متحورة جديدة تثير قلقاً… خبراء: أوميكرون تتراجع لكن الوباء لم ينته

30 يناير 2022
متحورة جديدة تثير قلقاً… خبراء: أوميكرون تتراجع لكن الوباء لم ينته

وطنا اليوم –  بدأت أوميكرون تخسر قبضتها، لكن الوباء العالمي لم ينتهِ»؛ هكذا لخصت صحيفة «نيويورك تايمز» الأزمة الصحية في العالم، خصوصاً الولايات المتحدة؛ حيث يرى خبراء أن ثمة مؤشرات مشجعة على قرب انتهاء الأزمة. وتستشهد الصحيفة بالانخفاض الملموس في عدد الحالات الجديدة في بريطانيا (89.176 حالة جديدة الجمعة)، وبتضاؤل مستويات كوفيد-19 في مياه الصرف الصحي في بوسطن وسان فرانسيسكو. وعزت تزايد الآمال في حل وشيك الى ارتفاع المناعة وسط السكان، إما بالتطعيم بلقاحات كوفيد-19، أو بالتعافي من الإصابة. ووفقاً لهذا السيناريو لن يجد فايروس كورونا الجديد فرصة لإفشاء عدواه، ويختفي بالتالي من على ظهر البسيطة. غير أن الأرقام الحقيقية تقول شيئاً آخر مناقضاً تماماً. فقد سجلت بلدان العالم السبت 3.62 مليون إصابة جديدة خلال الساعات الـ24 الماضية، تمثل زيادة قدرها 10% عما كانت عليه الأوضاع الصحية قبل أسبوعين. ورافقت تلك الإصابات الجديدة 88.877.705 وفيات إضافية، تمثل زيادة نسبتها 22% عن عددها قبل أسبوعين. وظلت الولايات المتحدة تسجل حالات جديدة بمعدل يربو على نصف المليون يومياً (642.291 حالة الجمعة). كما قيدت 2.529 وفاة إضافية، تمثل زيادة قدرها 30% عن وفياتها قبل 14 يوماً. وأضافت «نيويورك تايمز» أنها استطلعت آراء أكثر من 10 خبراء من استشاريي مكافحة الأمراض المُعدية، والمناعة، وعلماء الأحياء فأكدوا لها أن الوضع الصحي في أمريكا أكثر تعقيداً، وأقل وردية مما تحاول جهات رسمية أن تقدم انطباعاً عنه. وخلص الخبراء إلى أن تلاشي الفايروس تماماً مستحيل، وإلى أن الوصول إلى «مناعة القطيع» ليس سوى حلمٍ. ويذكر أن هذه التطورات واكبت ارتفاع عدد جرعات اللقاحات المضادة لكوفيد-19 المستخدمة إلى أكثر من 10 مليارات جرعة في 184 بلداً ومنطقة. ويعني ذلك أن 77% من شعوب البلدان الغنية حصلوا على الأقل على جرعة واحدة، فيما تصل النسبة إلى أقل من 10% من شعوب الدول المتدنية المداخيل. وتصل النسبة إلى نحو 62.4% من سكان المعمورة، أي نحو 4.79 مليار نسمة.

وتابعت أجهزة الإعلام في الغرب أمس (السبت) على نطاق واسع القلق الناجم عن تفشي سلالة فرعية تحورت من أوميكرون. وتعرف السلالة الجديدة بـBA.2. فقد قالت وكالة الأمن الصحي الحكومية البريطانية الليل قبل الماضي إن هذه السلالة الفرعية يتضاعف عدد إصاباتها كل أسبوعين، وإن عدد الإصابات بها في بريطانيا يفوق ألفاً حالياً؛ أي ما يمثل 3.4% من الحالات الجديدة في البلاد. وأضافت أن القلق يعزى إلى أن فحص PCR لا يستطيع التعرف إلى هذه السلالة الجديدة. وذكرت أنه يعزى أيضاً إلى أنها تبدو أسرع تفشياً من أوميكرون. لكنها تشدد على أنه ليس ثمة داع إلى القلق. ووصل نطاق تفشي BA.2 حتى الآن إلى 22 ولاية أمريكية، و40 بلداً.

وارتفع العدد التراكمي لإصابات العالم ظهر السبت إلى 371 مليوناً منذ اندلاع نازلة كورونا. وشهدت الدول العشر الأشد تضرراً من الفايروس زيادة كبيرة في العدد التراكمي لإصابتها (75 مليوناً في أمريكا، و40 مليوناً في الهند، و25 مليوناً في البرازيل، و18 مليوناً في فرنسا، و16 مليوناً في بريطانيا). وعلى رغم الأزمة السياسية والعسكرية التي تعصف بأوكرانيا المهددة باجتياح روسي لأراضيها الشرقية؛ فإن العدد التراكمي لإصاباتها قفز السبت إلى 4 ملايين إصابة. وترافق ذلك مع ارتفاع عدد وفياتها بالوباء منذ بدء النازلة حتى أمس السبت إلى 100.031 وفاة. وسجلت أوكرانيا السبت عدداً قياسياً من الإصابات الجديدة قدره 48.201 إصابة. كما قفز عدد إصابات بلجيكا أمس إلى أكثر من 3 ملايين إصابة، بعدما سجلت الجمعة 48.201 إصابة جديدة. وارتفع العدد التراكمي لإصابات كندا أمس إلى 3 ملايين إصابة. ومن الدول التي سجلت عدداً قياسياً من الحالات الجديدة أمس: اليابان (80.994)، وتشيكيا (47.220)، وكوريا الجنوبية (17.542).

خسرت الهند جيلاً من أطفالها، الذين تعتبرهم عماد مستقبلها، بسبب إغلاق مدارس البلاد منذ عامين في أتون تفشي الفايروس. وعلى رغم أن المدارس في بعض الولايات الهندية فتحت مجدداً الإثنين الماضي؛ فإن طلابها نسوا الكتابة والقراءة. واضطر بعضهم إلى البحث عن عمل وترك المدرسة نهائياً. وكانت المدارس الهندية تحولت للتعلم عن بعد منذ نحو سنتين. ولا يملك عدد كبير من أولياء الأمور توفير وسائل للتعلم عن بعد لأطفالهم. وحتى لو نجحوا في ذلك فإن توصيل شبكة الإنترنت ليس متاحاً في كل مكان في شبه القارة الهندية. وتضطر حكومات دول أخرى، منها الهند، إلى إعطاء القطاع الصحي الأولوية في موازناتها بدل التعليم، لمواجهة تبعات النازلة الصحية.