الاستقلال في ذكراه السادسة و السبعين

24 مايو 2022
الاستقلال في ذكراه السادسة و السبعين

اللواء المتقاعد عوده ارشيد شديفات

 

    إنه الهدف الأسمى و المعنى الذي لايضاهيه شيء في كيان الدولة و دورها و حضورها و رسالتها ،وهو مطلب كل انسان حر ، وأي استقلال بلا جيش يحميه و شعب يفهم و يدرك معانيه،و قيادة تعمل و تدافع بكل ما اوتيت من قوة و حنكة و حكمة لا يمكن أن يكون استقلالاً تاماً ناجزاً مفعماً بالمعاني و القيم و الروحانيات التي يستحقها ، و الاستقلال هو الانجاز الأسمى لأي دولة وهو الثمرة الني تتطلع إليها الدول لأنه يشكل البداية لكل انجاز و عمل و قرار سيادي و هو الرافعة الأساسية لروح التضحية و القيم المعنوية التي تتجلى في وجه التحديات و لا تهزمها أي قوة مادية مهما كانت التضحيات و من هنا نتحدث عن حماة الاستقلال عبر مسيرة الخير المباركة .

   لقد شهدت القوات المسلحة الأردنية الجيش العربي خلال مسيرة الدولة الأردنية منذ تأسيسها عام 1921 مراحل مفصلية في تشكيلها و تطويرها  و بناء قدراتها العملياتية و البشرية و اللوجستية و الفنية و التدريبية ،و بمتابعة و إشراف مباشر من قيادتها الهاشمية المباركة منذ عهد الملك المؤسس و الملك الحسين رحمهم الله جميعاً ، ومازالت تحضى بكل الرعاية و الاهتمام من جلالة القائد الأعلى الملك عبدالله الثاني ابن الحسين ،فقد كانت منذ البداية القوة الفاعلة في حفظ  الأمن و توطيد النظام مع أجهزة الشرطة و الأجهزة الأمنية و خاضت الحروب و المعارك على ثرى فلسطين و البلاد العربية و دفاعاً عن أرض الوطن، و وقفت في وجه كل أشكال الإرهاب الذي حاول مرات و مرات النيل من صمود الأردن و منعته و قوته ،و شهدت مسيرة الجيش العربي مع بناء مؤسسات الدولة روحاً من التضحية و الإيثار و العزيمة و التصميم و الصبر و التحدي حتى أنجزت الكثير في شتى المجالات العسكرية و التنموية، وما اكتمل الاستقلال في الوطن إلا بتعريب قيادة الجيش ، وما استمر الاستقلال بمعانيه و قيمه السامية إلا بإخلاص الجيش و المواطن و تضحياته وتقديمه لأرواح الشهداء و دمائهم و مواصلة العمل و التدريب و التسليح و بناء القدرات البشرية و المادية و المعنوية التي تمكنه ، ومكنته بأن يكون من أفضل الجيوش في العالم و الإقليم إنضباطاً و احترافاً و تميزاً وخلقاً و إنسانية اشاعها في شتى ربوع العالم و هو يرفع علم الأردن و اسمه من خلال حضوره الفاعل في قوات حفظ السلام الدولية و تعامله الفريد مع موجات اللجوء و هو يقدم الانموذج الذي يليق بالأردن و رسالته و دوره و حضوره في مختلف المحافل الدولية.

   فسلام على كل من زين شعار الجيش العربي جبينه،و سلام على من باتت عيونهم تحرس الحدود،سلام على كل الجنود،سلام على الشهداء و دمهم فوق أسوار القدس و هضابها و في الكرامة و شعابها،سلام على كل قطرة دم و عرق سالت في سبيل ان ييقى رمز الحرية و الاستقلال علم الروح والقلب عالياً شامخاً من شموخ قيادة الوطن و جيشه و أهله، وكل عام و قائد الوطن و أهله و جيشه بألف خير .