وطنا اليوم – رصد – جدل متجدّد منذ سنوات حول أزمة العلاقة بين الدراما والتاريخ، ترتفع وتيرته كلّ عام، مع إقبال شهر رمضان، موسم الدراما العربية، وفي الموسم الرمضاني الحالي اشتعل الجدل حول المسلسل التاريخي “فتح الأندلس”، للمخرج الكويتي محمد سامي العنزي، والذي انشغلت به دول المغرب العربي، وربما لم يكن يلقي له المغرب بالاً، على اعتبار أنّ المسلسل الذي يتناول جزءاً مهماً من تاريخ المنطقة المغاربية ألّفه وأخرجه وأنتجه مخرج كويتي، وساهم في كتابته أحد عشر كاتباً، ليس بينهم مغربي واحد، وغاب عنه فنانو المغرب، إلا فنان مغربي واحد، بيد أنّ شراء القناة المغربية الأولى لحقوق بثّ المسلسل هو ما دفع الجدل إلى صدارة المشهد.
تشويه التاريخ المغربي
الناقد المغربي عبد الكريم واكريم يشير إلى أنه بالتوازي مع انطلاق بثّ مسلسل “فتح الأندلس” على القناة المغربية الأولى، مع بداية شهر رمضان، انطلق الانتقاد للمسلسل وللقناة التي تبثّه يومياً.
يوضح واكريم، في تصريح له أنّ المشاهدين المغاربة اعتمدوا في انتقاداتهم لهذا المسلسل، الذي لم يشارك فيه سوى ممثل مغربي واحد، هو هشام بهلول، ولم يساهم في كتابته أيّ كاتب مغربي، وأخرجه مخرج كويتي، على أنّه يشوّه التاريخ المغربي خلال فترة فتح الأندلس وما سبقها، ويمحو جزءاً من حضارته، ويغضّ الطرف عن مكونات المجتمع المغربي آنذاك، الذي كان الأمازيغ يشكلون تركيبته الأساسية، وحتى طارق بن زياد، يصوّره المسلسل كأنّه آتٍ من المشرق، وليس ابن المنطقة.
يضيف واكريم: “وصل الأمر بمطالبة فريق حزبي في البرلمان المغربي من وزير الثقافة والاتصال بوقف بثّ هذا المسلسل، إضافة إلى أنّ محامياً رفع قضية ضدّه، مستنداً إلى أنّه يسيء للمغاربة وتاريخهم، وهنالك الآن، على مواقع التواصل الاجتماعي، حملات كبيرة ضدّ المسلسل، أطلقها مغاربة”.
وينوّه واكريم إلى أنّه “إضافة للمغالطات التاريخية؛ فالمسلسل ضعيف من الناحيتين الفنية والتقنية، موضحاً: “يرجع بنا في مستواه إلى ما كان ينتج في الدراما التلفزيونية التاريخية والدينية عربياً، في الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي؛ حيث إنّ الدراما التاريخية التلفزيونية تجاوزت هذا المستوى البسيط والبئيس بسنوات كثيرة، وما وصلت إليه الدراما التاريخية التلفزيونية السورية منذ سنوات يفوق بكثير ما نشاهده في هذا المسلسل؛ كتابة ورؤية فنية وتاريخية وإخراجاً وتمثيلاً”.
المشاهدون المغاربة اعتمدوا في انتقاداتهم لهذا المسلسل على أنّه يشوّه التاريخ المغربي خلال فترة فتح الأندلس وما سبقها، حيث طالب فريق حزبي في البرلمان المغربي بوقف بثّه
ويلفت واكريم إلى أنّ المغاربة لا يمكنهم أن ينتظروا من الآخرين أن يصوّروا تاريخهم درامياً ويظهروهم بشكل جيد، مفسراً: “لأنّ الآخر لديه بواعثه ودوافعه التي قد تتنافى وتتعارض مع ذلك، وهو إظهار نفسه كفاتح متسامح جاء لنشر قيم التسامح والحبّ والدين السمح في بلد كان يعيش الجاهلية والكفر والضلال والتخلف، وبالمقابل أيضاً لا يمكن للمغاربة قبول سياسة القنوات التلفزيونية العمومية الممولة من طرف الشعب والضرائب المفروضة عليه، كونها تتغاضى عن إنتاج أعمال تجد لها مرجعية في التاريخ المغربي بكلّ فتراته، إذ كما يقول المثل “ما حك جلدك مثل ظفرك”.
مزيد من إقصاء الثقافة الأمازيغية
في سياق متصل، يشير السيناريست والمخرج المغربي محمد بوزكو إلى أنّ أي عمل درامي تاريخي محترم عليه أن يحترم الحقائق التاريخية وأن يتوخى الكثير من الدقة في سرد الأحداث.
يضيف بوزكو: “مع الأسف، مسلسل “فتح الأندلس”، للمخرج محمد سامي العنزي، لم ينهج هذا الأسلوب، وقدم لنا عملاً منحازاً لأيديولوجيا القومية العربية الإسلامية، التي لم تتوانَ منذ سنوات عديدة عن تعريب الإنسان والمحيط في شمال أفريقيا”.
يعلّق بوزكو على العمل الدرامي بأنّه كان يجب أن يوضع في سياق تاريخي طويل يبدأ بالغزو العربي لشمال أفريقيا باسم الدين الإسلامي منذ العهد الأموي: “هذا الغزو الذي صاحبه الكثير من القتل والسبي، مخلّفاً أنهاراً من الدماء، وفق ما تذكره كتب التاريخ، ولا يمكن أن نتجاهله ونحن نتابع الحلقة الأولى من المسلسل في مجتمع أمازيغي تعاني فيه الثقافة واللغة الأمازيغيتان الكثير من الظلم”.
ويثير المسلسل دهشة بوزكو: “يبدأ في حلقته الأولى مع طارق بن زياد يتكلّم بلغة عربية فصيحة لا أحد يعرف أين ومتى تعلّمها، وهو الإنسان البربري الأمازيغي، وكأنّ المسلسل أراد أن يجرده من هويته، والأدهى من ذلك أنّه يخاطب ذويه باللغة نفسها، ثم تظهر لنا سيدة ترتدي حجاباً على شاكلة ما نراه الآن وتتكلم هي الأخرى مع ابنها الصغير باللغة نفسها، وكأنّها حاصلة على إجازة في الأدب العربي”، متسائلاً: “كيف يمكن أن نستمر في مشاهدة مسلسل يبدأ بالتضليل هكذا؟”.
ويضيف بوزكو: “كيف يمكن أن يقتنع المشاهد اللبيب أنّ ذلك الجيش العرمرم والمدجج بالأسلحة، سرعان ما تحوّل من جيش غازٍ فتّاكٍ، بالكاد دمّر الجيش المحلي وفتك بالعديد من الناس، لجيش مسالم وديع يحاول أن يقنع الناس بأنه أتى لنشر السلم والطمأنينة والأمان، ولإخراجهم من الظلمات إلى النور، هكذا فجأة، وكأنّ الناس في طنجة والمغرب كانوا متوحّشين؟”.
وفي نظر بوزكو “هذا المسلسل هو فتحٌ آخر على سبيل المزيد من الإقصاء والاستخفاف، لتكريس تلك النظرة الدونية نحو الثقافة الأمازيغية والإنسان الأمازيغي، وهذا يبيّن أنّ المشارقة لا يعرفون تاريخ شمال أفريقيا وثقافته جيداً؛ بل ولا يقومون بالمجهود الواجب من أجل فهم الأمور، خاصة حينما تتعلق بالتاريخ”.
مسلسل في أروقة المحاكم
الجدل المثار حول العمل دفع محامياً لرفع دعوى قضائية مستعجلة لدى المحكمة بإيقاف بثّ مسلسل “فتح الأندلس”، وهو ما يأخذ المسلسل إلى منحى آخر لا يقلّ أهمية، حول حرية الفنّ والإبداع، إلى جوار حرية النقد مهما كان لاذعاً.
المخرج المغربي عبد الإله الجوهري رفض بشكل قاطع مثل تلك الدعوى: “هي في اعتقادي، تعكس جهلاً قاتلاً بمعنى أن نتناقش حول عمل ما، ونرفضه جملة وتفصيلاً لاعتبار من الاعتبارات، لكن لا يعني الدعوة لمنعه والحجر عليه”.
يضيف الجوهري، في تصريح لـ “حفريات”: “أصل الفنّ وجوهره يتلخص في الحرية، نعم حرية الإبداع، والوسيلة الوحيدة للجواب والتعبير عن رفضه، إبداع عمل آخر، بإمكانيات إبداعية حقيقية، يصحح الحقائق التي شوهت، ويجيب عن الأسئلة والفراغات التي ظلّت معلقة، عمل يكون في مستوى تطلعات وهواجس الجماهير المغربية”.
يستكمل الجوهري: “عندما انتقد مشاهدون مغاربة كثيرون المسلسل، لم يكن جلّهم يفكّرون في أن ينبري أحدهم للحديث بالنيابة عنهم، ويقوم بعمل أهوج، أي المطالبة بوقف البثّ، لقد كان النقاش تعبيراً عن وجهات نظر مختلفة، والمطالبة في الآن نفسه بضرورة إنتاج وبثّ أعمال في المستوى تعكس توهج تاريخنا”.
الجوهري أعلن تضامنه المطلق مع صنّاع مسلسل “فتح الأندلس”، حتى إن اختلف معهم في مقاربتهم لتاريخ بلاده، فكرياً وفنياً وتقنياً، لكنّه طالب، في الوقت نفسه، بضرورة الاشتغال الجاد على التاريخ المغربي من خلال إنتاج أعمال تشرّف المغرب والمغاربة وتحفظ تاريخهم من السطو والسرقة.
يرى عبد الإله الجوهري؛ أنّ الجهات المغربية مسؤولة أن تنتبه لأهمية تاريخ المغرب وخطورة توظيفه من طرف الآخرين، مضيفاً: “عليها أن تعمل على تأمين ميزانيات قادرة على إعادة كتابة وتصوير هذا التاريخ، بما يحفظه من المسخ والتطاول، وقبل ذلك إسناد المهمة لكتّاب سيناريو ومخرجين مثقفين عارفين، وليس لبعض من يتحكم في الآلة والتقنية فقط، أعني المخرج المتفوق تقنياً لكنّه الجاهل ثقافياً، أو من يتفوق في نسج علاقات داخل دهاليز المركز السينمائي والتلفزيون المغربي، وقبلهما من يعرف كيفية تجذير العلاقات في متاهة الوزارة الوصية والصناديق الأوروبية المشبوهة، بينما هو لا يفرّق بين المنصور الموحدي والمنصور الذهبي، ولا يعرف الترتيب الزمني للدول التي حكمت بلده، أو اللحظات التاريخية التي صنعت مجده، وقبل ذلك لا يحسّ فعلاً أنّه مغربي إلا من خلال جواز سفر والدارجة المغربية المكسرة”.
ضفة أخرى
رؤية أخرى قد تبدو مختلفة يحملها الناقد المصري مصطفى الكيلاني، فبعيداً عن المستوى الفني “الرديء جداً للمسلسل”، بحسب وصفه، “والذي يذكرنا بمسلسلات أنتجت في السبعينيات، قبل وجود ذلك التطور التكنولوجي الحالي، فالصورة فقيرة جداً، والتمثيل ضعيف، والسيناريو أضعف، أما عن الإخراج فحدّث ولا حرج”.
يوضح الكيلاني، في تصريح لـ “حفريات”: “الجدل حول هوية طارق بن زياد، صاحب الاسم العربي، هو الذي فتح الباب للحديث عن المسلسل الذي يعرض على التلفزيون المغربي الحكومي، وتلك كانت الأزمة الرئيسة لدى الإخوة المغاربة وتبعهم الجزائريون، لكن هل الجدل حول طبيعة المسلسل الفنية أم حول خلاف تاريخي؛ لذلك يجب أن نقسم تقييمنا للمسلسل لقسمين؛ الجانب الفني والبحث التاريخي، وأظنّ أنّ القسمين فيهما نقائص عدة، وليست تلك مشكلة الأخوة المغاربيين، فهناك عدة أعمال تحدّثت عن الأندلس، ولم تذكر أيّ دور لسكان بلاد المغرب الأدنى أو الأقصى، ولم يهاجمها أحد من قبل، لكنّ مشكلتهم الحقيقية أنّ التلفزيون المغربي اشترى حقّ عرضه”.
المخرج المغربي محمد بوزكو لـ”حفريات”: طارق بن زياد يتكلّم، في المسلسل، بلغة عربية فصيحة لا أحد يعرف أين ومتى تعلّمها، وهو الأمازيغي، وكأنّ المسلسل أراد أن يجرده من هويته
يضيف الكيلاني: “حول حقيقة هوية طارق بن زياد، فالمؤرخ ابن عبد الحكم ذكر أنّ نسبه “طارق بن زياد بن عمرو”، فإنّ أباه، زياد بن عمرو، من بني الصائد، أحد بطون قبيلة همذان العربية، إذ ينتسب جدّه، ثمامة الصائدي، إليها، واسمه زياد بن عمرو بن عريب بن حنظلة بن دارم بن عبد الله الصائدي. ورأي ابن خلدون أنّ طارق بن زياد من أصل عربي، ونسبه إلى بني ليث، من فروع قبيلة كنانة، وقال ابن خلكان، صاحب كتاب وفيات الأعيان، إنّ نسب طارق بن زياد إلى قبيلة الصدف الحضرمية اليمنية، واتفق معهما البلاذري والمقري في الأصل العربي. والمعروف أنّ ابن خلدون هو صاحب الرأي الأهم في تاريخ شمال أفريقيا، فرغم أنّه حضرمي الأصل، لكنّ تربّى وعاش بين المغرب الأدنى والأقصى وإسبانيا “الأندلس”، فرأيه الأقرب للصحة”.
الجدل حول هوية طارق بن زياد، صاحب الاسم العربي، هو الذي فتح الباب للحديث عن المسلسل
يستكمل الكيلاني؛ “لذلك فالخلاف التاريخي قد يستند إليه أصحاب الرأي بعروبة طارق، خاصة أنّ بني أمية لم يوّلوا غير العرب نهائياً، فما بالك بجيش قوامه الآلاف، وإذا كان الادّعاء بأنّ سكان تلك البلاد هم قوام جيش طارق بن زياد، وهم من غزوا إسبانيا، فلماذا حينما امتلكوا العتاد والسلاح والقائد من السكان الأصليين لم يحرروا أنفسهم من الغزو العربي الذي استباح نساءهم واستعبدهم قبل سنوات قليلة، فهناك جريمة أصيلة في حقّ موسى بن نصير، الذي تفنن في أسر نساء السكان الأصليين وجعلهنّ جواري في بلاط الأمويين أصحاب الجرائم العديدة في حقّ سكان شمال أفريقيا”.
جدل الدراما والتاريخ
يظلّ السؤال قائماً حول استلهام الدراما موضوعاتها من التاريخ، ويبقى الجدل الذي يطرح الأسئلة نفسها كلّ عام تقريباً.
يتفق مع ذلك الطرح الباحث في الدراما التاريخية، الدكتور فتحي عبد العزيز، مشيراً إلى أنّ الأعمال الدرامية التي تستمد موضوعاتها من التاريخ دائماً ما تثير الكثير من الجدل، من أطراف تشابكت مع العمل الفني بحكم الضرورة، وهم صنّاع العمل، والمؤرخ والمشاهد.
يوضح عبد العزيز، “يحتدم الصراع عادة بين صنّاع العمل والمؤرخ حول نقطة دائمة الاشتعال، وهي الحقيقة التاريخية ومدى التزام صنّاع العمل بها، وهناك مئات من الدراسات الجادة بخصوص هذا الشأن، وقد وصل بعض منها إلى نتيجة مفادها أنّ كلّاً من المؤرخ المحترف وصانع الفيلم يمارسان تاريخاً، لكنّ الأمر لم يحسم بينهما، ويبقى الطرف الأخير من المعادلة وهو المشاهد”.
يضيف عبد العزيز: “برز دور المشاهد في الآونة الأخيرة مع تنامي وسائل الاتصال بأشكالها المتعددة، وهو أمر يسعى له العاملون على الدراما، لمعرفة مدى إقبال المتفرج على الأعمال التي يقدمونها، وأيضاً ما يتطلبه حسّه التاريخ والفني، ولا نغفل ما يحدث من جدل من قِبله، وهذا أمر صحّي ويزداد الأمر منفعة بسعي بعض المشاهدين إلى الاستزادة المعرفية من خلال القراءة”.
فتحي عبد العزيز: الأعمال الدرامية التي تستمد موضوعاتها من التاريخ دائماً ما تثير الكثير من الجدل
بخصوص الجدل حول أحدث تلك الأعمال، وهو طارق بن زياد، يرى عبد العزيز أنّ هوية القائد الكبير وموطنه لا يصحّ أن يكونا محلّ جدل، موضحاً: “قائد ابن حضارة عربية إسلامية عريقة، مثله في ذلك مثل صلاح الدين الأيوبي الكردي، قائد يتمثله العرب وقت الشدة، فأنت حين تستدعيه من التاريخ لا تقول الكردي، والحال كذلك بالنسبة لطارق بن زياد، لا يمكننا أن نضيف إليه الأمازيغي”.
يستطرد عبد العزيز: “وواقع الأمر، سواء كان طارق بن زياد من الجزائر أو غيرها؛ فإنّ شمال أفريقيا آنذاك لم يكن قد شهد قيام الدول أو الكيانات السياسية الحديثة، مثله في ذلك مثل قطاعات أخرى من العالم، وإنما كان هناك المغرب الكبير بمكوناته الثلاثة؛ الأدنى والأوسط والأقصى، ويمكن لنا تحديد القبيلة التي ينتمي إليها، لكن ما الجدوى سوى الخلاف، وهذا ما يسعى إليه البعض من رواد التواصل الاجتماعي للتفاخر والتباهي والشعبوية المقيتة، وبالتالي التفكك والصدام، وهو عكس ما يرومه صنّاع العمل الفني الجدير بالاحترام؛ فهو عمل يضمّ عدداً كبيراً من فناني الدول العربية، وأنفق عليه بسخاء، وعمل بحرفية عالية”.
يستكمل عبد العزيز: “أياً ما كان الأمر، يبقى العامل الأهم في الدراما التاريخية، وهو الجدل بين أطرافها صنّاع العمل، وهم يسعون إلى إعادة تشكيل التاريخ، والمؤرخين؛ وهم الساعون بين الدقة التاريخية والواقع الذي قد يسع لقدر من الخيال؛ فالحقيقة المحضة لا يمكن إدراكها، ثم إنّ المشاهدين الذين يجب أن تسعهم جهود البحث في الدراسات الخاصة بدراما التاريخ هم من يوجَّه إليهم العمل، وهم مستهلكوه”.