وطنا اليوم – أشخاص كثيرون عبروا التاريخ من أوسع أبوابه وتركوا بصماتهم الواضحة فيه، وأسهموا بشكل أو بآخر في تغيير كثير من أحداثه، فاستحقوا منا عظيم التقدير لهم ولجهودهم المشكورة، بأن نكتب سيرهم للتاريخ لتفخر الأجيال القادمة بهذه الرجالات الطيبة، فالأرض الأردنية كانت وستبقى ولاَّدة لشخصيات كان العمل العام نهجاً لهم، فقدَّموا للوطن دون انتظار أي مقابل أو مكاسب، ولكن ربما يختلف الأمر هنا عند الحديث عن شخصية محمد باشا الرقاد، فاليوم نحن نكرم التاريخ ذاته بسيرة هذه الشخصية الأردنية الأصيلة الشامخة التي تطال القمم. يقال… من أراد أن تذكره الأجيال ذكراً حسناً فلا بد أن يسهم في صياغة منظومة الأصالة العربية الحقة، وهكذا فعل محمد باشا الرقاد، الذي يقف الكلام أمامه خجولاً ويعجز القلم عن إيفائه حقه من الوصف وذكر مناقبه وصفاته وإنجازاته خلال رئاسته لواحدة من أهم دوائر المملكة الأردنية الهاشمية وهي دائرة المخابرات العامة.
يُعد الفريق أول المتقاعد محمد باشا الرقاد من أهم الشخصيات الأردنية الذين عُرفوا بعطائهم السخي لوطنهم فأدى واجبه بكل أمانة واقتدار، فكان الصادق الصدوق مع الله أولاً ثم مع وطنه وشعبه ومليكه الهاشمي، ولأن التاريخ يُقرأ من الأحداث فلا بد من الوقوف عند بعض المحطات الهامة من حياة محمد باشا الرقاد لنفخر والأردنيون جميعاً بشخصية أردنية أصيلة الهوى والمنبت، ووريثةً للأصالة والعراقة والحداثة.
ولد الفريق أول المتقاعد محمد رثعان سالم الرقاد عام 1956 في مشيرفة الرقاد، نشا وترعرع في كنف والده الشيخ رثعان سالم الرقاد أحد أبرز شيوخ الأردن المعروفين بالكرم والطيب والصدق والحكمة، فكان بيته مشرعاً على مصراعيه ومجلساً للأردنيين وللعرب يقصدونه من كافة مناطق المملكة كما ويقصده أبناء الدول العربية المجاورة والأجنبية يأتونه ضيوفاً أو طالبي حاجة ما أو ساعين لإنهاء خلاف معين وذلك لأن الشيخ رثعان الرقاد كان قريباً من الناس يلتمس حاجاتهم وتجمعه علاقات واسعة النطاق مع جميع شيوخ العشائر الأردنية، هذا وقد جمع محمد باشا الرقاد بين أصالة الأب وعراقة الأم فخؤولته من عشيرة الرقاد، حيث أخذ من جهتي أبيه وأمه الكرامة والعزة ونبل الأخلاق وعظيم الصفات وأصالة النسب.
كما أن جده المرحوم الشيخ سالم الرقاد يُعد واحداً من أبرز شيوخ البلقاء الذين أسهموا في بناء الوطن وإعلاء صروحه والدفاع عنه حيث وقف إلى جانب الملك المؤسس الملك عبد الله الأول عندما قدم إلى عمان لتأسيس إمارة شرقي الأردن وكان من أبرز الداعمين للعرش المفدى فخدموا الوطن بإخلاص وأسهموا في بناء أردننا الحديث.
هذا وقد كان الشيخ سالم الرقاد على علاقة وثيقة مع الملك عبد الله الأول ولا ينقطع عن زيارته في القصر الملكي وكذلك فقد كان الأمير دائم التنقل بين العشائر الأردنية في القرى والبوادي حيث كان ينزل في مضارب الرقاد وفي ضيافة الشيخ سالم الرقاد.
وبحسب روايات من عاصروا تلك الفترة… أنه بوصول الأمير عبد الله إلى عمان قادماً من الحجاز ليكون أميراً لشرق الأردن انتهى عهد الحكومات المحلية التي كانت تتولى شؤون الحكم في ذلك الحين، حيث كانت هناك مواقف عديدة للشيخ سالم الرقاد والذي سعى جاهداً لتدعيم فكر الثورة العربية الكبرى وكسب ثقة العشائر في تأييدهم للأمير عبد الله أميراً لشرق الأردن فقام الأمير عبد الله الأول بزيارة الشيخ سالم الرقاد في بيته وشكره على مواقفه الداعمة والمؤيدة له، هذا وقد كان سمو الأمير عبد الله يقوم كل عام بزيارة للشيخ سالم الرقاد وتقام له بيوت الضيافة في منطقة سميت بـ «صهاة الأمير».
ومن الجدير بالذكر أنه كان حُكم على الشيخ سالم الرقاد بالإعدام من قبل الأتراك وعندما جاء موعد إعدامه أُعلن عن دخول الثورة إلى عمان مما حدا بالأتراك وقائد الحامية التركية المكلفين بإعدامه بالدخالة عليه لحمايتهم حيث قبل دخالتهم وقام بتأمين خروجهم إلى منطقة الرمثا باتجاه دمشق، وهذا يؤكد خصوصية شخصية الشيخ سالم الرقاد التي تميزت عن الآخرين بالتسامح وعظيم الأخلاق الحسنة.
تنحدر عشيرة الرقاد في نسبها من قبيلة الزيادنة التي حكمت منطقة عكا وصفد وسهل حوران وقامت مملكتهم فيها وهي تعرف باسم الدولة الزيدانية وتقف قلعة تبنة وقلعة المشنقة في إربد شاهدتين على تلك الفترة أيام الحكم العثماني، وقد برز منهم الأمير ظاهر العمر الزيداني الذي كان حاكماً على عكا ويعود نسب الزيادته إلى زيد بن الحسين بن علي بن أبي طالب كرم الله وجهه، ولما زالت دولة الزيادنة هاجرت عشيرة الرقاد إلى البلقاء لتصبح واحدة من أكبر عشائر البلقاء؛ وجاء في كتاب معجم العشائر الأردنية لمؤلفه دولة الدكتور عبد الرؤوف الروابدة رئيس مجلس الأعيان أن عشيرة الرقاد أصلهم من عشيرة الزيادنة وهم من بني زيد من عرب الطائف بالحجاز والتي هاجرت من الحجاز إلى بادية الشام بقيادة عمر صالح الزيادنة ثم رحلت إلى معرة النعمان شمال سوريا ومنها إلى عرابة البطوف شمال فلسطين، وقد أصبح ظاهر العمر الزيداني شيخاً على صفد عام 1733م وضم إليه وسط فلسطين وجعل عكا مقراً له سنة 1746م وامتدت سلطته إلى جنوب لبنان وعجلون وحوران وكان ابنه أحمد حاكماً له في عجلون في مبنى قلعة تبنه وجعلها مركزه، ثم نزحوا إلى الجولان ونزل قسم منهم في وادي الرقاد وأخذوا منه الاسم وإن كان البعض يقول، إن الاسم من الجد رقاد وقد أعطوا اسمهم للوادي.
ورث الباشا محمد الرقاد الخصال الحميدة والمناقب الأصيلة وكريم الأخلاق عن والده وجده اللذين عُرفا رحمهما الله بالسيرة العطرة وبالتالي فقد أسهمت العائلة كثيراً في تكوين شخصيته الطموحة والمثابرة.
مَن يجالس محمد باشا الرقاد يعرف أنه رقماً صعباً في عالم السياسة فذكاؤه النفاذ وسرعة البديهة جعلته صاحب عقلية عميقة قلما يجود الزمان بمثلها بالإضافة إلى الوعي السياسي ورجاحة العقل والفطنة والقدرة على استخدام الحزم والحسم في الوقت والمكان الملائمين ولكن تبقى العفوية ودفء الحديث محافظتين على وجودهما في جلسة الباشا فيكون الأقرب إلى القلوب…
تلقى محمد باشا الرقاد تعليمه الأساسي في مدارس مشيرفة الرقاد من الصف الأول حتى الصف السادس الإبتدائي، ثم انتقل إلى مدرسة سحاب الثانوية لإكمال تعليمه الثانوي فيها نظراً لعدم وجود مدارس ثانوية في قريتهم آنذاك حيث حصل على شهادة الثانوية العامة عام 1976 م ليتابع دراسته الجامعية في جامعة بيروت العربية والتي حصل منها على درجة البكالوريوس في التاريخ من كلية الآداب عام 1981 كما وتابع تعليمه لينال شهادة الدبلوم في الإدارة العليا.
بدأ محمد باشا الرقاد حياته العملية موظفاً في وزارة الداخلية لينتقل بعدها للعمل في وزارة الأشغال العامة ثم غادر الوظيفة الحكومية والتحق بالعمل في القطاع الخاص في المملكة العربية السعودية.
وبعد عودته إلى أرض الوطن في بدايات الثمانينيات التحق بدائرة المخابرات العامة برتبة ملازم ثم تدرج في الرتب العسكرية حتى رتبة فريق أول، وخلال خدمته في دائرة المخابرات العامة تسلم عدة مواقع قبل أن يصبح مديراً للدائرة منها: مديراً لمخابرات محافظة البلقاء، ومديراً لمخابرات محافظة إربد، ومديراً للمناطق، ثم مساعداً لمدير المخابرات العامة للمناطق، بعدها نال الثقة الكبرى من جلالة الملك عبد الله الثاني بتعيينه مديراً لدائرة المخابرات العامة بتاريخ 29/12/2008 وبقي على رأس عمله حتى أحيل إلى التقاعد بتاريخ 17/10/2011م، ثم صدرت الإرادة الملكية السامية بتعيينه عضواً في مجلس الأعيان، وهو عضو في لجنتي الشؤون الخارجية والقانونية في المجلس السابق.
وخلال عمله رئيساً لدائرة المخابرات العامة عاصر بضع حكومات أردنية وهي حكومة المهندس نادر الذهبي وتعديلها، وحكومة سمير الرفاعي وتعديلها، وحكومة معروف البخيت وتعديلها.
صدرت الإرادة الملكية السامية بالموافقة على قبول استقالة محمد باشا الرقاد يوم الاثنين 17/10/2011م وقد بعث جلالة الملك عبد الله الثاني رسالة إلى الفريق أول الرقاد يشكره على عظيم إخلاصه وانتمائه للأردن خلال فترة رئاسته لأهم دائرة في الأردن جاء فيها:
«لقد كنت على ثقتي بك فنهضت بأمانه المسؤولية وقيادة هذا الجهاز الذي نعتز بما وصل إليه من الكفاءة والاقتدار وعملت على النهوض بمستوى أدائه بما يتناسب مع متطلبات هذه المرحلة من مسيرة الوطن الغالي، قد كنت كما عرفتك من خلال عملك في كل المواقع التي شغلتها في هذا الجهاز ضابطاً متميزاً في العمل الأمني والاستخباري، ومثالاً في الشجاعة والكفاءة والتفاني والإخلاص في أداء الواجب، وزينت كل ذلك بالإستقامة والخلق الكريم والسيرة العطرة.
إن جهودك يا عطوفة الأخ وجهود إخوانك وزملائك نشامى الوطن والمخابرات العامة وعطاءكم المتميز الموصول ستظل موضوع تقدير واعتزاز لدى الأردنيين، أما اليوم وأنت تغادر موقعك لتأخذ نصيبك من الراحة أو الانتقال إلى موقع آخر من مواقع العمل والعطاء فإنني أوكد أنك ستظل موقع الثقة والاحترام والتقدير، فبارك الله فيك وجزاك كل الخير على ما قدمت وأعطيت للأردن العزيز والله يحفظك ويوفقك ويرعاك».
من جهته بعث محمد باشا الرقاد رسالة إلى جلالة الملك عبد الله الثاني يشكره فيها، قال فيها: «أجد في نفسي سعادة غامرة أنني كنت عند حسن ظنكم بي وبالنشامى في جهاز المخابرات العامة الذين ظلوا على عهدكم وعهد الأردنيين بهم، فتية آمنوا بعد الله عز وجل بحق وطنهم في الأمن والتقدم وواصلوا جهدهم الكبير بما عرف الناس عنهم من خبرة وشجاعة وخلق كريم وصبر عند الشدائد وإخلاص في حمل الرسالة، إن من حقنا في هذا الوطن أن ننعم بالأمن والاستقرار وأن نرد عنه الطامعين والمتآمرين حتى لا يمس طرف عباءته الكريمة نار أو غبار، وأنني يا سيدي سأبقى على العهد والوعد جندياً مخلصاً وفياً بين أبناء شعبك وكل ما لديّ من قدرة على العطاء هو في سبيل هذا الوطن الكريم وفاء للتكريم الذي تغمرني به دائماً والتزاماً بما للوطن عليّ من واجبات الذي أسأل الله أن يكلأه بعين رعايته وأن يحفظكم للوطن وللأمة وأن يمتعكم بموفور الصحة والعافية ويمدكم بالعزم».
يذكر محمد باشا الرقاد أن فترة عمله في جهاز المخابرات العامة كانت من أجمل فترات حياته وكان على قدر المسؤولية الموكولة إليه في مرحلة وصفت بالحرجة وظروف اتسمت بالصعوبة، ولأن العظماء يولدون حاملين لجينات العزيمة والقدرة الفائقة على تحمل المسؤولية كان محمد باشا الرقاد الرجل المناسب في المكان المناسب نظراً لكونه ضابطاً محترفاً وخبيراً أمنياً مختصاً في الشؤون الداخلية والخارجية، كما وكان له دور أساس وهام في عمليات استخبارية ضد محاولات إرهابية وتخريبية على الساحة الأردنية جرى على أثرها ترفيعه ميدانياً إلى رتب أعلى.
يعتبر الباشا محمد الرقاد علامة فارقة في العمل الأمني النظيف والملتزم بأخلاقيات الوظيفة… ولم تسجل في عهده أي حالة تعسف أو ظلم أو فساد أو اعتداء على المال العام أو اعتقال لأي صاحب فكر، وخلال رئاسته لجهاز المخابرات العامة تمكن الباشا الرقاد من التعامل مع الأحداث التي مر بها الأردن بعقلانية رجل دولة ووطن، من خلال إتباع أقصى درجات الحكمة والتعقل والتعامل الهادئ المتزن الأمر الذي أسهم في تجاوز العديد من الأزمات التي كان يفتعلها البعض لاختلاق الأزمات، كما وأسهم في منع امتداد التحركات السلبية واستطاع تفويت الفرصة تلو الأخرى لمن حاول إراقة الدم على الساحة الأردنية.
بعد مرور أربعة عشر عاماً من عهد جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين أطال الله في عمره يرى الفريق الأول المتقاعد محمد باشا الرقاد في شخصية الملك عبد الله الثاني ابن الحسين القدوة المثلى لكل الأردنيين فمنذ اللحظة الأولى التي تسلم بها جلالة الملك سلطاته الدستورية قاد المسيرة بحكمة واقتدار وإرادة قوية من أجل رفعة الأردن وإزدهاره والدفاع عن قضايا أمته ومستقبل أجيالها.
يقول الباشا الرقاد في جلالة الملك عبد الله الثاني: نه «مثلنا وقدوتنا التي نسير جميعاً على نهجها في كل أمورنا… فبعهده سار الأردن نحو إصلاحات جذرية شملت مناحي الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية أثمرت عن تعزيز مكانة الأردن المتميزة بين دول العالم، دولة مؤثرة ترتكز على الإنجاز النوعي وترسيخ الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان وتحقيق التنمية المستدامة. ونحن الأردنيين نعتز ونفخر بقيادة سيدنا الملك الهاشمي مفاخرين العالم أجمع بأن نكون جنوداً أوفياء في ركب فرسان بني هاشم الغر الميامين وإننا في هذا الحمى العربي الهاشمي سنواصل مسيرة البناء والإعمار والإنجاز والتحديث ليمضي الأردن واثقاً متوجاً بالعز والفخار… دولة عصرية ديمقراطية لا تتراجع أو تنحني أمام التحديات تكبر وتزهو بتاريخها وحضارتها وإنجازاتها ومستقبلها المشرق بإذن الله».
لقد قام جلالته بإصلاحات سياسية كبيرة تمكن من خلالها من نقل الأردن إلى مرحلة جديدة ومستقبل أكثر إشراقاً كان من مجملها لا كلها إنشاء هيئة مستقلة للانتخابات ومحكمة دستورية وإقرار قانون جديد للانتخاب وقانون للأحزاب وغيرها من القوانين التي تهدف إلى تنظيم الحياة السياسية.
وأضاف الباشا الرقاد حول العطاء المميز لجلالة الملك عبد الله الثاني قائلاً: استحوذ الجانب الاقتصادي على اهتمام جلالة الملك فكانت المبادرات الملكية منصبة على معالجة مشكلتي الفقر والبطالة والمديونية وإعادة توزيع المكتسبات الوطنية بعدالة خاصة في المحافظات، إضافة إلى مواكبة الثورة التكنولوجية والتعليمية وتعزيز مكانة الأردن كدولة واعدة في المنطقة، قادرة على استقطاب الاستثمارات ووضع جلالته منذ اليوم الأول لتسلمه سلطاته الدستورية قبل أربعة عشر عاماً نصب عينيه دوماً تحسين مستوى معيشة المواطن، والارتقاء بالخدمات المقدمة إليه في مختلف المجالات. كما كان لاهتمام جلالته بقطاعات الصحة والتعليم والشباب وغيرها من القطاعات أن حققت نقلة نوعية لمس أثرها المواطنون بشكل مباشر في كافة مناطق المملكة».
من أراد أن يعرف كيف يعشق الأردنيون أردنهم الغالي ومليكهم المفدى فليسأل محمد باشا الرقاد الذي قال في الأردن: أعتقد أن أصول المواطنة الصالحة للإنسان تقتضي حبه ووفاءه لوطنه… والمواطن الصالح يجب أن يسعى للمحافظة على عناصر قوة وطنه في ظل الظروف المحيطة به للحصول على الهدف الأول وهو أمنه واستقراره ووضع المصلحة الخاصة جانباً أمام مصلحة وطنه حتى لا يفسد ويهدم ما بناه الآباء والأجداد، فعندما تولى جلالة الملك عبد الله الثاني المسؤولية عمل بصمت لترتيب الأوراق حسب احتياجات الوطن في الوقت الراهن وحسب الأحداث المستجدة ليؤسس له بصمة خاصة في سبيل رفعة شعبه ووصوله إلى درجات المجد والعز والكرامة في ظل ظروف اقتصادية صعبة، نحن الأردنيين نحب أردنِّنا بالفطرة وإخلاصنا الكبير لقائدنا المفدى بالفطرة أيضاً كيف لا، وهو مليكنا الذي يواصل الليل بالنهار من أجل رفعة بلده وشعبه.
أنعم الله على الأردن والأردنيين بأن يكون الأردن واحة أمن واستقرار وأنموذجاً حقيقياً لدولة القانون والمؤسسات هذه النظرة التي تكونت لدى معظم دول وشعوب العالم هي لم تأت من فراغ أو من باب المصادفة ولكنها جاءت نتيجة لجهد موصول حمله على أكتافه جلالة الملك الباني الحسين بن طلال طيب الله ثراه وأثراه بإنجازات متلاحقة ومتسارعة بأيدي جلالة الملك المعزز عبد الله الثاني يحفظه الله منذ أن اعتلى العرش الهاشمي وفي ذلك تحدث الباشا محمد الرقاد قائلاً: هو هكذا الأردن في عيون أبنائه، هذا البلد الذي اعتلى عرشه، قائد هاشمي بهر العالم بحكمته وذكائه وفطنته وعمق أفكاره ورؤيته الثاقبة، يسعى للاطلاع على بؤر العوز والفقر بين أبناء شعبه بنفسه، يلتمس بشخصه الكريم حاجات ومتطلبات أبناء أسرته الواحدة، وفي الأردن هناك قوات مسلحة باسلة وأجهزة أمنية مشهود لها بكفاءة عالية تحمي مقدرات الوطن ومكتسباته وإنجازاته ومسيرته الديمقراطية تسهر على راحة الوطن وأمن المواطن واستقراره، يتوافر في منتسبيها كل عناصر الولاء والوفاء والانتماء والإخلاص والنبل في الأخلاق والسلوك، فهنيئاً للأردنيين جميعاً ما حباهم الله به من نِعَم الأمن والأمان.