ردا على الشهابي .. المملكة الاردنية هاشمية وفلسطين للفلسطينيين

12 يونيو 2022
ردا على الشهابي .. المملكة الاردنية هاشمية وفلسطين للفلسطينيين

الدكتور مروان الشمري/استاذ الادارة الاستراتيجية في جامعة تكساس

لمن لا يعرف السيد علي الشهابي فهو ابن السيد سمير الشهابي سفير السعودية السابق في تركيا والامم المتحدة وباكستان ووالده فلسطيني الاصل تم تجنيسه في السعودية في خمسينيات القرن الماضي. الشهابي يعتبر من النخبة الاقتصادية والاجتماعية المقربة من ولي عهد السعودية وقد فشل الشهابي في الاعوام ٢٠١٧-٢٠٢١ في الترويج لولي العهد السعودي في واشنطن بعد ان اسس منظمة غير ربحية في واشنطن مهمتها تجسير الهوة في الفهم الصحيح للسعودية داخل اروقة القرار في العاصمة الامريكية واشنطن حيث جرب ان يتقرب من صانعي السياسات الامريكيين بطرق بدائية وتناقضات واضحة ففشل.

يطل الشهابي مرة اخرى من بوابة العربية بمقال خطير لغةً وفارغ مضمونا وتكرار ممل لاجندات اليمين الاسرائيلي بان يكون الاردن هو الوطن البديل للفلسطينيين عبر توطين الفلسطينيين فيه ويلمح الى تغيير هويته ويحرض صانع القرار السعودي والخليجي وبقية الدول المانحة للاردن بالضغط على الاردن لقبول هذه الفكرة التي تهدد وجود الاردن وكيانه وقد رفضها الملك عبدالله الثاني مرارا وتكرارا ورفضها معه شعب المملكة الاردنية الهاشمية وشعب دولة فلسطين المستقلة ارادةً وعاصمتها القدس الشرقية كما نصت عليه قرارات الامم المتحدة والشرعية الدولية.

الشهابي افضل ما يمكن ان يقال عنه بانه يميل حيث تميل الريح. ولفهم مقاله لا بد من النظر الى السياق السياسي والحراك في المنطقة دون الاطالة والاسترسال. الجميع يعلم ان اسرائيل تحاول تطبيع علاقاتها مع الرياض والرياض تحاول استخدام ذلك للضغط على الادارة الحالية في واشنطن ولاسرائيل اهداف سياسية واضحة جدا وهي دفن القضية الفلسطينية عبر التراب والكيان والهوية الاردنية وبما ان الوضع الاقتصادي الاردني ليس بالقوي وهو يعتمد بشكل جلي على مساعدات يتلقاها من الولايات المتحدة واوروبا والسعودية والامارات فالشهابي يعتقد ان في ذلك فرصة لاستخدام وضع الاردن الاقتصادي لتسوية القضية الفلسطينية على حسابه وحساب شعبه وكيانه المستقل وهويته الاردنية الهاشمية. ما لا يعرفه الشهابي وتعلمه جيدا دوائر القرار السياسي والامني في كل دول الجوار ان الاوراق الاردنية التي يملكها الاردن دوماً بعيدا عن ورقة القضية الفلسطينية هي اوراق ضاغطة بنفس قوة ورقة المساعدات التي يلوح بها الشهابي وامثاله ولكن حكمة الاردن وصبره الطويل وحلم قيادته الحكيمة في هذه القضايا تحتم على الاردن الا يهبط لمستوى الذين لا يشكلون اي وزن في دوائر التأثير الفعلي للقرار في المنطقة والاقليم. اعتقد جازما ان السعودية الشقيقة وكل صناع القرار فيها يعلمون تماما ان ما ذكره الشهابي هو ضرب من ضروب الخيال محكوم حتما بالفشل الذريع لان فيه تهديدا حقيقيا ووجوديا للاردن وفلسطين معاً ويعلم السعوديون وغيرهم ان الاردن لا يمكن ابدا ان يقبل ذلك مهما كانت ظروفه الاقتصادية.

وهنا لا بد من ان اذكر بما قلته دوما واكرره دوما بان على الاردن ان يستفيق اقتصاديا وان يحقق قدرا اكبر من السيادة الاقتصادية غير الاعتمادية على المساعدات وان يقلل اعتماده عليها باقصى درجة ممكنة وباقصى سرعة ولعل الرؤيا الاقتصادية الجديدة التي دشن انطلاقها الملك عبدالله الثاني تؤشر حتما الى فهم صانع القرار الاردني لتلك الحاجة الملحة والتي لا تحتمل التاجيل في ظل التغيرات الجوهرية التي اصابت وستستمر بالتشكل في المنطقة والتي نريد للاردن ان يضبط ايقاعها بما يخدم مصالحه العليا والاستراتيجية وليفعل ذلك فهو يملك اوراقا امنية وعسكرية مهمة جدا ويحتاج لتعزيزها باقتصاد انتاجي غير اعتمادي وبميزات تنافسية على مستوى المنطقة والعالم تركز على ما نجيده فعلا.

حفظ الله الاردن عربيا هاشميا قويا