وطنا اليوم:تداول آلاف من الأردنيين على نطاق واسع وبصورة غير مسبوقة مقاطع الصوت الالكترونية التي تتضمن نصائح واخفاء الاسلحة والذخائر على الاقل كما هو واضح من الصياغات الصوتية المتداولة في مدينة معان جنوبي البلاد على اساس ان الحملة العسكرية والامنية لجمع الاسلحة والذخائر في تلك المنطقة الساخنة قد بدات.
وتفاعلت مثل هذه الاشرطة الصوتية بالتوازي مع اشرطة فيديو مثيرة للجدل ضمن ما سمي في الوسائل الاعلام العالمية والعربية وحتى المحلية بانفلات نتائج الانتخابات في الاردن حيث اطلاق مكثف للرصاص ومظاهر مؤذية امنيا وقلق في ارفع المستويات اتتهى بتغريدة ملكية غاضبة اعقبها اقالة وزير الداخلية اللواء الركن توفيق الحلالمة.
ثم تعليمات من الوزير البديل بسام التلهوني وإبن مدينة معان ايضا للحكام الإداريين بالتنفيذ الصارم لكل تعليمات أوامر الدفاع.
وتؤشر بعض الاشرطة الصوتية على نصائح وردت على لسان اشخاص مجهولين بطبيعة الحال تتحدث عن قرب العمليات العسكرية والحملة الامنية مما يتطلب العمل على تخبئة واخفاء الاسلحة خصوصا وان مدير الامن العام اللواء حسين الحواتمة صرح علنا بان قوات الدرك ستبقى في المناطق التي شهدت مخالفات حتى تصادر كل الاسلحة وتعتقل وتوقف وتحيل الى المحكمة كل من خالف القانون بالاضافة الى السيطرة على مجموعة من الذخائر التي وصفها الحواتمة بانها خطيرة جدا.
في احد الاشرطة ينصح صاحب الصوت بهدوء شديد بضرورة “طوي الحديدة ” وهو تعبير دارج في اللغة المحكية جنوب البلاد يقصد به اخفاء قطعة السلاح حتى لا تصادر.
وفي النصيحة نفسها يتحدث صاحب الصوت عن ” الغانمين الذين حضروا من عمان ” وهي عبارة يقصد بها أفراد القوات المسلحة والأجهزة الأمنية حيث اقتحمت قوات الدرك بعض الانحاء في مدينة معان واحاطت بها ظهر الخميس فعاليات عسكرية بهدف مصادرة الاسلحة والذخائر التي تستخدم خارج نطاق القانون.
وفي الشريط الصوتي الثاني يطالب أحدهم ” بتجفيف القمحات وإضافة بعض البهارات وفلفل اسود عليها ” وهي ايضا عبارة يبدو ان تفسيرها يتعلق بالذخائر والرصاص بمعنى قد يكون اخفاء هذه الذخائر وإن كانت الحملة الامنية نفسها طالت محافظات أخرى من بينها السلط والعقبة وبعض أحياء عمان.
السلطات الأردنية تعتبر مثل هذه التعبيرات والعبارات بالتوازي مه ظهور انواع غريبة وقوية من الذخائر والعديد من الاسلحة الاتوماتيكية مدعاة لحالة تمرد على القانون وبعض الاراء على محطات الشاشات التلفزيونية بدات تتحدث عن حالة مستعصية وعن مطالب جماهيرية بجمع السلاح غير الشرعي والذخائر التي تؤدي الى ترويع الاردنيين والمواطنين وفقا للتعبير الذي استخدمه رئيس هيئة الاركان اللواء يوسف الحنيطي.
ويبدو حتى بعد ظهر الجمعة بان الاجهزة الامنية الاردنية مستمرة في الحملة التي تستهدف الان جمع الذخائر والاسلحة خصوصا تلك التي استخدمت في التعبير عن الاحتفال والابتهاج بنتائج الانتخابات النيابية الاخيرة حيث تم استدعاء واحيانا اعتقال بعض الفائزين من المرشحين في تلك الانتخابات واحالة العديد من القضايا الى المحكمة.
كما تم اعتقال وتوقيف العشرات من مطلقي الرصاص والاسلحة ومصادرة العديد مم الاسلحة وحسب مديرية الأمن العام صودرت 69 قطعة سلاح حتى الان.
وأعلنت قوات من الدرك أنها ستبقى في الميدان حتى تنفذ المهمة وفقا للاعتبارات القانونية والفضائية وبالتالي تحاصر قوات الدرك بعض المناطق الساخنة وتقتحم وتبحث عن الاسلحة غير الشرعية كما تساهم في فض التجمعات التي تخالف اوامر الدفاع الخاصة بالمعركة مع الفيروس كورونا.
ويبدو أن السلطات الأمنية بدأت عملية استخبارية واسعة النطاق بحثا عن الاسلحة والذخائر ليس فقط التي استخدمت من قبل بعض المحتفلين من ابناء العشائر بنتائج الانتخابات ولكن أيضا المخزنة والمتوارية عن الأنظار والتي تظهر بين الحين والآخر في استعراضات عشائرية او مناطقية خارج نطاق القانون وتتجاوز على الارجح مظاهر الاحتفال العادية المالوفة في المجتمع الأردني.