قواعد الاشتباك .. ‏ (Rules of Engagement)‏

25 يناير 2022
قواعد الاشتباك .. ‏ (Rules of Engagement)‏

العميد الركن م/ صالح الشرّاب العبادي

في بداية الحديث عن قواعد الاشتباك فان هذه القواعد موجودة منذ الازل ولدى كل نفس بشرية ، وتم تطويرها والتحديث عليها حسب مواقف الدول وحسب المهمة وكذلك تعتمد على المواقف او الموقف على الأرض وعلى اسلوب او نوع العدو المقابل ..
ولقواعد الاشتباك تعاريف كثيرة متنوعة ولكن بالتالي يهدف التعريف إلى نفس المعنى والمقصود : والتعريف المتداول على مستوى معظم الجيوش: القواعد التي يلتزم بها الجيش في استعمال القوة أثناء أي عملية عسكرية، سواء على المستوى الوطني أو الإقليمي أو الدولي اثناء النزاعات المسلحة للدول او اثناء العمليات الدولية للتحالفات او لقوات حفظ السلام الدولية ..
قواعد الاشتباك تختلف عن بعضها البعض بالنسبة للمهمة فقواعد الاشتباك للنزاعات الداخلية والحروب الاهلية وقمع المتظاهرين تختلف عن قواعد الاشتباك في المواجهات المسلحة بين الدول ..وكذلك تختلف عن قواعد الاشتباك على الحدود ..
ما يهمنا في هذه العجالة حيث ان الحديث يطول عن قواعد الاشتباك اذا ما دخلنا في انواعها واشكالها واهدافها .. ما يعنينا في هذه العجالة هو قواعد الاشتباك على الحدود وخاصة بعد العمليات التي حصلت مؤخراً على حدود الوطن وراح ضحيتها شهداء رحمهم الله تعالى ، حيث كثر اللغط والحديث عن هذا الحادث الاليم ..
ان مهمة قوات حرس الحدود في الوطن والعالم تكاد تكون ثابتة ، واضحة جلية لا يختلف عليها اثنين الا وهي وهي موجودة ويمكن الاطلاع عليها من خلال محركات البحث :
* مراقبة حدود الوطن وتمرير المعلومات عن اي تحركات عسكرية .
* منع التهريب والتسلل من والى الوطن .
* رصد مواقع القوات المقابلة لتمرير المعلومات عن تحركاتها.
* السيطرة على حركة اللجوء غير الشرعي .
* البحث عن الأسلحة والمتفجرات وإلقاء القبض على المطلوبين ضمن منطقة المسؤولية وتسليمهم الى الجهات المختصة.
* المساعدة في عمليات الأمن الداخلي عند الضرورة.
* السيطرة على المزارعين والرعاة والصيادين ضمن حدود منطقة العمل.
بغض النظر عن طبيعة المهمة وقاعد الاشتباك المستخدمة فأن معظم الجيوش تتوافق على حق استعمال الجندي القوة للدفاع عن النفس في حالة التعرض للخطر، وبغض النظر عن اختلاف التقديرات لدرجة الخطر الذي يستوجب استعمال القوة من جندي لآخر.
عوداً على بدء ، على حدود وطننا العزيز وخاصة حدود المملكة للمناطق الملتهبة ، وبناءًا على استمرارية العمليات العسكرية والنزاعات الداخلية وعدم الضبط والسيطرة من قبل تلك الدول على حدودها ، لذلك كله يعتبر الاشتباك مفتوح على مدار الساعة، ولا يوجد وقت محدد لتطبيق قواعد الاشتباك المتعارف عليها او انتظار القرار او استلام الاوامر من القادة ..
حيث ان المتسللين والمهربين والعابرين الحدود متوقعين في اي لحظة وفي اي مكان .. فلا زمان محدد ولا مكان محدد لهولاء المتسللين والمهربين والعابرين ..
لذلك كله .. فأن قواعد الاشتباك المعروفة والمتداولة تنتفي هنا ويتم التعامل مع هولاء المهربين والمتسللين والعابرين بمنعهم من الاقتراب من الحدود .. والمنع لا يكون الا بفتح النار عليهم واجبارهم على الانسحاب او التراجع او الانكفاء داخل عمق حدودهم .. وفي حال وصولهم الى الحدود او مناطق الحرام بين الحدين ، هنا يجب الاشتباك معهم بشكل مباشر وفي حاول تجاوزهم حدود الوطن فمن واجب قوات حرس الحدود فتح النار المباشرة عليهم وقتلهم .
من هنا يتم ردع هولاء من الاقتراب للحدود ..
لكن اذا كان هناك اي تراجع او تنسيق معين او تنسيقات جانبية او عدم توحيد الجهود او كان هناك تضارب بالقرارات او لا سمح الله تواطئ من قبل بعض اصحاب النفوس المريضة او وجود اشخاص مساعدين لهولاء المهربين لا سمح الله فان معظم الجهود تذهب سدى ، علاوة على ان المهربين وتحديداً مهربي المخدرات والاسلحة لا يجازفون الا اذا كان هناك من يستلم منهم ويمول تجارتهم وينسق معهم .. ومن هنا فان منعهم من قطع الحدود بقوة النار المباشرة المؤثرة هو الأسلم من والاجدى من وصولهم والتعامل معهم داخل الحدود .. وهذا حق اصيل لأي دولة للحفاظ على حدودها ومواطنيها ..