وطنا اليوم:تسعى حماس من خلال “مسلسل قبضة الأحرار” المقرّر عرضه في شهر رمضان المقبل، للردّ على مسلسل “فوضى” الإسرائيلي الذي تابعه الملايين عبر خدمتي “نتفليكس” و”آبل تي في” الذي عرض النزاع الإسرائيلي الفلسطيني مصوّراً مغامرات عملاء استخبارات إسرائيليين يتسللون إلى المجتمع الفلسطيني.
فلسطينياً وخصوصاً في قطاع غزة، لاقى المسلسل الإسرائيلي انتقادات واسعة، وأدرج كثيرون مشاهدته في خانة التطبيع مع إسرائيل، على ما يقول مدير وحدة الإنتاج الفني في حماس محمد ثريا، وفق ما ذكرته وكالة الأنباء الفرنسية الإثنين 17 يناير/كانون الثاني 2022.
إذ يشرف ثريا على أول تدريبات طاقم العمل في مسلسل قبضة الأحرار. ويقول: “نتفليكس تدعم الاحتلال الصهيوني من خلال إنتاج العديد من المسلسلات مثل فوضى التي تجرّم الشعب الفلسطيني”، مضيفاً أن “قبضة الأحرار” يهدف إلى “إظهار وجهة النظر الفلسطينية، الفلسطيني المقاوم والإنسان، وبث دراما عن روح مقاومة شعبنا”. ويوضح أن حبكة المسلسل تركز على “تفوق استخبارات المقاومة”.
قصة مسلسل قبضة الأحرار
شارك ثلاثة كتاب فلسطينيين في مسلسل قبضة الأحرار، واستلهموا القصة من عملية استخباراتية نفذتها وحدة خاصة إسرائيلية في العام 2018 في خان يونس في جنوب قطاع غزة. حينها، انتهت العملية باشتباك مسلح أسفر عن مقتل سبعة من نشطاء حماس، بينهم قائد ميداني، كما قتل ضابط إسرائيلي.
بينما يشارك في المسلسل ممثلون محليون هواة. ويشرح ثريا أن “إمكاناتنا المادية والتقنية لإنتاج الدراما في غزة ضعيفة جداً”. وينعكس ذلك على رواتب الممثلين والديكور في المسلسل والوقت القصير المخصص للإنتاج.
فقد أنشأت حركة حماس مؤسستها الخاصة بالإنتاج الدرامي في العام 2007 بعد أشهر من سيطرتها على قطاع غزة الذي تحاصره إسرائيل منذ ذلك الوقت ويعيش فيه 2.3 مليون فلسطيني.
في أول أعمالها، أنتجت مسلسلاً درامياً تناولت فيه حياة عماد عقل، أحد مؤسسي كتائب القسام (الذراع العسكرية لحركة حماس) والمسؤول عن هجمات قتل فيها إسرائيليون في تسعينات القرن الماضي، قبل أن تغتاله إسرائيل.
تكلفة بسيطة
ازدهرت صناعة الدراما في قطاع غزة في خمسينات القرن الماضي، لكنها شهدت تراجعاً في العشرين سنة الأخيرة، ما انعكس على المسلسل الذي بلغت تكلفته 300 ألف دولار. ويقول ثريا إن هذه التكلفة “أقل” من تكلفة حلقة واحدة في مسلسل مصري أو تركي.
فيما إذا كان الإنتاج الإسرائيلي يشغّل عرباً من الأقلية العربية الإسرائيلية في مسلسلاته، فإن إنتاج غزة، مسلسل قبضة الأحرار، لم يحظَ بأي ممثل إسرائيلي، وبالتالي، جسّد فلسطينيون أدوار الإسرائيليين في المسلسل.
إذ يؤدي الموظف المتقاعد من تلفزيون فلسطين جواد حرودة (63 عاماً) دور رئيس الشاباك الإسرائيلي. ويقول بشيء من الفخر: “لا بدّ أن أقوم بالدور بمهنية وحرفية كاملة وأن يقتنع المشاهد ويصدقني في دور رجل الشاباك”.
أما دور الضابط “ديفيد” المكلّف في مسلسل قبضة الأحرار بجمع معلومات استخباراتية عن مقاتلين في قطاع غزة، فيؤديه الممثل زهير البلبيسي (65 عاماً) الحاصل على شهادة من معهد الفنون في القاهرة.
لإتقان دوره في المسلسل ليبدو أقرب إلى الواقع، حرص البلبيسي على لقاء مجموعة من الأسرى الفلسطينيين الذين أفرج عنهم مؤخراً.
ممثلون هواة
في أحد مشاهد مسلسل قبضة الأحرار يتفاجأ الضابط ديفيد وعناصر قوته بكشف أمرهم من جانب مقاتلين فلسطينيين قبل أن يشتبك الطرفان ويقع قتلى ومصابون فيجبروا على مغادرة القطاع.
يقول الممثلون الفلسطينيون إن تجسيدهم أدوار إسرائيليين يجلب لهم أحياناً انتقادات من الجمهور، ما يعني “أنني نجحت في أدائي”، وفق ما يقول البلبيسي.
ليس ببعيد عن موقع التصوير وفي منزل صيفي قرب شاطئ البحر في جنوب غرب غزة، ينهي فنيون وضع اللمسات الأخيرة على غرفة ستصوّر على أنها غرفة عمليات الوحدة الإسرائيلية “سير ميتكال” التي تسللت سرّاً إلى داخل القطاع.
إذ تتدرب كاميليا فاضل (40 عاماً) على دورها في المسلسل كامرأة ثرثارة تدعى أم تحسين، يستفيد الإسرائيليون من نميمتها لجمع معلومات عن المقاتلين الفلسطينيين.
فيما يشير ثريا إلى أن عدد مشاهدي مسلسل “بوابة السماء” الذي بثته الأقصى قبل عامين ويتحدث عن “المقاومة” في الضفة الغربية والقدس، بلغ “أكثر من ثلاثين ملايين متابع”. وسيبث “قبضة الأحرار” على شاشة فضائية “الأقصى” التي تملكها حماس على مدار ثلاثين يوماً خلال رمضان. ويشير ثريا إلى أنه سيتم أيضاً توزيع المسلسل “مجاناً لقنوات عربية وأجنبية منها تركية وإندونيسية”.