” – أي طفح الكيل – تحوّلت إلى كورال في أوساط أعضاء البرلمان من الحزب المحافظ، في الأيام الأخيرة. بالمقابل اطلق الخصاونة شعار القادم افضل وبعدها كانت الازمات تتوالى في مؤشر على ان القادم اسوء.

واستخدمت العبارة على نحو “مدمّر” في بيان استقالة الوزير ساجد جاويد، وفق ما ذكرت الصحيفة.

وأشارت الصحيفة إلى سحب العشرات من وزراء الحكومة ووزراء الدولة والمساعدين والنواب، حتى المؤيدين سابقا، دعمهم لبوريس جونسون. بالمقابل لم نشاهد نائب اردني واحد طالب بإقالة الحكومة او حتى طرح الثقة فيها .

وقالت الإندبندنت إنّ التصويت الجديد بحجب الثقة، “الذي سيخسره رئيس الوزراء بشكل شبه مؤكد” ، يجب ألا يتأخر طويلاً.

وأضافت أنه لا يوجد سبب وجيه للسماح لرئيس وزراء “جريح ومخادع، بالبقاء في السلطة لفترة أطول”.

وذكرت الصحيفة أن رئيس الوزراء بدا وكأنه يستبعد مناشدة الملكة لحل البرلمان مرة أخرى، وإجراء انتخابات مبكرة، ولكنها قالت إنّ “هناك سببا للخوف من أنه قد يحاول ذلك”.

ورأت الصحيفة أنه في مواجهة انهيار الحكومة من خلال معارضة عشرات الوزراء، على جونسون أن يعترف بأن اللعبة انتهت. وأنه لا يستطيع أن يقضي الصيف في التركيز على النمو الاقتصادي، مع نصف وزرائه وبدون قاعدة برلمانية. بالقابل الخصاونة لايزال متشبث بمقعد الرابع دون حتى تقديم اي اعتذار للشارع الاردني.

ننتقل إلى صحيفة الفايننشال تايمز، التي اعتبرت أن الأزمة التي تمرّ بها الحكومة البريطانية، تعني أنه “لا يمكن تأخير تغيير رئيس الوزراء بعد الآن”.

وقالت إن “كان هناك وقت تحتاج فيه بريطانيا إلى قيادة كفؤة وجديرة بالثقة، فهو الآن”.

وذكرت الصحيفة أن “التضخم سيبلغ نسبة 11 في المئة، وأنّ “الملايين قلقون بشأن قدرتهم على تغطية نفقاتهم. والاضطرابات العمالية آخذة في الانتشار، والجنيه الإسترليني ينزلق. وهناك حرب مستعرة في أوروبا”.

وتابعت فاينانشال تايمز في تعليقها على المأزق الحكومي بالقول: “ومع ذلك، فإن حكومة بوريس جونسون، الغارقة في الفضائح حول زعيمها، لم تتمكن منذ شهور من تحقيق سوى الانجراف والفوضى”، فيما الخصاونة لا يزال يصر على ان القادم افضل.

وقالت الصحيفة “عهد جونسون في طريقه إلى النهاية. كان من الأفضل للبلد أن ينتهي قبل شهور”.

وعدّدت الصحيفة ما اعتبرته انتهاكات من قبل جونسون، أو ما أثار انتقادات ضدّه مثل إقامة حفلات في مقرّ الحكومة خلال سريان تدابير الإغلاق بسبب فيروس كورونا.

وأشارت إلى أنه رغم ذلك، فقد أكدّ جونسون للبرلمان مرارًا وتكرارًا أنه لم ينتهك أي قواعد.

وقالت الفايننشال تايمز إن “الوضع المؤسف” الذي بلغته الحكومة حالياً، يعني أنه يجب عدم تأخر تغيير رئيس الوزراء.

وختمت بالقول إنّ “هذا هو المسار الصحيح لحزب المحافظين والحكومة. قبل كل شيء، هذا هو المسار الصحيح للبلد”.

هنا الوضع قمرا وربيع والوضع عال العال والحكومة في غاية الاسترخاء  وتلفها من كل الزوايا حالة من الرفاهية فلا خوف عليها ولا ما يحزنون؛ والاعلام في سبات عميق، والازالت حكومة الرابع تردد عبارة ” القادم افضل”، فيما بوريس جونسون يستجدي الاعلام والشارع معاً بعبارة ” كفى ارجوكم”.