وطنا اليوم:أصبحت بوليفيا أول دولة تعتمد رسمياً استخدام نوع من المبيضات السامة لعلاج فيروس كورونا، رغم الأدلة الواضحة على مخاطره، إذ أيد وزير الصحة في الحكومة البوليفية الجديدة استخدام مادة ثاني أكسيد الكلور لعلاج مرضى الفيروس الذي أودى بحياة آلاف الأشخاص في البلاد.
موقع Business Insider الأمريكي أوضح، الثلاثاء 2 ديسمبر/كانون الأول 2020، أن البيان الذي أدلى به وزير الصحة البوليفي، إدغار بوزو، مطلع هذا الأسبوع كان جزءاً من موجة التغيير التي أدخلتها حكومة بوليفيا الجديدة، التي فازت في الانتخابات الأخيرة بعد تأييدها استخدام مادة ثاني أكسيد الكلور لعلاج فيروس كورونا.
مع العلم أن الحركة التي تروج لثاني أكسيد الكلور باعتباره الدواء الشافي لمجموعة من الأمراض نشأت في كنيسة زائفة في فلوريدا اُعتقل زعيمها مؤخراً في كولومبيا لبيعه هذه المادة.
الحل المعدني “المعجزة”
كان هذا أحدث انتصار في بوليفيا يحققه مناصرو ثاني أكسيد الكلور، المعروف أيضاً بـ”الحل المعدني المعجزة”، الذين حققوا نجاحاً في الدولة الواقعة في أمريكا الجنوبية، فيما يخضع مناصروه في بلدان أخرى للمحاكمة.
في مؤتمر صحفي يوم الأحد 29 نوفمبر/تشرين الثاني، وصف بوزو استخدام مادة ثاني أكسيد الكلور بأنه “مسموح به”.
كما قال بوزو في المؤتمر: “أصبح مسموحاً باستخدامه بموجب القانون، وهذا يعني أن الحصول على هذا العلاج من الطب البديل مسموح به، وستبدأ وحدتنا الطبية التقليدية في إنتاج معرفة أوسع عن فوائد هذه المادة وطريقة عملها ونهجها العلاجي”.
بينما أعلن أن الوزارة ستجري دراسة عن استخدامه، في إطار مراجعة العلاجات المحلية للمرض.
رغم تقديمها بلغة العلم، تتعارض توصية بوزو مع تحذيرات بعض السلطات مثل منظمة الصحة العالمية وإدارة الغذاء والدواء الأمريكية.
انتصار لأصحاب نظريات المؤامرة
يمثل دعم الحكومة الوطنية لهذه المادة انتصاراً جديداً لحملة المعلومات الطبية المضللة. وكثيراً ما روّج “للحل المعدني المعجزة” شبكة عالمية من المؤمنين بنظريات المؤامرة لعلاج مجموعة من الأمراض.
كما تعد تعليقات بوزو موقفاً مغايراً تماماً لموقف الوزارة في ظل الحكومة السابقة، حين حذرت في يونيو/حزيران من أن هذه المادة “تعرض صحة السكان الذين يستهلكونها أو يعتزمون ذلك لخطر جسيم”، وقالت إن شعبيتها تستند إلى الشائعات والمعلومات الخاطئة.
تقول كيت سينتيلاس، الأستاذة المساعدة في علم الاجتماع وعلم الإنسان بجامعة ميسيسيبي، لموقع Business Insider إن حزب الحركة نحو الاشتراكية MAS الذي وصل إلى السلطة حديثاً تعهد بدعم الأدوية التقليدية في برنامجه الانتخابي.
لكنها قالت إنه من السابق لأوانه معرفة ما إذا كان بوزو يقدم دعمه غير المشروط لتقنين أكسيد الكلور.
بينما قالت عن مؤتمر يوم الأحد الصحفي: “منذ وافق حزب الحركة نحو الاشتراكية في مجلس الشيوخ على ثاني أكسيد الكلور، أظن أنه من الصعب أن ينأى بنفسه عنه. وبالتأكيد أشعر ببعض التحوط من جانبه لأنه لا يسمح به باعتباره جزءاً من الطب التقليدي ولكن باعتباره شيئاً مميزاً”.
ما هو ثاني أكسيد الكلور؟
هو مركب كيميائي ذو الصيغة ClO2، ويتبلور غاز ثاني أكسيد الكلور ذو اللون الأصفر المخضر إلى بلورات برتقالية لامعة، وكما هو الحال مع الأكاسيد المتعددة للكلور فإن ثاني أكسيد الكلور مؤكسد قوي ومفيد يستخدم في معالجة المياه وعملية القصر أو التبييض.
يستخدم ثاني أكسيد الكلور في المقام الأول (95%) في قصر لب الخشب، ولكنه يستخدم أيضاً في قصر الطحين وفي تطهير مياه الشرب البلدية.
فقد استخدمت شلالات نياجارا، ومحطة معالجة المياه في نيويورك غاز ثاني أكسيد الكلور في معالجة مياه الشرب في سنة 1944 من أجل تفكيك الفينول، كما أدخل غاز ثاني أكسيد الكلور كمطهر لمياه الشرب على نحو واسع في سنة 1956، عندما انتقلت بروكسل في بلجيكا من غاز الكلور إلى غاز ثاني أكسيد الكلور.
إذ يستخدم على نحو شائع في معالجة المياه لأكسدته قبل عملية كلورة المياه من أجل تفكيك الشوائب الموجودة فيها والتي تولد ثلاثي هالو الميثان عند التعرض إلى الكلور الحر.
بينما يشتبه بأن ثلاثي هالو الميثان بأنه مركبات ثانوية مسرطنة تترافق مع عملية الكلور للمواد العضوية الموجودة طبيعياً في الماء. وغاز ثاني أكسيد الكلور يتفوق على غاز الكلور عند العمل فوق pH 7، بوجود الأمونيا والأمينات و/أو من أجل ضبط الفيلم الحيوي في أنظمة توزيع الماء.
يستخدم غاز ثاني أكسيد الكلور في العديد من التطبيقات الصناعية لمعالجة المياه كمبيدات في أبراج التبريد ومعالجة المياه ومعالجة الطعام.