الدكتور عصام الغزاوي
عملت في سنوات الثمانينات عضو في لجنة الصحة والسلامة العامة في محافظة الزرقاء وكانت تتركز فيها 50٪ من الصناعات الاردنية رأيت خلالها العجب العجاب، بعد اربعة عقود كنت اتوقع ان الحال قد تغير نحو الافضل لكن المعلومات الخطيرة حول شبهات فساد غذائي وتجاوزات في إدخال كثير من الأغذية التي تضر بصحة المواطن التي كشفت عنها الدكتورة سناء قموه بمرارة دحض توقعاتي، الاصرار والثقة الكبيرة والطريقة المهنية التي ظهرت بها الدكتورة في تأكيد معلوماتها ليس من المعقول ان تكون من فراغ، وكان الأجدر بالحكومة أن تعلن عن اجراءات عملية وعلمية عاجلة وتشكيل لجنة محايدة من الخبراء لدراسة هذه التقارير بجدية وشفافية للتحقق من مصداقية الادعاء، وطمأنة الناس حول سلامة غذائهم، والتعاون مع الدكتورة قموه لتصويب اية اختلالات وتجاوزات تتعلق بسلامة غذاء الأردنيين، بدل من المسارعة لرفضها واضاعة الوقت في تبادل الاتهامات وشخصنة الموضوع في البحث عما يضع الشاهدة في قفص الاتهام ومقاضاتها، ان رفع القضايا لا يدحض وجود خلل، ولا يضفي على الرواية الرسمية أية مصداقية، وليس بديل عن اصلاح ومعالجة الاخطاء والتجاوزات ان وجدت، ومحاسبة الفاسدين الذين اعتدوا على غذائنا، الموضوع علمي وحساس وكان الأوجه ابقاءه في اطاره وعدم التحدث به امام الكاميرات والإعلام بهذه الغضاضة مما اساء للبلد وفاقم من حجم فجوة الثقة بين المواطن ومؤسسات الدولة، واوصل لحالة من الشعور بعدم الأمان تجاه سلامة الغذاء، وعدم الجدية في محاربة الفساد الذي بات ينخر العديد من المؤسسات الرسمية.
