قرارات جمركية تثير استياء وسطاء مواقع التجارة الالكترونية

وطنا اليوم:أثار انتشار قرار رفع الجمارك على مواقع التجارة الإلكترونية وخاصة موقع «شي ان» الصيني استياء العاملين كوسطاء للموقع باعتباره وفر لهم سوقا جديدا للعمالة غير المنظمة.
وقالت رنيم عمر انها طالبة جامعية وتدرس محاسبة وانها فكرت بالعمل كوسيطة لموقع «شي ان » خلال جائحة كورونا وفترة الحظر.
وبينت أن قرار رفع الرسوم الجمركية بنسبة ٣٠% سيكون فيه ظلم لهن كوسيطات، وأعربت عن استيائها «وقالت «لم نترك بابا للرزق الحلال الا وطرقناه بحثا عن عمل الى ان وجدنا فرصة للعمل كوسطاء للموقع».
وقالت دعاء العناتي إنها تعمل وسيطة لموقع شي ان لاكثر من سنتين، وأن عملها كوسيطة هو مصدر دخلها الوحيد حاليا.
وأضافت أن رفع الرسوم الجمركية بنسبة ٣٠% سيكون له ضرر كبير لها وعلى باقي الوسيطات اللواتي يعملن بنفس المجال حيث انه مصدر دخل اساسيا للعديد من السيدات.
وطالبت العناتي بعدم رفع الرسوم الجمركية على موقع شي ان وبتسهيل الاجراءات الجمركية عليهن كعاملات.
وقالت سما زياد إنها كانت تبحث عن عمل لفترة طويلة إلا أنها لم تجد، وخلال تصفحها لمجموعات موقع «فيس بوك» لاحظت أن هناك العديد من الفتيات اللواتي يطلبن من موقع «شي ان » فجاءت فكرة عملها كوسيطة.
وأضافت زياد أنه في حال تطبيق قرار الجمرك على طلبات موقع «شي ان» سيؤثر سلبُا علبها وزميلاتها الوسيطات فإن نسبة الربح لهن ستصبح معدومة وستكون نسبة الخسارة أكبر.
من جهته، قال المحلل الإقتصادي عامر الشوبكي إن حصر التجارة الالكترونية هو إبتعاد عن الإتجاه العالمي السائد في الوقت الحالي.
وأشار إلى إرتفاع حجم التجارة الإلكترونية العالمية خلال جائحة كورونا من مليار و ٦٠٠ مليون متعامل إلى ٢ مليار ونصف مليار في عام 2020 اي ما يعادل ثلث العالم.
وبيّن الشوبكي أن جائحة كورونا وما فرضته من قيود وأوامر للتباعد وتقليل التجمعات يُحتم تسهيل التجارة الإلكترونية.
ولفت إلى ان التجارة الالكترونية لدينا مقيدة، حيث إنه في العديد من دول العالم عند الطلب من المواقع الالكترونية العالمية فان السلع لا تخضع للجمارك والتعطيل.
وبين الشوبكي أن عملية التجارة الإلكترونية لا يمكن ضبطها ففي حين يتم منع موقع ما أو رفع الضرائب عليه فسيتجه الناس إلى مواقع أخرى، لافتًا إلى أن هناك من سيستغل القرار لبيع السلع بسعر أعلى من سعرها المعلن على موقع «شي ان».
وقال الشوبكي إن العمالة غير المنظمة تشكل جزءا كبيرا من الإقتصاد الأردني ويصعب احصاؤها وهناك العديد من المهن التي تشمل العمالة غير المنظمة «اقتصاد الظل».
وبيّن أن إقتصاد الظل يشكل ما يقدر بـ 30% من الناتج المحلي الإجمالي الأردني، ويعول عليه الكثير من الأسر والشباب والشابات كمصدر لكسب عيشهم.
وأضاف الشوبكي أن مواقع التجارة الإلكترونية مثل «شي ان » فتحت الباب لسوق عمل جديد يستفيد منه الشباب خاصة في ظل ما نعاني منه من إرتفاع في نسب الفقر والبطالة.
ولفت إلى أن مثل هذه المواقع تتيح للشباب والشابات وربات المنازل العمل من المنزل وفي أوقات فراغهم.
كما أشار إلى أن التجارة الإلكترونية توفر على المواطنين ثمن التنقل والوقود في ظل عدم وجود وسائل نقل متكاملة وأزمات السير بالإضافة إلى إرتفاع أسعار المشتقات النفطية.
وأكد الشوبكي أنه لا يمكن تقديم مصلحة التاجر على حساب المواطن خصوصاً وأن هناك أعباء ضريبية على المواطن