وطنا اليوم:حقّق الفيلم الأردني- الألماني القصير “تالافيزيون”، من تأليف وإخراج مراد أبو عيشة، نجاحا باهرا بفوزه بالجائزة الذهبية لأفضل فيلم روائي في الدورة الـ 48 من جوائز الأوسكار للطلبة عن فئة الفيلم الروائي الأجنبي، مُسجلا بذلك أوّل فوز لفيلم أردني وعربي عن هذه الفئة.
وقد أعلنت أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة (الأوسكار) عن الفائزين في حفل توزيع الجوائز الذي أقيم في مدينة لوس انجلوس في الولايات المتحدة الأمريكية الخميس 21 تشرين الأول 2021، وكان “تالافيزيون” قد تنافس مع ستة أفلام أخرى في مسابقة الفيلم الروائي القصير الأجنبي.
من بطولة زياد بكري وعائشة بلاسم وخالد الطريفي، يحكي الفيلم قصة الطفلة تالا، 8 سنوات، حيث لا يسمح لها بالخروج من المنزل جرّاء الحرب المستعرة. اتصالها الوحيد مع العالم الخارجي تلفازها الصغير، إلا أنّ والدها يتخلص منه التزاما بقانون منع أجهزة التلفزة، ليغلب على حياة تالا الصمت والملل إلى حين أن تتخذ قرارا صغيرا له تداعيات ستغير مجرى حياتها إلى الأبد.
وفي مقابلة مع الهيئة الملكية الأردنية للأفلام، أعرب المخرج أبو عيشة عن سروره بهذه الجائزة وقال: “اختارت أكاديمية الفيلم بادن فورتمبيرغ التي أدرس فيها فيلمي “تالافيزيون” لتقديمه لتمثيل الجامعة في جوائز الأوسكار للطلبة من بين ما يقارب 300 فيلم يتم انتاجهم سنويا من قبل طلبة الجامعة. وبلغ عدد الأفلام المتقدمة حوالي 2000 فيلم من حول العالم وتنافسنا في النهاية مع ستة أفلام أخرى في فئة الفيلم الروائي الأجنبي ونحن سعيدين بهذا الإنجاز.” وأضاف: “أي فيلم يفوز بجوائز الأوسكار للطلبة يتأهل تلقائيا للتقدم لجوائز الأوسكار العالمية. وبالفعل قدمنا فيلم “تالافيزيون” للتنافس في فئة الأفلام القصيرة وكلنا أمل.”
“تالافيزيون” من انتاج أردني-ألماني مشترك تم انتاجه من قبل تابع 360 وأكاديمية الفيلم بادن فورتمبيرغ بالاشتراك مع تلفزيون SWR وشركة Jordan Pioneers الأردنية. وعن التمويل المحلي، علّقت منتجة الفيلم جود كوّع: ” كان الدعم المحلي من صندوق الأردن لدعم الأفلام، التابع للهيئة الملكية الأردنية للأفلام، ومن شركة Jordan Pioneers. أود التأكيد على مدى أهمية الدعم المحلي للمنتجين الأردنيين وخاصة لدى عملهم في الانتاجات المشتركة، حيث يُمكنهم بشكل أكبر من ناحية الحقوق والتوزيع والحصول على جوائز وايصال أصوات المخرجين الأردنيين من خلال أفلامهم.”
وقد جال الفيلم عدة مهرجانات سينمائية دولية، حيث شهد عرضه العالمي الأول في مهرجان ماكس أوفلس الـ42 في ألمانيا وفاز فيه بجائزتي الجمهور ولجنة التحكيم وكانت أول مرة ينال فيها فيلم متوسط المدة جائزتين في المهرجان. كما حصل على جائزة أفضل فيلم قصير في مهرجان رود آيلاند الدولي للأفلام وجائزة New Comer في جوائز الكاميرا الألمانية لأفضل كاميرا وجائزة لجنة التحكيم في مهرجان زلين السينمائي الـ61.
من ناحيته، قال مهند البكري مدير عام الهيئة الملكية الأردنية للأفلام:” يتزين مشهد صناعة الأفلام الأردنية بالنجاح الذي حققه فيلم “تالافيزيون” بفوزه في مسابقة جوائز الأوسكار للطلبة، وخاصة أنها تعد منصة عالمية هامة تنقل مواهب صناع الأفلام الصاعدين من حول العالم. إنه إنجاز نعتز به في الأردن ويؤكد أن صناع الأفلام الأردنيين من الشباب والشابات قادرون على التميز والابداع. نحن سعيدون بأن الفيلم كان قد نال دعما من صندوق الأردن لدعم الأفلام، في دورته الرابعة في 2019، وهو خير دليل على أهمية مصادر الدعم المحلية ودورها في تمكين صناع الأفلام، وخاصة في الأردن، من سرد قصصهم وايصالها إلى العالمية.”
ومن الجدير ذكره أن الفيلم التحريكي الأردني القصير “عيني”، من إخراج أحمد صالح، كان قد فاز بالميدالية الذهبية عن فئة الأفلام التحريكية بلغة أجنبية في جوائز الأوسكار للطلبة في 2016.