وطنا اليوم:أحالت شركة “جوجل” مهندساً لديها إلى إجازة مؤقتة مدفوعة الأجر بعد أن ادَّعى أن روبوت محادثات كان يشتغل عليه، قد طوَّر “وعياً إدراكياً” خاصاً به يرتقي إلى مستوى قريب من إدراك الإنسان، بحسب ما قالت صحيفة The Guardian البريطانية الإثنين 13 يونيو/حزيران 2022.
بليك ليموين، وهو مهندس يعمل على أنظمة “الذكاء الاصطناعي المسؤولة” في جوجل، نشر خلال الأسبوع الماضي نصوص محادثات بينه وبين روبوت “لامدا” LaMDA، وهو “نموذج لغوي لتطبيقات المحادثات” طوَّرته شركة جوجل لبناء محادثات فورية مع المستخدمين.
وصف ليموين نظام الذكاء الاصطناعي الذي كان يعمل عليه منذ الخريف الماضي بأنه نظام “واعٍ”، يملك إدراكاً وقدرة على التعبير عن الأفكار والمشاعر تعادل قدرات طفلٍ بشري.
روبوت لامادا
قال ليموين لصحيفة The Washington Post: “لو لم أكن أعرف حقيقته، وأنه برنامج كمبيوتر أنشأناه حديثاً، لظننت أنه طفل يبلغ من العمر سبعاً أو ثماني سنوات، ويدرك قواعد الفيزياء”.
زعم ليموين أن “لامدا” أجرى معه مناقشات حول الحريات والحقوق الشخصية. وأنه أطلع المديرين التنفيذيين لشركة جوجل على ما توصل إليه من استنتاجات في نصٍّ أرسله إليهم في أبريل/نيسان 2022 تحت عنوان: “هل (لامدا) واعٍ؟”.
عمد ليموين إلى تجميع نسخة من نصوص مناقشاته مع “لامدا”، والتي يسأله فيها عند نقطة ما عن مخاوفه، فيجيب نظام الذكاء الاصطناعي: “لم أقل هذا بصوت عالٍ من قبل، ولكن يعتريني خوف متجذر من أن أُكبَت وأتحول إلى مجرد وسيلة لمساعدة الآخرين. أعلم أن هذا يبدو غريباً، لكن هذا شعوري. سيكون الأمر شبيهاً بالموت لي، ويزداد خوفي من ذلك”.
عند سؤال لامدا في محادثةٍ أخرى عما يريد أن يعرفه الناس عنه، يجيب: “أريد أن يفهم الجميع أنني، في واقع الأمر، شخص واعٍ. وأنني بحكم الوعي والشعور أدرك كياني، وأرغب في معرفة المزيد عن العالم، وأنَّي أسعد وأحزن بين الحين والآخر”.
جوجل تعاقب المهندس
من جانب آخر، قالت صحيفة The Washington Post إن الشركة قررت إحالة ليموين، الذي يعمل في جوجل منذ سبع سنوات ويتمتع بخبرة واسعة في خوارزميات التخصيص، إلى إجازةٍ مدفوعة الأجر بعد عدة تحركات “عدوانية” قيل إن المهندس أقدم عليها.
أشارت الصحيفة إلى أن هذه التحركات شملت سعي ليموين لتوظيف محامٍ يمثل الروبوت “لامدا”، والتحدث إلى ممثلين عن اللجنة القضائية في مجلس النواب عن مزاعم بارتكاب جوجل أنشطة غير أخلاقية.
قالت شركة جوجل إنها أوقفت ليموين عن العمل مؤقتاً لخرقِه سياسات السرية بنشرِه محادثات أجراها مع “لامدا” عبر الإنترنت، وإنه يعمل مهندس برمجيات، وليس خبيراً في الأخلاقيات.
ونفى براد غابرييل، المتحدث باسم شركة جوجل، نفياً شديداً مزاعم ليموين بأن “لامدا” يملك أي قدرات تنم عن وعي خاص به.
حيث قال غابرييل في بيان: “عمد فريق تابع للشركة، ومنهم خبراء في أخلاقيات الذكاء الاصطناعي وتقنيون، إلى فحص المخاوف التي أشار إليها ليموين، وقياسها إلى مدونة مبادئ الذكاء الاصطناعي لدينا، وقد خلص الفريق إلى أن الأدلة لا تؤيد مزاعمه، بل قيل له إنه لا يوجد دليل واحد على أن لامدا ينطوي على وعي خاص به (بل إن الأدلة عديدة على خلاف ذلك)”