مواقع التنزه بالاغوار تغرق في الذباب والحشرات

1 نوفمبر 2021
مواقع التنزه بالاغوار تغرق في الذباب والحشرات

وطنا اليوم:مع بدء فصل الشتاء في لواء الغور الشمالي بمحافظة إربد، في وقت تنطلق فيه السياحة الشتوية للمنطقة، يتسبب انتشار البعوض والذباب والحشرات في مواقع التنزه، بطرد الزوار والمتنزهين، وفق أهال وزوار، عزوا المشكلة لـ”استخدام مزارعين للسماد العضوي غير المعالج (الزبل البلدي) بتسميد مزارعهم، برغم وجود قرار بحظره”.
ويؤكد هؤلاء أن “استخدام هذا السماد، يسهم بانتشار الحشرات الضارة، والتي تتسبب بلدغ الأفراد، مخلفة آثارا واضحة على جلودهم، فضلا عن تسببها بانتقال الأمراض، وخصوصا مع ارتفاع درجات الحرارة المعهود في الأغوار، في أجواء تناسب تكاثر الحشرات”.
ويقولون، إن الجهات المعنية “لا تنفذ أي حملات لمكافحة هذه الحشرات، التي تلحق الضرر النفسي والجسدي بالأهالي والزوار”، مطالبين بـ”التعجيل في رش المناطق بالمبيدات، للقضاء على هذه الحشرات، التي تتكاثر مع الأيام، وبدء عمليات تجهيز الأراضي للموسم الزراعي المقبل”.
ويؤكد المواطن علي الذياب، إن الأماكن السياحية التي تعمل على جذب المتنزهين، غالبا ما تنتشر فيها الحشرات، بخاصة الذباب المنزلي، لقربها من المناطق الزراعية التى تستخدم “الزبل البلدي” في تسميد الأرض الزراعية.
وطالبوا الجهات المعنية، بتكثيف الحملات على هذه الآفة، ورشها باستخدام أساليب رش ومواد حديثة وذات فعالية قوية، للقضاء عليها، منوها إلى أن طرق مكافحة الحشرات القديمة، لم تعد مجدية.
ويعتبر البعوض والذباب من الحشرات التي تتغذى إناثها على الدم البشري، وتتسبب بنقل العديد من الأمراض كالملاريا واللشمانيا، الى جانب الأمراض البكتيرية والصدرية.
واضاف محمد التلاوي، أن مناطق اللواء، بخاصة الاحياء والمناطق القريبة من المزارع والمزارع نفسها والمساحات شبه الفارغة، كالمقابر والاراضي غير المزروعة والتي تنتشر فيها النباتات البرية، وأطراف الأودية والسيول والقني، تعتبر بيئة مناسبة وخصبة لتكاثر الحشرات والبعوض، كونها مناطق مناسبة لهذه الحشرات، ولقربها من مزارع تستخدم الأسمدة العضوية.
ويطالب المواطن خالد السمري، بضرورة اتخاذ إجراءات رادعة بحق المزارعين مستخدمي السماد العضوي غير المعالج، ووضع حد لعدم التزامهم بشروط تخزينه ونقله.
ولفت إلى أنه يجب تغطية الزبل البلدي، للحد من روائحه الكريهة، والتي تتسبب بتكاثر الذباب والقوارض والبعوض والحشرات، وبالتالي التأثير سلبًا على صحة الاهالي والزوار، وبعضهم يُعاني من أمراض صدرية أو جلدية.
محمد خالد، أبدى استياءه من انتشار استخدام الزبل البلدي في مزارع قريبة من التجمعات السكانية، ما يؤدي لانتشار الذباب المنزلي، وانبعاث روائح كريهة، بخاصة عند ساعات المساء.
ودعا بلديات ومديريات زراعة في اللواء والشرطة البيئية، لاتخاذ إجراءات رادعة بحق المخالفين ممن لا يلتزمون بشروط تخزين ونقل الزبل البلدي، واستخدام الأساليب الوقائية في ذلك، كتغطيته على نحو سليم أثناء نقله وتخزينه.
ويؤكد، أن انبعاث روائح الأسمدة العضوية وتكاثر الذباب والقوارض، يؤثر سلبًا على الصحة العامة، خصوصًا لمن يعانون أمراضا صدرية وجلدية، فضلا عما تشكله هذه الآفة من بيئات طاردة للسياح والزوار والمتنزهين.
نائب رئيس بلدية شرحبيل بن حسنة سابقا عقاب العوادين، قال إن “مكافحة البعوض والحشرات الضارة، تحتاج لتكاتف الجهات المعنية كوزارة الزراعة وسلطة وادي الأردن والبلدية، لرش المناطق الواقعة خارج حدود البلدية، خصوصًا المسطحات المائية”، مؤكدًا استعداد البلدية لبدء حملة رش لمختلف مناطق اللواء، والتي ستبدأ فعليًا بداية الشهر المقبل.
وأقر مصدر من مديرية الزراعة، فضل عدم الكشف عن اسمه، بـ”صعوبة سيطرة المديرية والجهات المعنية في اللواء، على دخول الأسمدة غير المعالجة الى مزارع وادي الأردن، جراء كثرة وتعدد نقاط مداخل ومخارج الوادي، وعددها حوالي 67 مخرجا ومدخلا”.
وأكد المصدر، ضبط عشرات المزارعين المخالفين، الذين لا يلتزمون بالعمليات السليمة لنقل وتحميل السماد العضوي، إذ جرت مخالفتهم ومصادرة بضائعهم”.
في المقابل، يقول مزارعون إنهم يشترون الزبل البلدي، للتجهيز للموسم الزراعي المقبل وتغذية التربة، مضيفين “إنهم يعالجونه بوضعه في الحفر، وتغطيته بقطع بلاستيكية، وتركه ل10 أيام، ما يؤدي لانبعاث روائح كريهة جدا، بخاصة وأن مناطق وادي الأردن، تعاني من ارتفاع درجات الحرارة والتي تصل أحيانًا إلى 50 درجة مئوية”.
ووفق دراسات بيئية متخصصة، فإن استخدام الأسمدة العضوية والحفر الامتصاصية “يتسببان بانتشار نسب كبيرة من الذباب والحشرات.
مصدر في وزارة الزراعة يقول “إن الوزارة تتجه لإعداد خطة مع الجهات المعنية، للرقابة والإشراف على تنفيذ منع إدخال الأسمدة غير المعالجة”، لافتًا إلى عقد محاضرات وتنظيم حملات توعوية، لتوضيح أهمية استخدام السماد المعالج، وانعكاسه على زيادة الانتاجية، ومساهمته في الحد من انتشار الذباب، بالإضافة لإصدار نشرات وكتيبات وبوسترات بشأن ذلك.
وتنفيذاً للاستراتيجية الوطنية لمكافحة الذباب المنزلي، تنفذ وزارة الزراعة منذ العام 2003، حملات مكافحة للذباب المنزلي في وادي الأردن، وعلى مرحلتين، كونها تعتبر منطقة زراعية وسياحية، وبإشراف مديرية الوقاية والصحة النباتية وتنفيذها عن طريق كوادر وآليات مديريات زراعة وادي الاردن واللواء، وبالتعاون مع البلديات العاملة في تلك المناطق، وتشمل الحملة مناطق وادي الاردن كافة، بدءا من منطقة السويمة جنوباً وحتى منطقة شرحبيل بن حسنة شمالا.
وتهدف الحملة لمكافحة الذباب المنزلي، وخفض كثافته العددية خلال فترة نشاط الحشرة في الأماكن والبيئات المختلفة، ومواقع التوالد في الأحياء السكنية والمناطق الزراعية وأكوام السماد العضوي غير المعالج، ومكبات النفايات والمسالخ وحظائر الثروة الحيوانية، وباستخدام مبيدات الصحة العامة المتخصصة.
كما عملت الوزارة على توفير مستلزمات تنفيذ الحملة لهذا العام، والمنوي بدء تنفيذها بداية الشهر المقبل، لتستمر لـ12 يوما، كالمبيدات الكيماوية والمحروقات وأدوات السلامة العامة للكوادر الفنية العاملة في الحملة، وعمليات الصيانة المطلوبة للأجهزة والآليات والمعدات المستخدمة فيها، بالتعاون مع المديريات المعنية