وطنا اليوم – رصد : اعتبر محللون عسكريون إسرائيليون أن وضع المتفجرات على الحدود السورية الإسرائيلية، كان يهدف الى فحص يقظة الجيش الإسرائيلي، ودرس الخيارات الأخرى مثل شن هجمات انتقامية، أو إمكان التسلل الى داخل الأراضي الإسرائيلية. لكن هجوم سلاح الجو الإسرائيلي على قواعد إيرانية في سوريا، كان بمثابة تحذير استراتيجي لإيران التي بدأت نقل أنظمة للدفاع الجوي الى سوريا. في هذا الشأن، كتب رون بن يشاي في صحيفة “يديعوت أحرونوت”: “يبدو أن المتفجرات التي وُضعت على حدود هضبة الجولان، كانت تهدف الى خدمة الاحتياجات التكتيكية من اختبار ليقظة الجيش الإسرائيلي، وربما استعداداً لتسلل محتمل في المكان نفسه، أو لتنفيذ هجوم انتقامي في المنطقة من شأنه استهداف الجنود الإسرائيليين الذين يقومون بدوريات على طول الحدود”. وأضاف بن يشاي أن “هناك تحدياً استراتيجياً جديداً في سوريا، التي وقعت أخيراً اتفاقية جديدة مع إيران، قبل ما يقارب الخمسة أشهر، بمشاركة رئيس هيئة الأركان الإيراني محمد حسين بكري ووزير الدفاع السوري علي أيوب، وبحضور الرئيس السوري بشار الأسد الذي يوضح حضوره أهمية الاتفاق. ويتلخص إبرام الاتفاق بتعزيز قوة الدفاعات الجوية السورية باستخدام الطائرات والصواريخ، كما أنه يسمح بنقل أجزاء من الأنظمة الحديثة المضادة للطائرات، للتعامل مع الهجمات الإسرائيلية المتكررة”. وشرح بن يشاي نظريته بأنه “كان من الواضح أن التغييرات في نمط العمل الإيراني في سوريا ستحدث قريباً، وبالفعل تمت في الفترة الماضية زيادة في شحنات الأنظمة المضادة والصواريخ من إيران المصممة على تعزيز نظام الدفاع الجوي للأسد، ومعظمها مصنوع في روسيا ويتم شراؤها منها، لكن المساعي الإيرانية تشمل تصميم أجزاء من الأنظمة وتسليمها لسوريا، للتحايل على الرفض الروسي لنقل بطاريات صواريخ (أس–300) الطويلة المدى المتقدمة للجيش السوري”. ولفت بن يشاي الى أن “تنفيذ العملية الإيرانية تم سراً، لكن يبدو أن مصادر الاستخبارات الغربية اكتشفتها، إنها مرحلة أخرى من المساعي الإيرانية لإقامة جبهة ضد إسرائيل في سوريا، فهناك في إيران من هددوا بإرسال بطاريات صواريخ جديدة من طراز أرض-جو، من النوع الذي أسقط طائرة أميركية كبيرة من دون طيار في الخليج العربي العام الماضي، كما كانت هناك محاولات لإرسال أنظمة مماثلة، لكن سلاح الجو الإسرائيلي قصف هذه الشحنات ودمّرها حال وصولها الى سوريا وفقاً لوسائل إعلام غربية، لذلك فإن الإيرانيين يتبنون طريقة أكثر سرّية وأبطأ زمنياً، بإرسال أنظمة صغيرة، آملين أن لا يتم اكتشافها، في المقابل، فإن المستوى العسكري الإسرائيلي يصرّح بأنه لن يسمح لإيران بإنشاء نظام إيراني قوي مقابل الاصطفاف العسكري الروسي على الأراضي السورية”. يبدو أن الهجوم الإسرائيلي على قواعد وأهداف إيرانية في سوريا، كان بمثابة رسالة تحذير أرادت إسرائيل إيصالها لإيران. إن وضع المتفجرات على الحدود يتجاوز الخطوط الحمر، لذلك حددت الاستخبارات الإسرائيلية مسؤولية “فيلق القدس” عن تشغيل فرق الشحن، وأصيبت مقار للجيش السوري تقع ضمن إشراف الحرس الثوري الإيراني، وميليشيات سورية يتقاضى رجالها رواتب من الخزينة الإيرانية، حيث يشرع الحرس الثوري بالعمليات ويقوم بتسليم المتفجرات، ومن ثم يتم إرسال مواطنين سوريين لنقل الشحنة مقابل مبلغ مالي. وشرح المراسل العسكري أمير بحبوط في موقع و”اللاه نيوز” العبري أن “الوحدة الإيرانية 840 وهي قوة سرية نسبياً تابعة “لفيلق القدس”، والذراع الإيرانية في الخارج التي تعمل ضد أهداف غربية ومعارضة لنظام آية الله، هي التي خططت وكانت وراء زرع المتفجرات قرب السياج الحدودي في هضبة الجولان، وهجوم سلاح الجو الإسرائيلي في سوريا كان يستهدف الوحدة، إضافة لأهداف أخرى”. وأشار بوحبوط الى أنه في آب (أغسطس) الماضي، اكتشف الجيش الإسرائيلي عمليات مماثلة لوضع متفجرات قرب الحدود، وأحبطتها قوة من وحدة ماجلان”. وأضاف أنه تم تفكيك المتفجرات بواسطة القوة الهندسية القتالية في الجيش الإسرائيلي، وأعلن الجيش أنه لن يسمح بأي انتهاك للسيادة الإسرائيلية، إضافة الى ذلك، تم قصف أهداف عدة قرب دمشق، بما فيها مستودعات ومقار ومجمعات عسكرية وعربة لإطلاق صواريخ أرض-جو”. لذلك، يمكن الافتراض أن فيلق “القدس الإيراني” وضع المتفجرات في المنطقة القريبة من الحدود، فضلاً عن إبرام اتفاقية الدفاع، وأراد استخدامها أوراقاً للمساومة في المفاوضات المستقبلية بين إيران والولايات المتحدة من جهة، وسوريا وروسيا من جهة أخرى. فقد تلقت دمشق إشارات عدة من موسكو عن استيائها من النظام الحاكم، ربما كإشارة الى أن نظاماً آخر سيحل محله، نظاماً أكثر ملاءمة لبوتين، مع ذلك فإن سوريا من خلال اتفاقية الدفاع وحرية العمل التي تمنحها للإيرانيين على أراضيها، ترسل رسالة لموسكو مفادها أن لديها راعياً بديلاً في طهران.