ابن الصريح “مرجوم من رأسه حتى أخمص قدميه”

4 أبريل 2022
ابن الصريح “مرجوم من رأسه حتى أخمص قدميه”

 

وطنا اليوم – جاء وصف عبد الرؤوف الروابدة بانه “مرجوم لأنه تولى مناصب لا حصر لها، حال كثير من المسؤولين الذين يتعرضون للهجوم”، في حين جاء وصفه بـ “مظلوم لأن اسمه على لسان كل اردني في اجترار طرائف، وربما لم يقلها الروابدة”!.

“ابن الصريح» ما يزال على صراحته وسجيته، ومواقفه في كثير من أمور الدولة شاهدة على عصره بعد أن ثبتت صحة قراراته بأثر رجعي، حتى وهو يغادر «الكراسي».

حقيقة لم نستطع أن ننشل من بئر الروابدة سوى غَرفة، لذلك سيظل كل صحفي يرد ليشرب الماء، يعود وهو ظمآن.

– النشأة

نشأت في بيئة فقيرة التعليم، حيث لا توجد في المنطقة مدرسة واحدة فقد كان التعليم في مرحلة سابقة لا يتعدى » فك الخط عند الشيخ» ينتقل بعدها الأبناء الى مساعدة آبائهم في فلاحة الارض والحقل والرعية فيما كان نصيبي مساعدة والدي في دكان، الى أن جاء شخص يعرف والدي فطلب منه أن التحق بالمدرسة فرفض، فجاء الفرج من جدي الذي ألحقني بمدرسة تبعد عن البلدة ٧ كم كنت احضر لها وأعود مشياً على الأقدام كل يوم.

تفوقي في المرحلة الأساسية ثم المترك جعلني متميزاً بين أقراني في مدرسة اربد الثانوية وهي المدرسة الوحيدة في شمال المملكة.

الى جانب التفوق كنت وبتأثير من أحد أساتذتي انتسبت الى حزب الاخوان المسلمين من بين احزاب قومية ويسارية وبعثية.

ولأنني أحد أوائل المحافظات ابتعثت الى الجامعة الاميركية ببيروت لدراسة الصيدلة ولم تكن رغبتي في هذه المهنة الا أن الابتعاث كان لحاجة البلد للتخصصات، وكان درسي الأول الذي تعلمته «كيف تبدع في البديل» أي في مجال غير تخصصك ورغبتك، فحصلت على درجة البكالوريوس بتقدير امتياز.

– بين الرئيس والمرؤوس؟

في العمل العام يظل الجميع ضمن منظومة متماسكة، كل فرد يعرف مهمته وهو مسؤول عنها،، فعندما كنت مرؤوساً، حرصت أن أقوم بواجباتي على أكمل وجه، وعندما يحدث الخطأ تكون للمرؤوس مرجعية له وهو المسؤول المباشر، وليس المسؤول الأول في المؤسسة.

على الصعيد الوزاري، كنت اعتبر نفسي وزيراً يعمل بكل الوزارات ضمن مجلس الوزراء ولست وزيراً لوزارة بعينها، فالوزير منصب سياسي وليس منصباً إدارياً، لأن المنصب الاداري مسؤولية الأمين العام وسابقاً كان يسمى » وكيل الوزارة» لذلك لم يكن في السابق مجال للوزير أن يقيل الوكيل ويأتي ببديل لأمور شخصية أو مزاجية.

شخصياً، عندما كنت مرؤوساً ويطلب مني تنفيذ أمر ما أو مخالف، أُحاول تبيان الخطأ أو المخالفة، واذا ما اقتنع المسؤول، أطلب منه التوقيع، ليتحمل مسؤولية قراره، وهو نهج اتخذته عندما كنت رئيساً للحكومة.

-القرارات والتردد بها؟

لم أتردد في اتخاذ أي قرار أرى فيه مصلحة عامة وليس في اتخاذه ما يخالف القوانين والأنظمة، وهناك قرارات اتخذتها على الصعيد الوظيفي والسياسي والسيادي وقد ثبت صحتها لاحقاً، وعلى عكس الذين يقولون إنني دفعت ثمن تلك القرارات بإقالتي من هذا المنصب أو ذاك، أقول لا! لأن المسؤول يجب أن يكون صاحب قرار ورأي وخصوصاً في القضايا المفصلية واذا ماكانت هذه القرارات صحيحة وفي مصلحة الوطن والمواطن.

-الانحياز للمعلم؟

المعلم صانع الحضارة والمستقبل، هو النموذج والقدوة.

في الدول المتقدمة راتب المعلم من أعلى الرواتب وله احترامه المجتمعي، كان هذا في الاردن في مراحل بناء الدولة، وعندما كان الناس هم الذين يبنون المدارس ويساهمون في راتب المعلم الذي يستقطبونه لتدريس أبنائهم.

خلال حكومتّي الدكتور عبدالسلام المجالي والمرحوم الشريف(الأمير) زيد بن شاكر طالبت بأن تكون للمعلم علاوة تدريجية تبدأ بـ ٥٪ لتصل ١٠٠٪

ولأنه لا يجوز أن يشغل المعلم نفسه بعمل خارج دوامه ليؤثر عليه وعلى مهنته.

– الحياة السياسية الاردنية؟

الديمقراطية تقوم على أكتاف حزبية، والأحزاب يجب أن تكون أحزاباً وطنية برامجية تقنع المواطن للانتساب وتشكل حالة سياسية تنافسية وحراكاً مجتمعياً في القضايا الوطنية، وليست شعارات، أو تكون أحزاباً تحاكي الخارج على حساب الوطن.

كما المطلوب من الجهات الرسمية أن تكون مقتنعة بالعمل الحزبي ولا تقاومه وتتدخل فيه و تحمي مواطنه.

برأيي، أننا نحتاج الى جيل

يتربى على العمل الحزبي ويفرز رموزاً حزبية وهذا يتطلب سنوات لا تقل عن عقدين.

– الرياضة والدولة؟

يجب أن تكون الرياضة مدعومة بقرار سياسي وبرعاية كما هي رعاية التعليم، الى جانب دعم مالي.

نشعر في الاردن بالفخر والاعتزاز عندما يحصل لاعب على ميدالية في لعبة فردية أو يسجل لاعب هدفاً في بطولة دولية.

-الاعلام؟

أن يكون إعلاماً حقيقياً يفتش عن الحقيقة ويبحث عن المعلومة، ولأن إرخاء الأذن ليس مصدراً.

-رصيدك المالي؟

أدعوك لمراجعة البنوك ستجد مبلغ ٦٠٠ الف دينار اردني مديناً لها.

– طقوسك الرمضانية

صيام وصلاة وقراءة القرآن واعتكاف.

-مائدة الافطار؟

أنا أحب الوجبة الواحدة، ولا غضاضة أن أتناول في اليوم التالي مابقي منها أي (البياتة)..واذا ما استشارتني أم عصام » شو نطبخ؟.. نتهاوش».