شبكة الفساد متكاتفة…… أعان الله الوطن

16 يناير 2022
شبكة الفساد متكاتفة…… أعان الله الوطن

بقلم الدكتور محمود المساد

لعل من أصعب ما يمكن أن تسمعه أو تراه في بلدنا هذه الأيام، هو أن شبكة الفساد بامتدادها الداخلي أو الداخلي الخارجي تتكاتف لتشكل حاجز صدّ يقوى على القانون والاختراق، ولا يقبل حتى الاتهام من الآخر، كون الاتهام بالفساد إهانة ونقيصة لا تقبل من أحد عاقل يتصف بأدنى درجات الأمانة. والأهم من ذلك هو ما يدهشك بحق عندما تصادف بالممارسة الواقعية أن هذا الفساد يصبح لهذه الفئة أو تلك شرفا ومجالا للفخر والعنترة والزهوّ!!!! وخاصة عندما يتشاركون في جلساتهم الخاصة هذا الشرف، ويبتدعون من الصفات التي تعبر بجوهرها عن اللعب على الحبال ( أنا فهلوي وذكي، وأعرف من أين تؤكل الكتف).

إن هؤلاء شركاء الفساد لهم طقوس وتقاليد يمارسونها فيما بينهم لا تشبهنا، وخاصة عندما يبدأون بالسخرية من مفهوم الوطن والوطنية، وأنها لا تطعم خبزا ولا تشغل ولدا، ولا تشتري بيتا في دابوق، ولا حتى عضوا في مجلس إدارة، أو علاقة دعم وحماية من سفارة …… ما أروع أن تكون هذا الزمن صعلوكا وفاسدًا وعميلًا وغير محترم!!!

هذا ليس كلاما يطلق في الهواء، بل واقع عملي في مؤسساتنا الإدارية والفنية. وهذا الهرج والقهقهات هو حديث الكأس وسهرات الشدّة، وحديث الفساد والعلاقات، وأين نجد موقعا لفلان وتدبيره لعلّان الذي يسّر لنا العطاء الفلانيّ، وفتح لنا الطريق الصعب مع السفارة الفلانية.

وتأتي الإشارة هنا للفساد في هذا المقال؛ نتيجة ما قد تمر به من عدم تصديق شكوكك التي تزيد، وتزيد وأنت لا تصدق ما ترى أو ما تسمع، وحتى تستغرب حينا أن يكون هذا المحترم شريكا لغير المحترمين في ممارساتهم الفاسدة، وأحيانا من باب التبرير لمن تحب وتحترم أنه مغفل يستغله آخرون لتمرير فسادهم مقابل وعود وحماية، أو مقابل حفنة مال أخذت عن طريق الحرام وبغير حق مشروع ……..وكيف يكون ذلك مقبولا لطغمة فاسدة تدمر أجيالا وتنهب أرضهم التي ليس لهم في الوجود إلا هي، مهما كانت مسوغاتها وغاياتها وذرائعها.

يا رب وأنت المرتجَى، كيف للناس أن تنقلب على ما تدّعيه من مبادئ وفلسفات …..تتباهى بها وبمشروعيتها والنضال من أجلها وهي مبادىء مزوّرة وفلسفات كاذبة تدّعي نصرة مبادئها الخدّاعة!!! وفي الوقت نفسه تتلون وتتلاعب بالالفاظ وأساليب جمع المعلومات، وطرائق التواصل، والشرح التي بمجملها تقع تحت عنوان التلوّن وقلة الهيبة، مع الادعاء بأنها تخطيط استراتيجي تتذرّع به ادعاء وزورا وبُهتانا …. لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم!!!

لقد تواصلت مع كل الجهات المعنية والصديقة حتى حينه، وأيقنت أن هناك شبكة فاسدة وعميلة وقذرة …. مفاهيمها مشتركة ومتفق عليها، ويدافع بعضها عن بعض بأساليب وطرق ظالمة وظالمة!!!