العمرو يكتب: الفايز والحباشنة  وموقفهما من التعامل مع سلاح العشائر

27 نوفمبر 2020
العمرو يكتب: الفايز والحباشنة  وموقفهما من التعامل مع سلاح العشائر

بقلم: الدكتور قاسم جميل العمرو

إن حالة الجدل وتعدد المواقف والآراء على خلفية ظهور أسلحة إتوماتيكية حديثة  عَبّر مستخدموها عن فرحهم  ومناصرتهم لمرشحين فازوا في الانتخابات الاخيرة، كما ان استخدام الاسلحة الرشاشة احيانا في المشاجرات العشائرية او عند ارتكاب جرائم فردية، يجعل مناقشة هذا الامر ضرورياً ، فالبعض يعتبر وجود هذه الاسلحة تهديداً للامن واستقرار المجتمع، وآخرون يعتبرونه جزءاً من الموروث الثقافي لطالما استحضرنا حياة الاوائل من الاباء والاجداد وطبيعة حياتهم التي ما زالت تؤثر في عاداتنا وتقاليدنا العشائرية، وكلا وجهتي النظر لا يستوي مع مفهوم دولة القانون والمؤسسات إضافة الى حالة التوازن في المجتمع والانصهار الكامل بين مكوناته من خلال علاقات النسب والمصاهرة فاصبح موضوع السلاح منفراً خصوصا وان لدينا مؤسسة امنية وعسكرية قوية وتتشكل هذه المؤسسات، من مختلف مكونات المجتمع الاردني، فيصبح الحديث عن سلاح العشائر اقرب الى الشعبوية ومن المعروف ان الاسلحة الفردية لا تصد خطرا اذا كان العدو خارجيا وفي الاغلب تستخدم في المنازعات الداخلية بين الافراد او  في المناسبات الاجتماعية ويكون خطرها جسيماً

دخول دولة السيد فيصل الفايز ومعالي سمير الحباشنة على الخط وهما شخصيتان مقدرتان ولهما كل الاحترام، لا يمكن فهمه على انه تأييداً لاقتناء السلاح الاتوماتيكي لان مبرر وجود هذه الاسلحة غير موجود اساسا فالناس يعيشون حالة مدنية وتحت حكم القانون، وليسوا مقاطيع في الصحراء ويستطيع الشخص بثواني طلب النجدة على خط الاتصال 911 وبثواني يكون الرد جاهز ربما قبل ان يهيء مخزن رشاشه لاستخدامه في مشاجرة سببها خلاف اطفال، او نزاع بين مراهقين ينتمون لاكثر من عشيرة في بلدة واحدة وهذا ما شاهدناه بالامس في احدى البلدات الاردنية العزيزة على قلوبنا.

حديث الرجلين هو للتخفيف من نبرة الاستهداف التي تبناها بعض اطراف من يديرون الازمة وباستخدامهم الاستعراض اللفظي وكأن القضية تهديدا للامن الوطني وعلى عكس ذلك فكل من استخدم السلاح معروف وقام بتثبيت ذلك صوتا وصورة فلاداعي لكل هذه الضوضاء في زمن نحن بحاجة فيه للهدوء لللتفكير بحل مشكلاتنا الاقتصادية والاجتماعية وحماية المجتمع من الافات التي تفتك بشبابنا كالمخدرات، وفارضي الاتوات والزعرنة بكل اشكالها، كما علينا الوقوف بوجه مهربي الاسلحة هؤلاء الخطر الحقيقي على المجتمع كما اننا  بحاجة الى حماية ممن يستغلون السلطة لالحاق افدح الخسائر بالمجتمع وتعريض حياة الناس للخطر، وكم نحن بحاجة لحماية اللمجتمع من الاستغلال الذي يتعرض له الناس في ظل ازمة كورونا من رفع لللاسعار دون حسيب ورقيب، نزع السلاح والسيطرة على مظاهر الاستخدام غير الشرعي ضرورة مهمة ولكن ضمن العمل الروتيني لاجهزة الامن.

الفايز والحباشنة اقترحا ترخيص الاسلحة نعم هذا ضروري ولكن مع  تحديد اي الفئات الاجتماعية التي بحاجة للسلاح الفردي ومن ينطبق عليهم ذلك حتى لا تكون عملية ترخيص الاسلحة غير منضبطة، نحن بحاجة الى قانون اسلحة جديد يُعالج كل هذه الاختلالات ويأخذ بعين الاعتبار الابعاد الاجتماعية لذلك.

*استاذ العلوم السياسية جامعة البترا

*ناشر موقع وطنا اليوم الاخباري