وطنا اليوم:يتجه العديد من المستوردين وتجار المواد الغذائية في قطر، إلى زيادة استيرادهم من منتجات الخضار والفاكهة الأردنية، وذلك في ظل الارتفاع المتصاعد لأسعار المنتجات المثيلة المستوردة من الأسواق الأجنبية، والتي بدأ يشهدها السوق القطري بشكل ملحوظ في الآونة الأخيرة.
ويتزامن ارتفاع أسعار الخضار والفاكهة في قطر مع موجة غلاء مفاجئة تشهدها البلاد وتكاد تطال أسعار كافة السلع والمنتجات والخدمات على اختلافها سواء المحلي منها أو المستورد، ما أدى إلى ارتفاع معدلات التضخم إلى مستويات غير مسبوقة مؤخرا.
وسجل معدل التضخم في قطر خلال الشهر الماضي، ارتفاعا كبيرا بلغت نسبته 4.6%، ليتجاوز 101 نقطة مقارنة مع الشهر المماثل من العام 2021، في حين سجلت مجموعة الغذاء والمشروبات، ارتفاعا بنسبة 3.59%.
ويضم مؤشر أسعار المستهلك القطري، الذي يقيس التضخم، 12 مجموعة رئيسية من السلع الاستهلاكية تندرج ضمنها 737 سلعة وخدمة، جانب كبير منها سلع ومنتجات غذائية.
وتشهد أسعار منتجات الخضار والفاكهة في السوق القطري، ارتفاعا ربما يكون غير مسبوق، ينسحب على كافة أصناف الخضار والفاكهة دون استثناء، حيث قفزت أسعار بعض المنتجات بمعدل الضعف، وفي أحسن الأحوال، تراوحت نسبة ارتفاع غالبيتها ما بين 30 إلى 40 بالمائة.
يقول عيسى المنصوري وهو تاجر قطري ومدير إحدى شركات استيراد المواد الغذائية المعروفة في الدوحة: “سوق الخضار والفاكهة في قطر يشهد طلبا كبيرا يفوق مستوى العرض منذ أسبوعين، ما أسهم في ارتفاع الأسعار بشكل كبير وخاصة للمنتجات المستوردة، ودفعنا نحن كتجار ومستوردي خضار وفاكهة إلى زيادة وارداتنا من السوق الأردني بمستويات أعلى من معدلاتها المعتادة في مثل هذه الأوقات من العام”.
ويعتبر العامل الجغرافي وظروف ومتطلبات الشحن والنقل، من أبرز العوامل التي تقف وراء ارتفاع أسعار الخضار والفاكهة المستوردة من أماكن بعيدة، ما يجعل المنتج الأردني الخيار الأفضل لزيادة وتعزيز تواجده في السوق القطري، بالنظر إلى قرب المسافة بين قطر والأردن مقارنة مع الأسواق الأوروبية والأميركية، بالرغم من أن معظم منتجات الخضار والفاكهة الأردنية التي تستوردها قطر حاليا، يتم نقلها عن طريق الشحن الجوي.
وتستورد قطر من الأردن، كافة أصناف الخضار وبعض أصناف الفاكهة، ومن أبرزها، الكوسا، الخيار، الطماطم، القرنبيط، الباذنجان، الفلفل بأنواعه، الجزر، الفول الأخضر، الملفوف، البطيخ، الكرز، الخوخ، المشمش، والخضار الورقية التي تشمل (البقدونس، السبانخ، النعنع، الكزبرة، الخسر، ورق العنب، الملوخية، والجرجير).
ويؤكد فيصل السالم وهو مستورد قطري، أن منتجات الخضار والفاكهة القادمة من الأردن تعتبر الخيار الأفضل والأقرب الذي يلجأ إليه السوق القطري لتعزيز حجم المعروض كلما حصل هناك نقص معين في أي منتج من منتجات الخضار والفاكهة، أو شهدت الأسعار ارتفاعات كبيرة نتيجة نقص المعروض وزيادة الطلب، أو لأي سبب آخر، خاصة بالنسبة لتلك المستوردة من الأسواق الأجنبية ومن أماكن بعيدة.
وأشار السالم إلى أن منتجات الخضار الأردنية باتت تستحوذ على حصة كبيرة من استهلاك السوق القطري، فهي تتميز بالنوعية والجودة العالية، وبأسعارها التنافسية المناسبة جدا مقارنة مع نظيرتها الأجنبية، فضلا عن قرب السوق الأردني من قطر، حيث تصل الكميات التي نحتاجها بسرعة وفي الوقت الذي يناسبنا.
ويقول السالم إن هناك تجار مواد غذائية كثر يعملون في السوق القطري، يخططون لزيادة حجم مستوردات الخضار والفاكهة من الأردن بشكل خاص خلال الفترة المقبلة، حيث ينتظر أن تشهد قطر أعدادا كبيرة من الزوار من مشجعين ومسؤولين مع قرب حلول موعد بطولة كأس العالم 2022، اذ يتوقع أن يزداد حجم الاستهلاك المحلي بشكل غير مسبوق.