وطنا اليوم:دعا رئيس مجلس الأعيان فيصل الفايز، الجمعة، في باكو إلى عقد مؤتمر لحركة عدم الانحياز لبحث تداعيات الأزمة الروسية الأوكرانية، ودعا رجال الأعمال الأذريين للاستفادة من البيئة الاستثمارية، الآمنة والجاذبة في الأردن.
وقال الفايز إن “الأزمة السورية أصبحت تشكل كارثة، وفشلت جهود الأمم المتحدة حتى اللحظة في حلها … للأسف أصبحت سوريا اليوم، مركزا للصراع بين الدول الكبرى ودول إقليمية، وبتنا نشهد عودة لقوى الإرهاب والتطرف في سوريا.
واستقبل رئيس وزراء أذربيجان علي أسدوف، الجمعة، في العاصمة الأذرية باكو، رئيس مجلس الأعيان فيصل الفايز، الذي يشارك في أعمال مؤتمر الشبكة البرلمانية لرؤساء البرلمانات لدول عدم الانحياز الذي بدأت أعماله الخميس.
وتناول اللقاء مجمل العلاقات الثنائية الأردنية الأذرية، وأهمية البناء عليها في مختلف المجالات، وخاصة السياسية والاقتصادية والاستثمارية، إضافة إلى تناول مختلف الأوضاع الراهنة في المنطقة.
وقال الفايز خلال اللقاء الذي حضره السفير الأردني في باكو سامي غوشة، إن العلاقات الأردنية الأذرية متميزة، وقائمة على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة للبلدين والشعبين، ويحرص على تعزيزها والبناء عليها جلالة الملك عبدالله الثاني، والرئيس إلهام علييف.
وتحدث الفايز عن اتصالات ولقاءات مستمرة بينهما هدفها تعزيز التعاون، وإدامة التنسيق والتشاور، بما يصبّ في مصلحة البلدين.
وتحدّث الفايز عن أهمية تفعيل الاتفاقيات الثنائية، وتبادل المنتجات والسلع، والخدمات، وإقامة الاستثمارات المشتركة والشراكات الاقتصادية.
ودعا الفايز رجال الأعمال الأذريين للاستفادة من البيئة الاستثمارية، الآمنة والجاذبة في الأردن، فالأردن ينتهج سياسة الانفتاح الاقتصادي، ويحمي المستثمرين”.
وأكد الفايز على أهمية تعاون البلدين لمواجهة تداعيات جائحة كورونا والأزمة الروسية الأوكرانية وتداعياتها على الأمن الغذائي العالمي.
ورأى الفايز أن المنطقة تعاني من صراعات سياسية خطيرة، أوجدت البيئات الخصبة لانتشار قوى الإرهاب والتطرف، وكان الأردن الأكثر تضررا بسببها، فهو يواجه اليوم تحديات اقتصادية وأمنية، بسبب استقباله لمئات آلاف اللاجئين السوريين، إضافة إلى تحدٍ آخر بدا أكثر خطورة يتمثل بقيام المليشيات الموالية لدول إقليمية في سوريا، بتهريب المخدرات والأسلحة إلى الأردن، وإلى دول الخليج العربي عبر الأردن بطريقة منظمة، مستغلة انسحاب القوات الروسية من المناطق الشمالية السورية الحدودية مع الأردن.
وأضاف أن “الأزمة السورية أصبحت تشكل كارثة، وفشلت جهود الأمم المتحدة حتى اللحظة في حلها … للأسف أصبحت سوريا اليوم، مركزا للصراع بين الدول الكبرى ودول إقليمية، وبتنا نشهد عودة لقوى الإرهاب والتطرف في سوريا.
وبشأن القضية الفلسطينية قال الفايز إن الشعب الفلسطيني يعاني من أطول احتلال في تاريخ البشرية، والجهود المبذولة لإنهاء الصراع العربي الإسرائيلي فشلت.
وأضاف أن الملك يؤكد باستمرار ألّا حل للقضية الفلسطينية، إلا وفق قرارات الشرعية الدولية وحل الدولتين، وأن أي حلول لا تمكّن الشعب الفلسطيني من حقوقه التاريخية في فلسطين، وحقه في إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، ذات السيادة والقابلة للحياة هي حلول عدمية وستعمل على تأجيج الصراع في المنطقة وتزيد من دوامة العنف.
وأكد الفايز على أهمية تفعيل الاتفاقيات الثنائية وتنسيق الجهود المشتركة لمواجهة تداعيات جائحة كورونا والأزمة الروسية الأوكرانية، مشيرا إلى ضرورة أن يكون لدول حركة عدم الانحياز دور فاعل لتجنب تداعيات هذه الأزمة والحفاظ على مصالحها خاصة والعالم يشهد سياسة المحاور.
وأعرب رئيس الوزراء الأذري عن تقديره لدور الأردن الكبير، في خدمة اللاجئين السوريين، وللدور الكبير الذي يقوم به الملك من أجل عودة الأمن والاستقرار في المنطقة.
وتحدث عن حرص أذربيجان على بناء علاقات قوية مع الأردن في مختلف المجالات وذلك بحكم علاقات الصداقة القوية التي تربط البلدين.
وأشار أسدوف إلى اعتزاز بلاده بالمستوى الرفيع، الذي وصلت إليه العلاقات الثنائية، في مختلف المجالات، والتعاون بشأن مختلف القضايا المتعلقة بمنطقة الشرق الأوسط، خاصة المتعلقة بعملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وضرورة حل القضية الفلسطينية، على أساس قرارات الشرعية الدولية، وحل الدولتين، والأزمة السورية.
وأشاد أسدوف بالدور الكبير الذي يقوم به الأردن في رعاية اللاجئين السوريين.
وأشار إلى أن أذربيجان وانطلاقا من علاقاتها القوية مع الأردن ستقيم العام المقبل احتفالا بمناسبة مرور 30 عاما على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، وقدم رئيس الوزراء الأذري تعازيه للأردن بحادثة ميناء العقبة.
والتقى رئيس مجلس الأعيان، الجمعة، بوزير الخارجية الأذري جيهون بيرموف وبحث معه مجمل الأوضاع الراهنة في المنطقة وأهمية تفعيل دور دول حركة عدم الانحياز.
ودعا الفايز خلال المباحثات إلى عقد مؤتمر لحركة عدم الانحياز لبحث تداعيات الأزمة الروسية الأوكرانية، وأشار إلى ضرورة بناء تكتل اقتصادي يحقق مصالحها.
وبحث الفايز خلال اللقاء مجمل القضايا ذات الاهتمام المشترك وتوحيد المواقف بشأنها.