وطنا اليوم:أعاد منيب رشيد المصري وسام الجوقة الفرنسي برتبة ضابط وهو ارفع وسام فرنسي حصل عليه قبل عدة سنوات احتجاجا على تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بخصوص القدس تزامنا مع توجيه رسالة قوية له بهذا الخصوص .
وقال المصري ” لأجل القدس عاصمة دولتنا العتيدة ، واحتجاجا على خطاب الرئيس الفرنسي ماكرون باعتبار القدس عاصمة ابدية للشعب اليهودي زرت اليوم برفقة سماحة مفتي القدس الشيخ محمد حسين ووفد مقدسي القنصل الفرنسي العام وقررت إعادة وسام الجوقة الفرنسي برتبة ضابط وهو ارفع وسام فرنسي حصلت عليه عام 2017 “.
وأضاف ” لم اتردد باتخاذ هذا القرار فالقدس تستحق ولن تكون الا عاصمة الشعب الفلسطيني. مع محبتي وتقديري لموقف رؤساء فرنسا السابقين ديغول وشيراك وميتران وآخرين”.
وفيما يأتي نص الرسالة:
3 مارس 2022
سيادة الرئيس إيمانويل ماكرون المحترم
رئيس الجمهورية الفرنسية
تحية الاخلاق والسلام والعدالة والانسانية
في السادس والعشرين من نيسان/ أبريل 2017 تشرفت بأن قلدني القنصل العام الفرنسي في القدس وباسم رئيس الجمهوريّة وسام جوقة الشرف الوطني برتبة ضابط وهو أعلى وسام فرنسي منذ عام 1802 ، وقد سررت في ذلك الوقت بهذا التكريم من الجمهورية الفرنسية لما لفرنسا من مكانة خاصة في قلبي ولما لها من حضور وإسهامات عالمية في صنع السلام والدفاع عن الأخلاق والإنسانية والقانون الدولي و حقوق الإنسان ومحاربة الظلم والإرهاب والتمييز العنصري في العالم . ولما درسناه في المدارس عن مبادئ الثورة الفرنسية العظيمة .
لقد صدمت وبشدة من العبارات التي أدلى بها السيد جان كاستكس ، رئيس وزراء جمهورية فرنسا خلال القاءه خطابكم ، في العشاء السنوي الذي أقيم في CRIF يوم الجمعة الموافق 25 فبراير2022 ، والذي “أكد فيه مجددًا أن القدس هي العاصمة الأبدية للشعب اليهودي”.
لقد شكل خطابكم بالنسبة لي خيبة أمل كبيرة ، وشعور بظلم كبير وأسف شديد وانتم تمثلون دولة لطالما اعتبرناها رمزا للأخلاق والإنسانية والدفاع عن المظلومين ، فكيف لكم أن تتجاهلوا التاريخ وحق الشعب الفلسطيني الذي وجد منذ العصر الحجري على أرضه ، وكيف لكم أن تتجاوزا القرار الإلهي باعتبار القدس مهد الديانات السماوية ، كيف لكم أن تتنكروا للوجود المسيحي والإسلامي في القدس ، ولخطوات سيدنا المسيح عليه السلام النبي الفلسطيني الذي ولد في مدينة بيت لحم وبجوار القدس ، و كيف لكم أن تظلموا شعبا بأكمله ما زال يعاني الويلات منذ أكثر من مئة عام ، كيف لكم أن تخالفوا قرارات مجلس الأمن الدولي والجمعية العامة ومواقف الاتحاد الاوربي الذي انتم جزء منه ، كيف لكم أن تخالفوا المبادئ والقيم الفرنسية وسعيكم الدائم لصنع السلام العادل والشامل على اساس حل الدولتين على حدود الرابع من حزيران لعام 1967.
السيد الرئيس ..
يؤسفني القول بأن خطابكم يشكل دعما وتأييدا لسياسة الفصل العنصري والتمييز العرقي الذي تمارسه دولة الاحتلال الاسرائيلي في الشيخ جراح وسلوان وبيتا وكل الأراضي المحتلة ، خطابكم هو دعم لعذابات الملايين من الأطفال والنساء والمظلومين الذين يقتلوا ويعتقلوا وينكل بهم ، خطابكم مساس بمشاعر الملايين من أبناء الشعب الفلسطيني وحقوقهم وآمالهم ومئات الملايين من المسلمين والمسيحيين حول العالم.
لقذ ذكرني خطابكم بخطاب رئيس وزراء بريطانيا تيريزا ماي المؤسف عام 2017 حين احتفلت بمشاركة روتشيلد ورئيس الوزراء الاسرائيلي نتانياهو بمرور الذكرى المئوية لتصريح بلفور المشؤوم ونحيطكم علما بأننا بدأت بتحريك دعوى قضائية ضد الحكومة البريطانية بشأن الآثار الناتجة عن تصريح بلفور وقد انتهت هذه القضية بنجاح أمام القضاء الفلسطيني وخلال شهر أبريل من العام الجاري.
السيد الرئيس ..
اسمحوا لي أن أدعوك لقراءة التاريخ جيدا ، والعودة إلى تاريخ 2/11/ 1917 لتدرك بأن بداية المؤامرة الصهيونية لأجل احتلال فلسطين بدأت بوعد بلفور المشؤوم والذي كانت دولتكم شريكا به ، وعد بلفور الذي رسخ النهج العنصري بوصفه أصحاب الأرض الذين كانوا يشكلون أكثر من 93% من سكان فلسطين بذلك الوقت بالطوائف غير اليهودية ، ومنحهم الحقوق المدنية والدينية فقط ، في الوقت الذي تعهد بإقامة وطن قومي لليهود في فلسطين بغير وجه حق، ولأجل تحقيق هذه الأهداف ارتكبت المذابح والمجازر وهجر مئات الالاف من الشعب الفلسطيني ، وجلب الالاف من اليهود من مختلف أنحاء العالم ليتم تسليحهم وتأسيس العصابات المسلحة وصولا لتسليم فلسطين لهم والتسبب بأبشع نكبة عبر التاريخ البشري عام 1948.
وأذكركم كذلك في عام 1878 كيف منح السلطان العثماني المسلم عبد الحميد الثاني كنيسة القديسة حنا عن طريق أحد ولاته بالقدس لإمبراطور فرنسا نابليون الثالث اعترافا بالجميل ومكافأة من الدولة العثمانية لفرنسا واليوم أنتم تردون الجميل بما لا يليق بتاريخ فرنسا .
السيد الرئيس ..
أنا منيب رشيد المصري ابن عائلة تمتد جذورها منذ أكثر من 1000 عام في فلسطين ..
انا منيب رشيد المصري ابن عائلة قدمت عشرات الشهداء والجرحى والأسرى لأجل القدس وفلسطين ومن بينهم حفيدي البكر الذي أصيب بالرصاص الإسرائيلي المحرم دوليا ليتسبب بكسر عمود الفقري وليبقى أسير معقده يكمل حياته بألم وأوجاع لا توصف .
أنا الفلسطيني الذي عاصرت الانتداب البريطاني وجرائمه والاحتلال الاسرائيلي وارهابه وعاصرت نكبات شعبي وسرقة أرضي منذ عام 1948 .
انا الفلسطيني الثائر دفاعا عن وطني وحقي وقد اصبت برصاصة بريطانية في قدمي وما زلت أعاني منها حتى اليوم
أنا الفلسطيني الذي عملت لسنوات طويلة وكنت أرى من فرنسا شريكا لصنع السلام وشاركت عام 2008 مبادرة وزير الشؤون الخارجيّة الفرنسيّ السيّد برنار كوشنير.
انا الفلسطيني الطامح لإنهاء الظلم وترسيخ العدالة والأخلاق ومحاربة الارهاب والتمييز العنصري .
انا الفلسطيني المؤمن بالسلام والعدالة وتقديس الإنسانية والدفاع عن المظلومين.
يؤسفني إعلامكم بقراري إعادة وسام الجوقة الفرنسي برتبة ضابط لدولتكم والذي حصلت عليه عام 2017 معبرا عن رفضي الشديد لتصريح رئيس الوزراء الفرنسي بشأن القدس ، وأطالب فرنسا بالاعتذار للشعب الفلسطيني ولأحرار العالم ، وكذلك الاعتراف بدولة فلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية .
اعيد لكم وسامكم بقالب خشبي صنع من خشب الزيتون المقدسي الفلسطيني الاصيل والذي يشهد على الوجود العربي الفلسطيني وموشح بصورة بيت فلسطين خلال عيد الميلاد المجيد بيت عائلتي الذي يزين بكنيسة منذ العهد البيزنطي والذي يحتوي بجنباته كوخا فرنسيا وبيت نابليون الثالث الزجاجي – الحديقة الشتوية الذي اهداه لصديقته ماريتا البوني حيث جلبته لفلسطين تقديرا مني للثقافة الفرنسية ويطيب لي ان ادعوك وعائلتك لزيارة فلسطين والاقامة في بيت فلسطين لتتعرف على جذور وعراقة وتاريخ الشعب الفلسطيني