وطنا اليوم – وجّه رئيس لجنة النقل والسياحة والخدمات العامة النيابية، ماجد الرواشدة، رسالة مفتوحة إلى رئيس الوزراء الدكتور بشر الخصاونة بعد قرار الحكومة الأخير برفع أسعار المشتقات النفطية بشكل كبير، مشيرا إلى أن طاقة احتمال المواطن بلغت حدّا لا يُطاق، بل ويزيد عن طاقة الانسان العادي.
ودعا الرواشدة الحكومة إلى إلى تحمّل مسؤولياتها في هذه المرحلة الصعبة، وبما يستلزم من مراجعة لمسلسل رفع الأسعار للمشتقات النفطية.
وتاليا نصّ الرسالة:
رسالة مفتوحة على هامش الزيادة الأخيرة على المشتقات النفطية
الى دولة رئيس الوزراء الافخم،
تحية بحرارة ارتفاع الأسعار وعميقة بحجم الم المواطن المنصهر تحت حجم الأعباء المالية والنفسية، في هذا الصيف الحار.
من موقع الإحساس بالمسؤولية والأمانة التي نحملها والشعارات والوعود التي اطلقناها وحجم الامل الذي وعدنا به مواطنينا وناخبينا ومن حجم الامل الذي رسمته نظرتكم وتوقعاتكم بأن أيام الاردن الاجمل لم تأت بعد، انقل اليكم وابثكم الوجد الساكن في قلب كل مواطن أردني الصابر المحتمل، والذي قد تعجز اللغة عن وصفة ويقف البيان عاجزا عن شرحه، فمن صفوف المواطنين البسطاء ارفع الصوت ليصلكم دونما تلوين او تصفيق او تبسيط للأمور او تعقيدها، فمن الواجب وضع النقاط على حروفها امانة وحرصا على ان نكون دوما ضمير المواطن وصوته معبرين عن احساسه بكل صدق وإخلاص لله وللوطن وللملك.
لا نظن دولة الرئيس، انكم تختلفون مع أي مواطن في هذه الدولة في ان طاقة الاحتمال قد بلغت حدا لا يطاق وفوق طاقة الانسان العادي حتى من ذوي الدخول المرتفعة، ولابد من تحّمل الحكومة لمسؤوليتها في هذه المرحلة الصعبة حيث يقتضي مراجعة مسلسل رفع الأسعار للمشتقات النفطية دون طرح بدائل تعوض هذه الزيادات وما شكلته من عبء غير محتمل على دخولهم المتآكلة اصلا، والتي تمت بشكل متوالٍ ولم يعد السكوت عليها مقبولا تحت أي مبرر، فالصبر والاحتمال حماية للوطن أصبح يشكل عبئا على الوطن والمواطن، ومهما سقنا للمواطن من مبررات فإنها لن تخفف من ازمته، ولن تسكت من حاجته، فمن حجم بطالة متزايد وتقلص فرص العمل للشباب، وارتفاع في الأسعار للسلع الأساسية اليومية وانكماش مذهل للدخول تحت مطارق التضخم وضعف القوة الشرائية للرواتب، جميها مطارق تضربه من كل زاوية، وتنغص عيشه الكريم الذي وعدتموه به، فتجعله تحت طائلة العوز والحاجة المذلة ومهانة العجز عن تلبية ابسط متطلبات العيش الكريم الذي وعدنا مواطننا به في خطبنا ومواعظنا له عن الصبر والاحتمال، وهو يشاهد ويعيش الازمات التي لا تتوقف، وعنق الزجاجة الذي طال واستطال بما لا يمكن ان يعطى املا بالخروج منه، فارتفاع أجور النقل وارتفاع أجور السكن وارتفاع قيمة العقارات وتعدد الالتزامات المالية يدفع المواطن لليأس والإحباط وبما ينعكس على رغبته في العمل ذاته لان العمل لديه اصبح استنزافا للوقت والجهد بلا فائدة ولا يشعر بقيمة للعمل مما يتركه في حالة احباط دائم.
دولة الرئيس، أنتم مطالبون بحكم المسؤولية والأمانة ان تنظروا في وسائل للتخفيف من آثار هذه الارتفاعات التي فاقت حدود الاحتمال، ولا نشك في حرصكم على ان يبقى الامل في ان الغد أفضل وان أفضل أيامنا سياتي، ولا بد من إعطاء جرعة امل حتى لا نفقد الامل ويبدد سراب الياس ما تبقى في النفوس من النظر للمستقبل بعين الامل والثقة بالغد.
فلتنظروا الى ما آل اليه حال كثير من المواطنين، فالعجز المتراكم والقهر المستمر ولد في النفوس مشاعر مختلطة لديهم، فقلوبهم على الوطن وعيونهم على مستقبله، ولكن ايديهم العاجزة عن توفير ابسط المتطلبات لأطفالهم تجعل من كل واحد منهم مشاريع يائسة وبائسة لن تبني اوطانا ولن تساهم في تنمية ويدفعهم الى التفكير بالهجرة، فالفقر في الوطن غربة وهمّ دائم.
اضع هذه الأمانة بين ايديكم لعل رسالتي تبلغ ضميركم الحي وحرصكم على ان تبقى القناعة عند المواطن بأن أيام الأردن الاجمل لم تأت بعد. اللهم فاشهد أني قد بلغت.