انطلاق التعليم للمفكر إبراهيم بدران

24 فبراير 2022
انطلاق التعليم للمفكر إبراهيم بدران

بقلم: جهاد المساعده

أصدر المفكر العربي وزير التربية والتعليم الأسبق الأستاذ الدكتور إبراهيم بدران، كتابًا بعنوان “انطلاق التعليم: إشكالية التحولات الحضارية في المجتمع العربي” هذا الكتاب الذي وصفه د ذوقان عبيدات بأنه كنز.

لن أخوض في تحليل الكتاب أو نقده. وسأكتفي بوصف الكتاب وإبراز الأفكار الجديدة فيه، فقد اشتمل الكتاب على عشرين فصلاً تضمنت أفكاراً مميزة، ومعلومات ذات قيمة كبيرة تخدم صُناع القرار للتغلب على الصعوبات، والعقبات، والإشكاليات الكثيرة التي تواجه القطاع التربوي، ومن أبرز الأفكار التي سلط عليها الضوء:

  • معلم المستقبل، وهو صاحب رؤية وليس صاحب وظيفة، مهمتهة متابعة التطورات ومساعدة طلابه على اكتشاف المبادئ التي تسير نحو هذه التطورات. محب للفنون وللعلوم بكافة أنواعها مطلع على حركتها في العالم. معلم متعلم يفكر نقديًا وإبداعيًا، يعمل في مجتمع متعلم. وحيث يتداخل التعليم والاقتصاد والثقافة. فالمعلم الذي نريد هو ركن من المجتمع المهني نريد للوصول إلى المستوى الاقتصادي والحضاري الذي نريد والمستقبل الذي نريد! فأي مجتمع نريد؟ وأي مستقبل؟ لنحددّ أي مدرسة وأي معلم نريد…

فالمجتمع المنشود هو مجتمع الصعود نحو التقدم والتفوق والتميز! فهل هذا يكون بنبش الماضي أم التطلع إلى المستقبل.

  • إن نشر ثقافة الريادة وروح الإبداع والابتكار وروح المغامرة والاستكشاف لدى الطلبة مطلب أساسي من عمل المؤسسة التعليمية، لتكون طريقة للتغلب على مشكلة البطالة، فهذه الروح ما زالت مفتقدة في المجتمعات العربية.
  • وفي فصل التسامح، يحدد المفكر بدران التسامحات المطلوبة: تسامح ديني أولًا، وتسامح جنسوي وعرقي وقومي وفكري وثقافي!! تسامح مع الذات وقبولها واحترامها، وتسامح مع الآخر بالدرجة نفسها 

تسامح مع الزمان، احترام الماضي والعمل للحاضر، والتخطيط للمستقبل. تسامح مع المكان، واحترامه وعدم إلحاق الأذى فيه، مع الاعتبار بأن المسافات بين الأماكن تتقلص باستمرار، والتسامح مع المكان هو تسامح مع البيئة. فالمنهاج المطلوب هو من يقوده إلى الذات والآخر، إلى كل عالم وباحث ومفكر مهما اختلفت جنسيته وزمانه ومكانه.

والمنهاج المطلوب هو من يقودك إلى الثقة بالعلم والفكر والفن والدين والثقافة والأدب مهما كان مصدره.

كيف ترفض ما يقال لك عن جاهلية القرن العشرين وما بعده، أو جاهلية الفلسفة والعلم والتقدم!!

كيف ترفض التعلق بالماضي والتاريخ، وكيف ترفض تفسير الحياة والتاريخ والجغرافيا والفنون تفسيرًا دينيًا!

هذا هو منهاج التسامح المطلوب. نعم صدق عبيدات حين قال الكتاب كنز!!

ففي كل صفحة عشرات الأفكار، وفي كل فكرة عشرات المعاني وفي كل معنى عشرات الآمال.

دمت بود أيها المفكر د. بدران