وطنا اليوم – خاص – في روايات متواترة جاءت على لسان آخر ثلاثة رؤساء وزراء مروا في عهد الدولة الأردنية اتفق جميعهم في أحاديث كانت متقاربة من حيث الشكل والمضمون بأن القادم أفضل .
رئيس الوزراء الأسبق هاني الملقي تردد على لسانه أكثر من مرة بأن “الحالة الأردنية ستخرج من عنق الزجاجة قريباً” ، فيما خلفه الرزاز وفي مقابلة تلفزيونية عبر تطبيق زووم قال تعليقاً على لوحة كانت خلفه آنذاك بأن “كل مر سيمر” ، الخصاونة هو الاخر تردد على لسانه بان “اجمل أيام الأردن لم تأتي بعد”.
في الواقع ومن خلال المتابعة للمزاج العام نجد أن التفاعل الكيميائي بين الحكومات والشارع مفقود والشفافية الحكومية مبهمة وغير مفهومة؛ وتعمل خلف ستارة الاحداث تعيد إنتاج مشاهد التأزيم رغم محاولات الحلحلة التي تنتهج نفس الأسلوب التقليدي العقيم، كما يبدو ان مطبخ القرار أو /و مطابخ القرار الأردني تحاول الاستثمار بالواقع واستغلال الوقت .
ثمة قواسم مشتركة لاحاديث الرؤساء الثلاثة، حيث جميع هذه التصريحات جاءت في الربع الأخير من عمر حكوماتهم، او بشكل ادق سايرت الحالة الاجتماعية والتواصلية التي تهمس بتغيير او تعديل حكومي ، بمعنى ادق أن محاولات التسمين والتغذية وإعادة انعاش الحالة الحكومية التي وصلت الى مراحل حرجة جعلها في حالة وفاة اكلينيكية الامر الذي يبدو انه يمكن وصفه بأنه حالة نمطية تتبع لإعادة إنتاج المشهد الحكومي ، يُضاف إلى ذلك محاولات الضخ الإعلامي لنفض الغبار عن مشاريع لم ترى النور حيث يتم إعادة إنتاج صورها على شاكلة تصريحات الخصاونة حول العاصمة الإدارية الجديدة التي ابتدعها الملقي وتحدث عنها بتفاؤل ولكنها سرعان ما انتهت وأصبحت في عداد النسيان.
مقاربة تستحق الوقوف عندها رصدتها وطنا اليوم في سياق انحدار العلاقة بين الرسمي والشارع وتعمق ازمة الثقة على خلفية قرارات اعتباطية تُتخذ وتعجز أدوات التنفيذ الحكومي عن تطبيقها والتي كان آخرها الارتفاع الهائل في الأسعار الذي واكبه مصطلح “العين الحمرا” لرئيس الوزراء الخصاونة الذي يبدو أن أدواته فشلت في ضبط الحالة السوقية المتدهورة وارتفعت الأسعار بشكل جنوني في رمضان مؤذنة بسخط شعبي عارم قد يؤدي الى الانفلات، ليبقى السؤال الشعبي والتواصلي الأبرز والأكثر عمقا ، ما الذي يعرفه رؤساء الوزراء حول ” القادم ” ولا يعرفه الشارع .