د.ذوقان عبيدات
تتزايد الأدلة كل يوم على أن أصحاب السلطة يتمادون ويتعسفون ، ويزداد تعسفهم كلما فُفِدت بعض هيبتهم! لقد فقد كل صاحب سلطة بعضًا من هيبته: الوزير، المدير ، الشرطي، الأب، النائب…. الخ ، وبدلًا من تعويض هذا السلطة أو الهيبة إيجابيًا يلجأون إلى التعويض بالاستقواء على الجزء المتبقي المجبور على الخضوع لأصوات عالية! ما حدث في جلسة رسمية
لمحاسبة مدير الغذاء والدوام وليس الاستيضاح أو الاستفهام، تعرض المدير العام لأصوات تطالب بالمحاصصة وليس القانون! وقبل أن أتحدث، أنا أؤيد الضغط على أي مسؤول، فمعظم مسؤولي بلادنا يميلون إلى عدم المساواة والعدل في قراراتهم! ولكن “محاسبة” مدير عام الغذاء والدواء كشفت لي على الأقل عما يأتي:
١-إن المسؤول النزيه أشد تعرضًا للحملات والتشويه، حيث بدأت حملات إعلامية منظمة تنتقد سلوكه وتضطره للدفاع، وقد أحسست بظلم ما، طالما تعرضتُ له أنا سابقًا.
٢-إن التعيينات الرسمية تتم من قبل ديوان الخدمة وفق أصول لا أدري مدى وجاهتها! أما تعيينات “شراء الخدمة” فتتم حسب مستوى مهارات المتقدم أو المرشح للوظيفة! لا أنكر أبدًا أنّ كثيرًا من شراء الخدمة يتم وفق المزاج والتنفيع، ولكن لا يجوز أن
نطالب بالمحاصصة الإقليمية والمناطقية والمذهبية أو الجندرية!
٣-أحترم هدوء المدير العام وتهذيبه وثقته في النقاش، وأتمنى
أن يكون أي اجتماع وفق شروط الحوار لا وفق لا صوت يعلو على صوتي!
نعم شراء الخدمات مدخل لانحرافات خبرتها في عملي،
ويجب ضبطه، ولكننا لا نحاسب سوى غير الفاسدين!
تحية إلى مدير الغذاء والدوام
